مجلة وفاء wafaamagazine
شيعت حركة “أمل” وعشيرة آل مشيك أحد ضحايا حوادث الطيونة حسن مشيك في بلدة الزعارير غرب بعلبك، بمشاركة الوزير السابق حسن اللقيس، رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل مصطفى الفوعاني، مسؤول اقليم البقاع أسعد جعفر وأعضاء قيادة الإقليم، عضو الهيئة التنفيذية الدكتور علي مشيك، عضو المكتب السياسي الدكتورة عيون مشيك، أعضاء من المجلس الاستشاري في الحركة امل، وفد من قيادة حزب الله، رؤساء بلديات واتحادات بلدية ومخاتير، وفعاليات دينية وسياسية واجتماعية.
ورفع جثمان الشهيد على أكتاف فرقة من الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة، واستعرضت الفرقة الموسيقية لفوج ميثم التمار- تمنين التحتا وثلة من رفاق الشهيد ومجموعات كشفية موكب التشييع، وأم الصلاة على الجثمان المسؤول الثقافي لإقليم البقاع القاضي الشيخ عباس شريف، ووري الثرى في جبانة بلدة الزعارير.
الفوعاني
ورأى الفوعاني في كلمة باسم قيادة حركة “أمل” أن “ما حصل بالأمس هو جريمة غدرٍ موصوفة وكمين محكم، والمدبرون والمنفذون مفترض أن يكونوا شركاء في الوطن، ولكن هؤلاء ما زالوا يعيشون الماضي، وغدرهم ومكرهم أقوى من انتمائهم لوطنهم. وأكثر ما يحزننا اليوم اننا قُتلنا بقصد فاعل أراد إعادة عقارب الساعة لتوقيت الحرب، فقط لأننا خرجنا سلميين نعترض على استنسابية قاض ظالم آخر يريد هدم القضاء وتفجير البلد لأجل تحقيق أهواء سياسية ولتصفية حسابات، وبات واضحاً للجميع أنهم لا يريدون حقيقة، بل يريدون استنسابية وتنفيذ أجندات مدفوعة الأجر سلفا، والأمس أثبت حجم المؤامرة التي تحاك لنا وكل هذا فقط لاننا قاومنا وحررنا الأرض وفرضنا قوة المقاومة معادلة قوة بوجه أسياد كل هؤلاء”.
وأضاف: “إننا كقوى نظمت تحركا للاعتراض على تسييس قضية انفجار المرفأ، وشهداء المرفأ هم أهلنا وأخوتنا، ومن المعيب تطييف الإنفجار الذي كان شهداؤه من كل لبنان ومن كل طوائفه، لم نتوقع أنه ما زال في لبنان فئات تريد الإطاحة بالسلم الاهلي لتنفيذ أوامر خارجية، ومع كل أسف إنهم يعتبرون أنفسهم سياديين، وينادون بالسيادة صباحا ومساء. والمستغرب أيضاً أن هناك جريمة بحجم مجزرة حصلت، وكانت بيانات خجولة صدرت من البعض لا تصلح لحادث بسيط في ظل صمت دولي وعالمي مما حصل، فقط لأن من أريقت دماؤهم هم أبناء نهج مقاوم”.
وأشاد الفوعاني” بموقف جمهور المقاومة وعائلاتها وعشائر ها، لكظمهم الغيظ وضبطهم للنفس، وأثبتوا بالأمس أنهم أصحاب السيادة الحقيقية، وأنهم يعرفون تماما أن بنادقهم المقاومة لا تتوجه إلا إلى صدر عدو يحاول أن يكمن على مفارق انتصاراتنا ويسعى إلى زعزعة عناصر قوتنا شعب ومقاومة وجيش”.
وتابع: “عوائل الشهداء حموا بشهادة أبنائهم الأرض ويحمون اليوم بحكمتهم وصبرهم من غدر بالوطن وسلمه الاهلي، والآن ياتي دور الدولة لتقتص ممن فعلوا فعلتهم وإنزال أشد العقوبات بكل من خطط وحرض ونفذ دون تسسيس أو تمييع للحقائق، وأولاً عدم الرضوخ للضغوطات التي ستأتي من كل حدب وصوب، ولكن كما قاومنا لأجل التحرير، اليوم سنقاوم لأجل الحقيقة الكاملة وتطبيق العدالة، بعيداً عن التسييس والكيدية”.
وذكر بقول الإمام الصدر “إن من يطلق النار على شليفا والقاع ودير الاحمر كأنه أطلقها عليَّ وعلى أولادي وبيتي، هذا هو ميثاقنا، وعهدنا لإمامنا سنبقى نحمي عيشنا الواحد بقلوبنا وبدماء شهدائنا ومهما غلت التضحيات”.
واعتبر أن “هناك جريمة حصلت في الرابع من آب، وكانت جريمة بحق كل بيت في لبنان، ولكن للأسف هذه القضية أخذت ذريعة عند البعض لتصفية الحسابات وللاستثمار السياسي على حساب دماء الشهداء، ولن ندخل بتفاصيل ما جرى حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، فقط نذكر البيطار بما قاله دولة الرئيس نبيه بري: ويل لقاضي الأرض من عدالة قاضي السماء، اعتدل كما أمرت”.
وأكد أن “موقف حركة أمل وحزب الله بالأمس كان لأجل لبنان، ولأجل السلم الأهلي، وفي وقت كنا نبحث ليل نهار عن التخفيف عن أهلنا وأبناء وطننا معاناتهم في هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية الناتجة أيضا عن نفس المؤامرة، كان هناك من يخطط لقتلنا، بعد فشلهم منذ سنوات وللآن من الضغط على إنساننا في كل مقومات حياته، ولكن وبكل أسف لم يعلم هؤلاء بعد من أي مدرسة تخرج أهلنا وناسنا، ولم يدركوا بعد أن لبنان بعد موسى الصدر لن يكون أبداً كلبنان قبل موسى الصدر، وأن لبنان الرئيس نبيه بري هو لبنان المقاومة والعيش الواحد والحفاظ على الإنسان”.
وأضاف: “إن حركة أمل بمسيرتها التاريخية وفي كل مسلسل الاستهداف الممنهج لم تهن أو تضعف، بل تزداد صلابة ومناعة وتأكيد تمسكها بالثوابت وهذا الدور الأساس الذي نسعى إليه، لن تنال منا رصاصات غادرة، ولن تنال منا أقلام الغرف السوداء، وحركة أمل عنوان تاريخ مشرق بالبطولات والتضحيات”.
وختم الفوعاني متوجها إلى عوائل الشهداء: “لأن الرجال تعرف عند الشدائد كنتم أنتم الأشد حرصاً والأعظم صبراً والتزاما، فلم تأخذكم مواقف الإنفعال حيث كمين يستهدف الوطن وكرامته، فحفظتم لبنان ومنعتم العودة إلى مخطط الفتنة، إنكم تبكون أبناءكم ونحن نبكي إخوتنا، ونعدكم أننا لن نهدأ حتى تحقيق العدالة لشهدائنا، والعدالة التي نريدها لن تشبه أبداً عدالة بيطارهم ولن نهدأ حتى ينال الفاعلون العقاب”.