الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / ماكرون “يتلقّف” إستقالة قرداحي: لتجتمع الحكومة

ماكرون “يتلقّف” إستقالة قرداحي: لتجتمع الحكومة

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت “النهار” تقول: ماذا لو كان الوزير المستقيل من فريق 14 آذار سابقاً، وبرر استقالته وسوّغها بطلب رئيس دولة اجنبية، ولو كانت أقرب الدول إلى لبنان وأعرقها صداقة له كفرنسا؟ ماذا كان الفريق “الممانع” الحليف ل#إيران والنظام السوري قد قال وقد فعل؟ وهل صمت أمس “الممانعون” لأنهم تركوا حقيقة حرية القرار لوزير الاعلام السابق #جورج قرداحي الذي هو من فريقهم أم لأن خلف الأكمّة مشروع مقايضة يضحّى فيه لاحقاً بالمحقق العدلي في ملف مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار؟

الواقع ان استقالة قرداحي المتأخرة إلى درجة إفراغ مضمونها وشكلها من أي محتوى مرجوّ منها، حصلت وسط ضجيج إعلامي مفرط ومبالغ فيه، فيما سجلت معها مفارقة تشكّل سابقة حقيقية، اذ لم يحصل ان سبق تعليق رئيس دولة اجنبية على استقالة وزير لبناني قبل تعليق رئيسي الجمهورية والحكومة الا مع هذه الاستقالة!

 

رحبّ الرئيس الفرنسي إيمانويل #ماكرون، على هامش زيارته لدبي، باستقالة وزير الإعلام اللبناني، واصفاً الخطوة بأنها عاملٌ يسهم في التهدئة لأنها كانت من بين العوامل التي عاقت عمل حكومة نجيب ميقاتي، والآن حُلّت فيجب أن تتمكن حكومة رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي من العمل.

 

واذا كانت الاستقالة فقدت منذ ليل الخميس طابع الحدث بعدما مهّد الوزير المستقيل لاستقالته بالكثير من التبشير الإعلامي وصولاً إلى مؤتمره الصحافي “الحاشد” بعد ظهر أمس، ومن ثم جولته على الرؤساء الثلاثة، فإن الإستقالة فقدت لتوّها طابع الحدث بعدما تقدم السؤال الذي فرضه التعليق الفوري الذي أدلى به من دبي الرئيس الفرنسي على الاستقالة لمراسلة “النهار” رندة تقي الدين التي ترافقه في جولته الخليجية، الامر الذي فرض السؤال ماذا بعد الاستقالة وهل بقي او سيكون لها من مردود فعلي لها لدى المملكة العربية السعودية ؟

وردا على أسئلة مراسلة “النهار” تمنى ماكرون أن يتمكن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بسرعة من عقد اجتماع الحكومة كي يعمل بأقصى الجهود”.

واضاف: “أدعو جميع القوى السياسية في لبنان لتمكينه (ميقاتي) من التقدّم في عمل حكومته”.

وردّاً على سؤال “النهار” عمّا إن كان يفكّر في جمع مؤتمر للقوى اللبنانية على غرار اجتماع “سان كلو”، أجاب ماكرون : “الحلّ في لبنان على المدى الطويل يمرّ عبر عمل سياسي وقدرة نساء ورجال المجتمع اللبناني على أن يتمكنوا من إدارة البلد لخدمته لا لخدمتهم ولكن هذا يتطلب مساعدة الأسرة الدولية، ونحن نقوم به منذ البداية وبمساعدة إقليمية، آخذين في الاعتبار موقع لبنان في المنطقة، وسنرى في نهاية هذه الجولة إلى الخليج… وأبقى حذراً ولكنني أتمنى على الصعيد الاقتصادي والسياسي أن أعيد التزام دول الخليج في لبنان بمساعدة هذا البلد لإخراجه من هذا الوضع، وهو أحد أهدافي في هذه الزيارة عندما أتكلم عن الجهود للسلام والأمن في المنطقة. وأنا أرى أن للسعودية دوراً أساسياً تاريخياً”.

 

“مصلحة لبنان”

اذن وبعد تردد وتريّث استمر اسابيع أعلن قرداحي، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الوزارة، استقالته من الحكومة، وقال بصراحة مبرراً استقالته “فهمت من السيد رئيس الحكومة الذي قابلته، قبل يومين بناء على طلبه، بأن الفرنسيين يرغبون في ان تكون هناك استقالة لي، تسبق زيارة الرئيس ماكرون إلى الرياض، وتساعد ربما على فتح حوار مع المسؤولين السعوديين حول لبنان، ومستقبل العلاقات اللبنانية السعودية. تشاورت مع الوزير فرنجية، ومع جميع الحلفاء حول هذا الامر، وتركوا لي حرية اتخاذ الموقف المناسب”. واضاف “لذلك، وبعد التفكير العميق، وحرصا مني على استغلال هذه الفرصة الواعدة، والمتاحة، مع الرئيس ماكرون، دعوتكم اليوم لاقول بأنني لا اقبل بأن استخدم سبباً لأذيّة لبنان واخواني اللبنانيين، في المملكة العربية السعودية وفي دول الخليج الاخرى. وبين ان يقع الظلم والأذيّة على أهلي في لبنان، ودول الخليج، وبين ان يقع عليّ انا، فضلت ان اكون انا، فمصلحة بلدي واهلي واحبائي هي فوق مصلحتي الشخصية”.

وبعد الظهر قدم قرداحي استقالته إلى الرئيس ميقاتي في السرايا ثم زار رئيس الجمهورية ميشال عون وقدم اليه الاستقالة، وزار ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما أجري ميقاتي اتصالا بوزير التربية وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي وطلب منه تصريف الاعمال في وزارة الاعلام في المرحلة الانتقالية.

 

وأصدر الرئيس ميقاتي بياناً علّق فيه على الاستقالة معتبراً “إن إستقالة الوزير كانت ضرورية بعد الأزمة التي نشأت مع المملكة العربية السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن شأنها أن تفتح باباً لمعالجة إشكالية العلاقة مع الاشقاء في المملكة ودول الخليج، بعد تراكمات وتباينات حصلت في السنوات الماضية”. وشدّد مجدداً على “اننا حريصون على تطبيق ما ورد في البيان الوزاري لحكومتنا لجهة تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة والإصرار على التمسّك بها والمحافظة عليها، والحرص على تفعيل التعاون التاريخي بين بُلداننا العربية والنأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي اي نزاع عربي-عربي، ودعوة الأشقاء العرب للوقوف إلى جانب لبنان في هذه المحنة التي يرزح تحتها شأنُهم دائماً مشكورين”. وقال “ان ما يجمع بين لبنان والمملكة العربية السعودية من علاقات أخوة تاريخية متينة كفيل بتجاوز كل التباينات العابرة والملاحظات التي تحمل في طياتها عتب محب ليس الّا، وكذلك الامر مع سائر دول مجلس التعاون الخليجي التي نقدر ونحترم ونحرص على الحفاظ عليها وعلى امنها وسلامتها.. وتؤكد الحكومة رفض كل ما من شانه الاساءة إلى أمن دول الخليج واستقرارها، وتدعو كل الاطراف اللبنانية إلى وضع المصلحة اللبنانية فوق كل إعتبار، وعدم الاساءة باي شكل من الاشكال إلى الدول الشقيقة والصديقة أو التدخل في شؤونها”. وخلص إلى “تجديد مطالبة جميع الاطراف بالعودة إلى طاولة مجلس الوزراء للقيام بتنفيذ ما هو مطلوب من الحكومة في هذا الظرف الصعب”.

 

جنبلاط: هيمنة إيران

وفي سياق المواقف السياسية البارزة من هذا الملف اعتبر رئيس الحزب الاشتراكي #وليد جنبلاط أمس ان “البلد هو تحت السيطرة والهيمنة الإيرانية من خلال حزب الله “. وقال في مقابلة مع موقع “Ici Beyrouth”: “أودّ أن يحيي السعوديون تقاليدهم وأن يستأنف (ولي العهد) محمد بن سلمان عادات والده وأعمامه الذين قضوا حياتهم في لبنان، وصيفهم في لبنان وعرفوا بيروت جيداً. إنهم يتخلون عن البلاد للإيرانيين وهؤلاء يفعلون ما يريدون… هذا ليس منطقيًا”. وفي تعليق على تصريحات رئيس الجمهورية لقناة “الجزيرة”، والحديث عن تمديد ولايته في حال طلب منه مجلس النواب ذلك، قال جنبلاط”البرلمان لن يطلب ذلك بتاتاً، سيكون هناك دائما أغلبية أو أقلية كي تقول “لا”. كنا 29 نائباً في السابق وقلنا “لا” لتمديد ولاية إميل لحود في العام 2004. وبالتالي لا يمكن لعون أن يعارض رغبتنا في نهاية عهده، وعليه أن يرحل”. واعتبر أنّ “تمديد ولاية عون سيكون تصرفاً غير دستوري”، مشيراً إلى أنّ “طموح عون السياسي الحقيقي هو تسليم السلطة بطريقة غير دستورية إلى صهره جبران باسيل على الرغم من كل الصعاب والعقبات. وأضاف “لا أعتقد أنه يستطيع فعل ذلك”، معتبراً أنّ إجراء الانتخابات يمكن أن يمنع ذلك، إضافة إلى الشارع اللبناني الذي سئم من هذه السلطة”.