مجلة وفاء wafaamagazine
اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة، في خطبة الجمعة التي القاها من على منبر مسجد الصفا في بيروت، “اننا بتنا امام تدويل لأزمة لبنان، بعد أن أمعن البعض الذين ما زالوا يعيشون أوهام السلطة والامتيازات واحترفوا لعبة تضييع الفرص واقفال أبواب الحلول، وأمعنوا في خرق الدستور متنكرين لواقع ومتطلبات الوطن والمواطن الذي يعيش أقسى دورة حياة عنوانها القهر والإذلال، واذا فكروا في اقتراح حل يكون من جيب المواطن أو الاحتياط الوطني في المركزي دون ادنى تفكير بخطة اصلاحية مقنعة للداخل والخارج”.
وقال “ان الحالة لم تعد تطاق، والوضع المالي كارثي على الناس التي باتت أسيرة الذل اليومي لواقعها المعيشي، يضاف اليه القلق من الغد وسط حالة من الضياع التام وإصرار على تحريف البوصلة واعدام المبادرات، فهناك عقم سياسي وتعنت وغياب عن الواقع واستقالة من المسؤولية لدى طبقة سياسية لا يهمها سوى التمسك بالكرسي والسلطة”.
اضاف: “ان الضغوط الدولية المتعاظمة تحتم علينا الإسراع في البدء بحلول شاملة، لأن الحلول المجتزأة لا تحمل طابع الديمومة”.
وتابع: “اننا نتعجب من فريق “ما خصني وما خلونا”، ماذا يفعل في السلطة وعلى أي نهج يسير وعلى أي أساس يتمسك بلعبة الكراسي ويتهرب تحت ذريعة لعبة المحاور الإقليمية والدولية”.
وسأل: “ألا يحق لنا ان نتساءل لماذا هذا التراخي واللامبالاة بعد ان كنا قبلة ومفخرة الشرق والغرب، وها نحن اليوم قنبلة ومسخرة الشرق والغرب؟”.
وقال: “لقد اقفلتم أبواب رزق اللبنانيين نتيجة تهوركم وعطلتم الدولة ورئاسة الجمهورية لعامين ونصف بسبب تعنتكم وطموحكم للسلطة دون أي خطة للحكم ودخلتم لعبة الفساد وانتم تنادون بالإصلاح والأكيد المؤكد انكم ابعد الناس عن الإصلاح وعن الصلاح، كفى متاجرة بالوطن وابنائه”.
وتساءل المفتي شريفة: “أين حكومة تصريف الاعمال ورئيسها الغائب الحاضر غب الطلب، لا نسمع منه سوى الحديث والشرح للمآسي. على الاقل، ليحرك الوزراء في منع الاحتكار وضبط السوق بدلا من توسل العون والحديث عن إنجازات وهمية”.
وختم: “نكرر، نحن على أبواب انفجار اجتماعي. أدركوه، اتقوا الله في هذا الوطن وفي هذا الشعب الذي ضحى ويضحي، فلا تغلقوا نوافذ الامل. ندعوكم لصحوة أيها السياسيون ونذكركم ان التاريخ لا يرحم”.