مجلة وفاء wafaamagazine
بخطوة مفاجئة بالتوقيت والمضمون، بدأ الرئيس الحريري يدرس جديا خيار الاعتذار عن تشكيل الحكومة. فبالرغم من عدم صدور اي تصريح رسمي في هذا الخصوص منه او من نواب او قياديي تيار «المستقبل»، الا ان عدم مسارعة مكتبه الاعلامي او أحد القريبين منه لنفي الموضوع كما جرت العادة، أكد المعلومات المتداولة. وكشف مصدر قيادي في تيار «المستقبل» لـ»الديار» ان اعتذار الحريري بات احتمالا قائما، «لأنه أصبح يشعر ان الفرص تضيع وتنتهي سريعا والانهيار الكامل بات قاب قوسين، أضف أن الشروط التعجيزية لا تزال قائمة من قبل فريق العهد».
وبدا المصدر ممتعضا من الأداء الفرنسي في هذا الملف، فقال: «يبدو ان المبادرة الفرنسية تتجه لتسويات على الطريقة اللبنانية، واذا كان هناك توجه للتعاطي مع الرئيس الحريري كجزء من معرقلي التشكيل وبالتالي تعميم العرقلة على الجميع، فالأفضل له ان يحيد عن الدرب».
ويبدو توجه الحريريّ للاعتذار مستغربا خاصة بعدما كان قريبون من الرئيس المكلف ربطوا بين اعتذاره واستقالة رئيس الجمهورية. وعن الاسباب التي تكون قد دفعته الى تغيير موقفه، قالت مصادر مطلعة على جو حزب الله ان «الحريري أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأنه يدرس جديا خيار الاستقالة، كيلا يكرر التجربة الماضية حين قدّم استقالته من دون وضع بري في صورتها ما أثار استياءه بوقتها»، ورجحت المصادر في حديث لـ «الديار» وصول الحريري الى قناعة «بعدم امكانية اسقاط «الفيتو» السعودي على اسمه، خاصة بعدما كان الفرنسيون قد وعدوه بذلك، لكنهم كما الروس والاماراتيين فشلوا في ذلك».
فبالرغم من الليونة الكبيرة التي يبديها السعوديون في المنطقة خاصة في ظل المعلومات عن انفتاح على دمشق بعد انطلاق الحوار مع طهران، يقرأ الحريري التشدد تجاهه على انه بات موجها ضده شخصيا، خاصة بعد ما تم تداوله يوم امس عن قرار جديد اتخذته السعودية بوقف استيراد الصناعات الغذائيّة كلّها من لبنان حتى إشعارٍ آخر. وهو ما نفاه سفير لبنان لدى الرياض فوزي كبارة، في حديث اذاعي، مشيراً الى «وجود بعض المشاكل على الحدود». وهو أمر نفاه أيضا وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال عماد حب الله عبر حسابه على «تويتر» مؤكدا أنه لم يصدر غير القرار الصادر بتاريخ 23/4/2021 المتعلق بمنع دخول الفواكه والخضر.
الديار