الرئيسية / آخر الأخبار / وفاء بيضون : يجب العمل من الفرد إلى المجتمع إلى النظام السياسي على تجنيب الفطرة من الانحراف والتشوه والتلوث.!

وفاء بيضون : يجب العمل من الفرد إلى المجتمع إلى النظام السياسي على تجنيب الفطرة من الانحراف والتشوه والتلوث.!

مجلة وفاء wafaamagazine

وفاء بيضون

الحياة أسلوب وسلوك ومعاملة.. هي بمجملها تبحث باستمرار عن شواطئ وملاذات آمنة.
ولكنها صعبة المسالك والممرات، فهي عبارة عن سلم، صعود درجاته يمثل رحلة الحياة بكل تفاصيلها، وهذه التفاصيل بحد ذاتها حمالة أوجه!!
لكل منا رحلة وتفاصيل تختصر بمجملها بصمات السلم ودرجاته التي مر بها وعبرها، وفي النهاية يظهر ما آلت إليه رحلة كل منا ..
هنا تكمن أهمية السؤال حول كيفية الوصول إلى الشواطئ أو الملاذات الآمنة التي نبحث عنها جميعا؟ كونها تمثل جوهر الاستقرار والأمان الهارب منا، والذي نبحث عنه في يومياتنا ثم في حياتنا.
فلو سلكنا طريق الحب مثلًا: يكون السؤال هنا: هل الحب كيان ثابت له أوصاف واضحة ومحددة نستطيح بلوغها أو الوصول إليها متى شئنا، أم أن الحب كيان شبحي الملامح يظهر حينًا ثم يختفي؟؟.
الحب مفردة يتداولها العشاق والمراهقون، ومع انتهاء الحاجة إليه يختفي من العلاقة والوجود معا؛ وهذا يعني أن أي علاقة تختفي وتنتهي بعد بلوغ الغاية أو الحاجة معها لا يعول عليها.
ثم نبحث عن طريق آخر لا ينقطع الوصل معه الذي بإمكانه سلوك درب الحياة بكل منحنياتها وتعرجاتها بحيث تبقى مشاعر الأنس والدفء والحنين والمحبة أيضًا..
بالطبع هذا مطلب فطري المولد لأن أصله وكيانه وجوهره والسؤال عنه على الدوام من الفطرة ذاتها.
ولكي يصل أحدنا أو جميعنا إلى ترجمة ألوان الحياة وتقلباتها إلى شواطئ وملاذات آمنة، يجب العمل من الفرد إلى المجتمع إلى النظام السياسي على تجنيب الفطرة من الانحراف والتشوه والتلوث..
والعمل فقط على ترسيخ بواعث الفطرة السليمة المستودعة في ذات كل منا وتثبيتها..
فهي وحدها الكفيلة لبعث الأمن والاستقرار والدفء والأنس وكل مبادئ القيم الأخلاقية والروحية حتى آخر دقة وقت من حياتنا.!