الرئيسية / آخر الأخبار / غذاء يُناسب مرضى الانسداد الرئوي المُزمن

غذاء يُناسب مرضى الانسداد الرئوي المُزمن

مجلة وفاء wafaamagazine

إذا شُخِّصتم بداء الانسداد الرئوي المُزمن (COPD)، وهي حالة تُصبح فيها الممرّات الهوائية في الرئتين سميكة ومُلتهبة وبالتالي يصعب التنفس بسهولة، فإنّ ما تأكلونه يستطيع التأثير في شعوركم.

إستناداً إلى مراجعة صدرت عام 2019 في «Nutrients»، إنّ معاناة الانسداد الرئوي المُزمن تُصعّب القدرة على الأكل والحفاظ على وزن صحّي، ولهذا فإنّ بعض المرضى يفقدون الوزن بطريقة غير متعمّدة.

كذلك، عندما يزداد التنفس ويتطلّب مزيداً من الطاقة، يحرق الجسم سعرات حرارية إضافية عند بعض مرضى الانسداد الرئوي المُزمن، وفق دراسة نُشرت عام 2015 في «Translational Internal Medicine». وفي مثل هذه الحالات، يُنصح غالباً باتّباع حمية غذائية صحّية عالية الكالوري.

من جهة أخرى، بإمكان الانسداد الرئوي المُزمن تصعيب القدرة على ممارسة الرياضة، ما قد يُضعف العضلات. فضلاً عن أنّ الأدوية، والتوتر، والالتهاب، والكآبة، والتعب أثناء الأكل تساهم بدورها في صعوبة تلبية الاحتياجات الغذائية لمرضى الانسداد الرئوي المُزمن.

وبحسب المراجعة ذاتها، المنشورة في «Nutrients»، فإنّ مرضى الانسداد الرئوي المُزمن لديهم عموماً مستويات أعلى من الالتهاب في رئتيهم، وبالتالي فإنّ الحصول على مزيد من المأكولات المضادة للالتهابات قد يكون مُفيداً لصحّة الرئتين.

وفي ما يلي أفضل الأطعمة في حمية «COPD»، وفق اختصاصية التغذية سارة بفلوغرايدت، من الولايات المتحدة الأميركية:

الدهون الصحّية

ينصح العديد من خبراء التغذية مرضى الانسداد الرئوي المُزمن باتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات وعالية الدهون، بما أنّ أيض الكربوهيدرات ينتج أكبر قدر من ثاني أوكسيد الكربون، في حين أنّ أيض الدهون ينتج أدنى كمية. وبالتالي، فإنّ الالتزام بحمية قليلة الكربوهيدرات ومرتفعة الدهون يساعد بعض المرضى على التنفس بسهولة أكبر.

غير أنّ الأدلّة التي تدعم ذلك محدودة، وبالتالي يُنصح بعدم التخلّي عن الكربوهيدرات كلّياً لأنها مصدر مهمّ للألياف ومضادات الأكسدة. وبدلاً من هذه الخطة، لا بدّ من توفير التوازن بين الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون الصحّية مثل الأفوكا، والمكسّرات، وزبدة المكسّرات، والسلمون، والتوفو، والشوكولا الأسود، والبيض، والزيتون.

مضادات الالتهاب

يتميّز الانسداد الرئوي المُزمن بزيادة كميات الالتهاب، ودرجة هذا الأخير قد تحدّد مدى سرعة تدهور الصحّة، إستناداً إلى «Academy of Nutrition and Dietetics». إنّ التحكّم في هذا الالتهاب عن طريق الغذاء يؤدي دوراً إيجابياً. ثبُت أنّ المأكولات المضادة للالتهاب، بما فيها الأوميغا 3 والأطعمة الغنيّة بمضادات الأكسدة، تحسّن وظائف الرئتين وترتبط بخفض خطر الإصابة بالـ»COPD»، وفق دراسة نُشرت عام 2019 في «Primary Care Respiratory Medicine».

وتشمل أبرز مضادات الالتهابات الطبيعية السمك الدهني مثل السلمون والتونة، والورقيات الخضراء كالسبانخ والـ»Kale»، والحبوب الكاملة مثل الأرزّ الأسمر والمعكرونة المصنوعة من القمح الكامل، والتوت، والعنب، والشوكولا الأسود، والقرفة. ولا شكّ في أنّ غذاء البحر الأبيض المتوسط هو مثال جيّد لنمط الأكل الذي يمكن أن يساعد على مكافحة الالتهاب.

مصادر الفيتامين D

إنّ فيتامين الشمس المهمّ لصحّة كُلٍّ من المناعة، والقلب، والعظام يؤثر أيضاً في الانسداد الرئوي المُزمن. ولكن هذا لا يعني أنه يجب تناول مكمّلات الفيتامين D من دون معرفة مستوياته في الدم أولاً. لذلك يجب استشارة الطبيب الذي سيُحدّد أفضل خطّة لبلوغ معدلات صحّية للفيتامين D، وبالتالي بعض التحسّنات في وظائف الرئتين.

إنّ أخذ المكمّلات عندما تكون مستويات الفيتامين D جيّدة لن يكون فعّالاً، إستناداً إلى دراسة نُشرت عام 2019 في «BMJ Thorax». غير أنها توصّلت إلى أنّ نوبات الانسداد الرئوي قد انخفضت لدى الأشخاص الذين يشكون من نقص الفيتامين D وتناولوا مكملاته.

وسواء استدعى الأمر الحصول على المكمّلات أو لا، من الجيّد التركيز على مصادر الفيتامين D مثل السلمون، والسردين، والفطر كالـ»Portobello»، والهلبوت، والأطعمة المدعّمة مثل التوفو وحليب البقر وحليب الصويا…

وفي مقابل هذه اللائحة، أشارت بفلوغرايدت أخيراً إلى «ضرورة الابتعاد عن أطعمة محدّدة رُبطت بزيادة تدهور صحّة الرئتين وتحديداً اللحوم المصنّعة مثل الهوت دوغ، والسكّريات المُضافة كالصودا واللبن المنكّه والصلصات، والحبوب المكرّرة كالخبز الأبيض والمعكرونة البيضاء».