مجلة وفاء wafaamagazine
شنت السلطات الليبية، الجمعة، عملية واسعة “لمكافحة المخدرات” في ضاحية فقيرة من العاصمة طرابلس، مستهدفة خصوصا مهاجرين في وضع غير نظامي، بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس” عن مصادر متطابقة.
ووقعت المداهمات في بلدة قرقارش الغربية، في إطار ما وصفته السلطات بحملة أمنية ضد الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.
ولم تشر وزارة الداخلية، التي قادت الحملة، إلى اعتقال أي مهربين، وفقا لوكالة “أسوشيتد برس”.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين قولهم إنه تم اعتقال 500 مهاجر غير شرعي، لكنهم أفادوا لاحقا أن العدد وصل إلى 4 آلاف شخص.
وأفاد مسؤول حكومي بأن السلطات “سترحل أكبر عدد ممكن” من المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية.
وأوضح رئيس مركز التجميع والعودة، العقيد نوري القريتلي، أن المحتجزين تم تجميعهم في منشأة بطرابلس، ومن ثم تم توزيعهم على مراكز الاحتجاز في العاصمة والبلدات المحيطة.
وتقع قرقارش، وهي مركز معروف للمهاجرين واللاجئين، على بعد نحو 12 كيلومترا غربي طرابلس، العاصمة الليبية.
وشهدت البلدة موجات عدة من الحملات ضد المهاجرين على مر السنين، لكن نشطاء وصفوا الموجة الأخيرة بأنها “الأعنف حتى الآن”.
وذكر شاهد عيان لوكالة “فرانس برس”، السبت، أن “الحي الذي وقعت فيه العملية تم تطويقه وطلب من سكانه عدم مغادرة منازلهم”، موضحا أن “قوات الأمن استهدفت بشكل أساسي أجانب يقيمون في ليبيا بشكل غير قانوني”. وقد تم إزالة مساكن كان يقيم فيها مهاجرون بجرافات.
ويظهر في صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الأشخاص تكتظ بهم سيارات بيك آب تابعة لقوات الأمن بعد وقت قصير من اعتقالهم.
Situation is still going worse today on refugees, asylum seeker and migrants in Libya pic.twitter.com/3PZMTrKbSl
— I'm a Refugee… (@OsmanMo68648074) October 1, 2021
من جهته، دان مدير المجلس النرويجي للاجئين في ليبيا، داكس روكي، احتجاز “500 مهاجر على الأقل بينهم نساء وأطفال”، مشيرا إلى “اعتقالات تعسفية” بعد ذلك.
وأكد روكي، في بيان نقلته “فرانس برس”، أن “المهاجرين واللاجئين في ليبيا ولا سيما الذين لا يملكون إقامة قانونية يتعرضون في كثير من الأحيان للتهديد بالاحتجاز التعسفي”.
وتابع: “نعتقد أن هذه الموجة الأخيرة من الاعتقالات جزء من حملة أوسع تشنها السلطات الليبية” ضدهم.
وكذلك شدد طارق لملوم، ناشط ليبي يعمل لدى منظمة بلادي لحقوق الإنسان، على أن “المداهمات تضمنت انتهاكات لحقوق الإنسان ضد المهاجرين، لا سيما في طريقة احتجاز بعض النساء والأطفال”.
ad
وأشار لملوم، بحسب “أسوشيتد برس”، إلى أن “العديد من المهاجرين المحتجزين تم تسجيلهم لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كلاجئين أو طالبي لجوء”، ولم ترد المفوضية على طلب للتعليق.
في المقابل، أشاد رئيس الوزراء، عبد الحميد دبيبة، بـ”أبطال وزارة الداخلية” الذين نفذوا “عملية أمنية مخططة للقضاء على أكبر أوكار صناعة وترويج المخدرات بمنطقة قرقارش”.
وقال دبيبة، عبر حسابه في تويتر: “لن نسمح بأن تشن حرب أخرى ضد شبابنا، وهي حرب المخدرات وسنلاحق المجرمين في كل مناطق ليبيا”.
نفذ أبطال وزارة الداخلية فجر اليوم، عملية أمنية مخططة، للقضاء على أكبر أوكار صناعة وترويج المخدرات بمنطقة #قرقارش.
— عبدالحميد الدبيبة Abdulhamid AlDabaiba (@Dabaibahamid) October 1, 2021
لن نسمح بأن تُشن حرب أخرى ضد شبابنا، وهي حرب المخدرات وسنلاحق المجرمين في كل مناطق #ليببا.
وغرقت ليبيا في الفوضى منذ ثورة 2011. ووقع فريسة للمهربين عشرات الآلاف من المهاجرين معظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء لمحاولة عبور البحر الأبيض المتوسط.
ويقبع هؤلاء المهاجرون في مراكز احتجاز في ظروف تنتقدها بانتظام المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة.