الرئيسية / آخر الأخبار / فرنسا تحقّق في «مهمّة سيرلي»… ومصر تلتزم رواية «مكافحة الإرهاب»

فرنسا تحقّق في «مهمّة سيرلي»… ومصر تلتزم رواية «مكافحة الإرهاب»

مجلة وفاء wafaamagazine

لا يبدو واضحاً حجم التأثير الذي ستخلّفه التسريبات الصحافية التي كشفت عن تعاون فرنسي ـــ مصري في استهداف حركة التهريب والتنقل عند الحدود الليبية ـــ المصرية خلال السنوات الماضية (تحت اسم «مهمة سيرلي»)، على برامج التعاون الناشطة بين وزارتَي الدفاع في مصر وفرنسا.

التعليقات الصادرة من الجانب الفرنسي تقرّ بوضوح بأن التعاون مع القاهرة في مجال الاستخبارات «استراتيجي» لباريس، إذ قال بيان لوزارة القوات المسلحة الفرنسية تعليقاً على التحقيق الذي نشره موقع «Disclose»، إن «مصر شريك لفرنسا، ولدينا معها ـــ كما مع دول أخرى ـــ علاقات في مجال الاستخبارات ومكافحة الإرهاب (…) وهذا موقف يخدم الأمن الإقليمي ويساهم في حماية الفرنسيين».

الوزارة التي أكدت أنه سيتم فتح تحقيق في المعلومات المنشورة، أشارت إلى أن أسباباً أمنية تحول دون الحديث عن «طبيعة ترتيبات التعاون (مع مصر) في هذا المجال»؛ وهي كذلك لم تشر إلى الجهة المسؤولة عن التحقيق، وما إذا كانت ستركز على المحتوى المسرّب أو المصدر الذي سرّبها.

الحراك الفرنسي المعلن سبقه آخر عبر القنوات المغلقة مع مصر، على ما يكشف مصدر عسكري مصري تحدّثت إليه «الأخبار»؛ إذ يقول المصدر إن باريس تواصلت مع الجانب المصري حول هذا الملف «قبل نشر التقارير» لأن «مثل هذه الأمور ستؤدي إلى مشكلات ليس فقط لوزارة الجيوش الفرنسية، ولكن أيضاً للرئيس إيمانويل ماكرون»، أبرز داعم أوروبي للقاهرة.

وبحسب المصدر، فإن «تسريب هذه المعلومات شكل مفاجأة للقادة العسكريين خاصة»، وإن «هذه المعلومات بغاية السرية ويتم التعامل معها وفق اتفاقيات تمنع نشر أو تسريب أي معلومات عنها»، مشيراً إلى أن «تنفيذ عمليات القصف التي كانت تحدث على الحدود المصرية الليبية، لم تكن عشوائية، وخاصة أن أعمال الاستطلاع التي تقوم بها القوات الفرنسية لمساعدة القوات المصرية ليست مكتملة المعلومات».

وأفاد المصدر بأن «هذا الأمر جرى نقاشه بالفعل في وقت سابق على مستوى قيادي عسكري بين البلدين وقدم فيه الجانب المصري ما يثبت أن بعض ممن اعتبرتهم باريس مهرّبِين هم بالأساس حاملون لأسلحة، وبالتالي لا يمكن انتظار وصولهم أو تنفيذ ملاحقات عسكرية لهم»، مشيراً إلى أن ما تقدّمه باريس «لا يتجاوز الدعم المعلوماتي المتبادل بناءً على شراكة استراتيجية، لكن مع عدم الأحقية في تحديد طريقة التعامل، وعلى ما توفره من معلومات».