الرئيسية / سياسة / أردوغان يضع شروطًا لوقف الهجوم ..

أردوغان يضع شروطًا لوقف الهجوم ..

الخميس 17 تشرين الأول 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

تحدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان امس الضغوط الدولية لحضه على وقف عمليته العسكرية في شمال سوريا، منذرا المقاتلين الأكراد بإلقاء السلاح والانسحاب من الشريط المحاذي للحدود التركية ورافضا وقف إطلاق نار دعا إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي  نفى اعطاء اردوغان «ضوءا اخضر» لشن العمليات ضد المقاتلين الأكراد في سوريا والذي اوفدت اداراته مسؤولين كبارا إلى تركيا  لإجراء محادثات طارئة في محاولة لإقناع أنقرة بوقف الهجوم في حين سارعت قوات روسية الى جانب قوات النظام  إلى دخول منطقة أخلتها واشنطن بشكل مفاجئ.

ورفض أردوغان التفاوض مع القوات الكردية واضعا شروطا لوقف الهجوم.

وقال الرئيس التركي «اقتراحنا هو أن يقوم كل الإرهابيين الآن، الليلة، بإلقاء سلاحهم ومعداتهم وكل شيء وأن يدمروا كل تحصيناتهم وينسحبوا من المنطقة الآمنة التي حددناها» مضيفا أن هذا الامر «سيكون أسرع طريقة لحل المشكلة في سوريا».

وأضاف «حين يتحقق ما وصفناه، من منبج إلى الحدود العراقية حينئذ تكون عمليتنا نبع السلام التي لا تستهدف سوى الإرهابيين، انتهت من تلقاء نفسها».

وامس نفى الرئيس الأميركي اعطاء نظيره  التركي  «ضوءا اخضر» لشن العمليات ضد المقاتلين الأكراد في سوريا. 

وصرح ترامب للصحافيين أن «قرار الرئيس اردوغان لم يفاجئني لأنه أراد أن يفعل ذلك منذ فترة طويلة .. وهو يحشد القوات على الحدود مع سوريا منذ فترة طويلة .. لم اعطه الضوء الأخضر بل عكس الضوء الأخضر». 
وقال  ترامب  إن حزب العمال الكردستاني ، يشكل «على الأرجح» تهديدا ارهابيا أكبر من تهديد تنظيم داعش.
ومساء أمس أيد مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة مشروع قرار يندد بقرار ترامب سحب القوات من شمال شرق سوريا.

وصوت 354 نائبا لصالح مشروع القرار وعارضه 60 بعدما انضم العشرات من رفاق ترامب الجمهوريين إلى الأغلبية الديمقراطية المؤيدة للمشروع.

ووصل روبرت أوبراين، الذي تولى منصب مستشار الأمن القومي منذ شهر، إلى تركيا للقاء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو  قبيل محادثات اليوم بين مايك بنس نائب الرئيس الأميركي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأكد أردوغان مجددا أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وهدد بإلغاء زيارته المقررة إلى الولايات المتحدة الشهر المقبل بسبب ما أظهره مسؤولون أميركيون من «عدم احترام بشكل كبير جدا».

كما ندد بقرار الولايات المتحدة توجيه اتهامات جنائية لبنك حكومي تركي لمزاعم انتهاكه للعقوبات على إيران، واصفا القرار بأنه «خطوة غير قانونية وبشعة».

وقال مسؤول أميركي إن طائرة مقاتلة أميركية قامت «باستعراض للقوة» فوق مدينة كوباني الحدودية بعد اقتراب مقاتلين مدعومين من تركيا من القوات الأميركية المتمركزة هناك.

وقال بنس إن أردوغان وعد ترامب في اتصال هاتفي بأن تركيا لن تهاجم كوباني، وهي مدينة حدودية ذات أهمية استراتيجية باعتبارها أول مكان تمركزت فيه القوات الأميركية لدى إرسالها لمساعدة الأكراد في قتال تنظيم داعش الذي ارتكب مذابح ضد الأكراد في 2014.

ولا تزال المعارك على أشدها وخصوصا في مدينة رأس العين الواقعة على الحدود التركية، حيث لا يزال المقاتلون الأكراد يحاولون التصدي لهجوم القوات التركية. 

وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس قرب رأس العين أعمدة من الدخان ترتفع من المدينة فيما ينبعث دوي القصف المدفعي التركي المركز. 

وكان المقاتلون الأكراد يحرقون إطارات سعيا لحجب الرؤية عن الطائرات التركية.

وقال أحد عناصر الفصائل السورية الموالية لأنقرة والمشاركة في الهجوم إن القوات التركية تحاول قطع طرق التموين عن المقاتلين الأكراد من مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا. 

وقال مصدر من قوات سوريا الديموقراطية في بلدة رأس العين «المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، لكنها ستبدأ قريباً» مضيفا «ما زلنا في حالة الدفاع ولم نهاجم حتى الآن».

وبعدما ندد إردوغان بـ»الصفقة القذرة» التي تمت بين القوات الكردية ونظام دمشق، قال امس إنه لا يهمه «من من الروس أو النظام (…) سيخرج وحدات حماية الشعب من منبج». 

وأعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين دعا إردوغان لزيارة روسيا فيما أعلنت الرئاسة التركية في وقت لاحق أن الرئيس التركيّ سيلتقي الرئيس الروسيّ في روسيا في 22 تشرين الأول الجاري. 

وذكرت الرئاسة التركية في بيان أنّ الزعيمين سيلتقيان في منتجع سوتشي الروسي على البحر الاسود الثلاثاء المقبل على أن يعود إردوغان لبلاده في اليوم نفسه، كما أكدت الرئاسة الروسية في بيان أنّ إردوغان لبى دعوة بوتين «لزيارة عمل خلال الايام المقبلة». 

من جهته قال ابراهيم كالين المتحدث باسم اردوغان «من غير المقبول أن يرفع العلم الروسي مكان العلم الأميركي، وان تبقى وحدات حماية الشعب الكردية في المدينة (منبج) ولو تحت سلطة قوة أخرى».
وتابع المتحدث التركي كالين قائلا «إن المجموعات التي نهبت وفرضت قوانينها تحت حماية اميركية وتحت العلم الاميركي لن تتمكن بعد الان من الاستفادة من هذا الامان. 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب الحرب في سوريا المستمرة منذ ثمانية أعوام،  إن قوات روسية عبرت نهر الفرات بشمال سوريا ووصلت إلى مشارف مدينة كوباني.

وذكرت قناة الميادين أن قوات سورية بدعم من روسيا «ثبتت بعض نقاط المراقب» في مدينة الرقة التي كانت ذات يوم معقل «دولة الخلافة» التي أعلنها تنظيم داعش ثم سيطر عليها الأكراد عام 2017 في ذروة حملتهم على المدينة بدعم من الولايات المتحدة.

وذكر التلفزيون الرسمي الروسي ان قوات النظام السوري سيطرت على قواعد عسكرية تركتها القوات الأميركية.
وقال أردوغان،إنه أبلغ نظيره الروسي بأن بإمكانه تحريك قواته إلى منبج، فقط في حال طرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية منها.

وأضاف «أبلغت السيد بوتين بهذا أيضا… إذا كنتم تخلون منبج من المنظمات الإرهابية، فافعلوا، بإمكانكم أنتم أو النظام تقديم كل الإمدادات. لكن إن كنتم لن تفعلوا ذلك، فإن الناس هناك يطالبوننا بإنقاذهم».

ويقول أردوغان إن ترامب وافق على خططه لإقامة «منطقة آمنة» بعمق 30 كيلومترا داخل سوريا، تمتد لمئات الأميال من نهر الفرات غربا إلى الحدود العراقية شرقا. 

وقال أردوغان للصحفيين على متن طائرة أثناء العودة من زيارة لأذربيجان يقولون أعلنوا وقف إطلاق النار. لن نعلن مطلقا وقف إطلاق النار.

في غضون ذلك، حذر مجلس الأمن الدولي في بيان صدر بالاجماع من خطر فرار السجناء الجهاديين في سوريا، إلا أنه لم يدعُ إلى وقف العملية التركية ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا. 

وجاء في البيان «اعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم البالغ من مخاطر أن يتفرق إرهابيون من مجموعات حددتها الأمم المتحدة ومن بينها داعش».

وأعرب جميع اعضاء المجلس ال15 بمن فيهم روسيا، الطرف الفاعل في النزاع، عن «قلقهم البالغ من تدهور الوضع الإنساني» في شمال شرق سوريا. 

واتفق الجميع على خطر قيام تنظيم داعش بتجميع صفوفه، بحسب ما ذكر سفير غربي طلب عدم الكشف عن هويته. 

وتم تبني نص البيان القصير الذي اقترحته فرنسا بعد اجتماع وجيز عُقد بناء على طلب الدول الأوروبية الأعضاء في المجلس. ولم يعبر البيان عن موافقته على الهجوم التركي كما لم يدعُ إلى وقفه.

وفي بيان مشترك منفصل، أكدت الدول الأوروبية الأعضاء في المجلس – بلجيكا، بريطانيا، فرنسا، المانيا، وبولندا – على ضرورة تأمين المخيمات التي يحتجز فيها الجهاديون. 
وقال البيان ان «الاحتجاز الآمن للمقاتلين الإرهابيين أمر ضروري جدا لمنعهم من الانضمام إلى صفوف الجماعات الإرهابية». 


(ا.ف.ب-رويترز)