مجلة وفاء wafaamagazine
أعرب العلامة السيد علي فضل الله عن “خشيته من أن ملف الجوع في لبنان مفتوح على كل الهواجس التي قد تفضي للمجاعة، ولمزيد من العنف والفراغ القاتل”، مستغربا “عدم ارتفاع الأصوات أمام هذا الفشل في التخفيف من حدة الأزمة وهذا الجوع الذي لا تدور رحاه إلا على فقراء لبنان ومعوزيه”.
وفي درس التفسير القرآني الأسبوعي، اجاب فضل الله على سؤال عن طغيان الملفات الأمنية والقضائية على ملف الجوع والأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة، وقال:”لقد كان اللبنانيون يتطلعون بعد تشكيل الحكومة إلى معالجة سريعة لبعض الملفات التي تتصل بحياتهم اليومية ومعاناتهم الكبرى على المستوى المعيشي، ولا سيما منها ما يتعلق بالمحروقات والكهرباء والدواء والمواد الغذائية الأساسية. ولكن الذي حصل هو أن هذه المشاكل ازدادت تفاقما وأدى رفع الدعم عن المحروقات إلى ارتفاع جنوني في الأسعار، التي شملت رغيف الخبز وهو قوت الفقراء الأساسي، من دون أن نلمح أصواتا كثيرة ترتفع، أو أن نرى مظاهر حقيقية للاستنكار الشعبي، وكأن الناس استكانت إلى المسكنات التي يتحدثون عنها، أو يئست من إمكان التغيير”.
أضاف:”نخشى من أن الدائرة بدأت تضيق على الفقراء والمعوزين وأصحاب الحاجات من كل الاتجاهات، فهؤلاء هم الذين يدفعون الثمن من أرواحهم وأرزاقهم عند انسداد الحل السياسي، لتدور رحى العنف والقتل عليهم كما لاحظنا في مجزرة الطيونة، وهم الذين يحملون الأعباء المعيشية المتفاقمة، وهم في نهاية المطاف المستهدفون في مآلات الأوضاع والخطط الانتخابية وكأنهم بيادق في أيدي الطبقة السياسية، لا يملكون غير الامتثال لأوامرها”.
وتابع:”نستغرب كيف أن بعض الأصوات بدأت تتحدث بصراحة عن ضرورة تأمين لقمة العيش للناس، ليتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم عندما تأتي الانتخابات، ولا نرى صرخة حقيقية في وجه من أوصلهم إلى هذا المستوى. ونكاد نلمح أن بعض الاعتراضات هي فقط من باب رفع العتب أو القول باننا أدينا قسطنا للعلى، في ما ينبغي أن يكون الموقف حاسما لحجم الكارثة التي وصل إليها الناس، والتي كنا ولا نزال ننتظر أن يعبروا عنها على كل المستويات، وخصوصا في الانتخابات التي يؤكد الجميع حصولها، ولكننا بدأنا نشك في ذلك، لأننا أمام طبقة سياسية تحسن التناغم في ما بينها حتى وهي تتصارع، وبالتالي فهي تملك القدرة على الالتفاف على كل شيء إن وجدت لها مصلحة في ذلك، حتى وإن وصل الجوع بالناس إلى مستويات كارثية كبرى”.
وختم لافتا الى أننا “أمام سلطة سياسية لا تعرف إلى الشفافية سبيلا، ولا تملك أن تعطي الناس لا من جيبها ولا من الجيوب الخارجية التي لن تفتح أمام اللبنانيين إلا على وقع تطورات وشروط ينتظرها الكثيرون. ولذلك فإن ملف الجوع مفتوح على كل أبواب الخوف والهواجس التي نخشى من أن تؤدي لمزيد من العنف وكثير من الفراغ والفشل، وصولا إلى الانهيار الشامل الذي نخشى من عواقبه الكارثية على مستقبل البلد ووحدته”.