مجلة وفاء wafaamagazine
رأى العلامة السيد علي فضل الله في خلال درس التفسير القرآني عن الترابط بين تطورات المنطقة وموضوع الحلحلة في لبنان، أن “حلحلة الأزمة في لبنان قد تأتي من جهة الخوف من أن يتحول الجوع اللبناني إلى ما يشبه الانفجار في المنطقة”.
وقال: “لا يمكن فصل الوضع في لبنان عما يجري في المنطقة، وإن كان الملف اللبناني هو من الملفات التي لا تزال بعيدة عن الاهتمام الدولي، إلا من زاوية التداعيات التي قد تنعكس على القضية الفلسطينية ومسألة المواجهة مع العدو، لأننا لا نرى اهتماما لافتا في قضية الجوع اللبناني إلا من هذه الزاوية وتأثيراتها على تصرف القوى اللبنانية والمقاومة على وجه الخصوص”.
اضاف: “نحن لا نزال نرى أن لبنان تحول إلى ساحة تجاذب بين القوى، في المرحلة التي تحاول القوى الدولية – خصوصا الإدارة الأميركية – تعديل حركتها وتواجدها في المنطقة، لا تضع لبنان على سلم أولوياتها ولا تعيره الاهتمام الذي يستحق، لأنها ترى أن الضغط الاقتصادي المباشر أو غير المباشر قد يكون كافيا لتحقيق بعض الأهداف المرحلية ولو على حساب الشعب اللبناني، وبالتالي فلا يمكن الحديث في الوقت الحالي عن حلول حاسمة للأزمات اللبنانية المتعاقبة، وإن كنا نلمح محاولات للحلحلة أو لغض الطرف عن بعض الأمور خوفا من أن يتحول الجوع اللبناني إلى ما يشبه الانفجار في المنطقة”.
وتابع: “نحن لا نحمل الخارج المسؤولية المطلقة حيال ما نعيشه من معاناة تتوالى فصولا، لأننا نعتقد أن الفساد الذي عاشته وتعيشه الطبقة السياسية اللبنانية جعل من لبنان بطنا رخوا يمكن الضغط عليه على طول الخط، وجعل الآخرين يتحكمون بهذه المعاناة أو يستفيدون منها في الضغط لحساب مصالحهم ومصالح العدو الإسرائيلي”.
وختم متمنيا على “المعنيين بتأليف الحكومة، ألا يعملوا على تدجين اللبنانيين لكي يعتادوا على الجوع والأزمات من خلال قراءات لم يدرسوا كثيرا نتائجها وتداعياتها، بل أن يستشعروا الخطر الداهم على البلد وأن يسارعوا الخطى لوقف التدهور الخطير الذي بدأت معالمه تظهر مع نفاد الخزينة ومخزون المحروقات والدخول في مرحلة الانهيار الكبير مع نهاية أيلول”.