مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت الراي الكويتية :
لم يكن ينقص اكتمال آخر السطور من «شهادةَ وفاة» لبنان ودوره وأنه بات «خارج الخدمة» كدولة «مرئية» على الرادار العربي والدولي، ما خلا أنه «ورقة على طاولة الآخَرين» ومقايضاتهم، إلا غيابه عن قمة دول جوار العراق وجدول أعمالها واكتفائه برصْدها عن بُعد وتَرَقُّب نتائجها علّه يستفيد من «فتات» أي مناخاتٍ إقليمية جديدة أو بدايات تفاهمات ولو على شكل «فكّ اشتباك
ومرّ عدم توجيه دعوة للبنان للمشاركة في المؤتمر الإقليمي الذي استضافتْه بغداد مرورَ الكرام في بيروت رغم كل معانيه وأبعاده التي تعبّر عن فقدان «بلاد الأرز» كل مقومات التأثير في محيطها واكتفائها بالانكشاف الكامل على رياح المنطقة التي باتت في مهبّها، وسط مفارقة أن عنوان المؤتمر الذي استهدف في شقه المعلن الحصول على ضمانات لاستقرار العراق وإبعاده عن التوترات الإقليمية والتدخلات الخارجية بدا وكأن بالإمكان «إسقاطه» على الوطن الصغير الغارق في «جدال بيزنطي» بين إذا كان سقوطه نتيجة حصار خارجي أو جدار عزْل على طريقة «هذا ما جنتْه يداي» بفعل الإمعان في تظهيره دولة مسلوبة القرار وملْحَقة بالمحور الإيراني وتالياً خسارة «حبل السرة» مع العالم العربي ومواجهة الانهيار الكبير بلا أي «شبكة أمان».
وحده الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي علّق على قمة بغداد معلناً «أن اللبنانيين يتطلعون بثقة بأن لبنان سيحظى باهتمام القادة والأصدقاء الذين سيجتمعون في العراق الذي تَحمّل شعبه التحديات واستطاع بحِكمة حكومته أن يعيد دوره المميّز عربياً ودولياً.
كما نهنئ القيادة العراقية بالنجاح في التحضير للقمة – الحدَث الذي أعاد الروحَ إلى التضامن العربي».