الرئيسية / آخر الأخبار / في باكستان… مخاوف العنف تزداد بعد قتل وحرق جثة رجل متهم بالتجديف

في باكستان… مخاوف العنف تزداد بعد قتل وحرق جثة رجل متهم بالتجديف

مجلة وفاء wafaamagazine

ألقت حادثة قتل وحرق جثة مدير مدير مصنع سريلانكي في باكستان، في وقت سابق من كانون الأول الجاري، الضوء على خطورة أعمال العنف بسبب “التجديف”، حيث يكتسب ذلك “دعمًا شعبيًّا”، يمكن أن يهدد استقرار البلاد، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”.


وعرف عن بريانتا كومارا، وهو مدير سريلانكي لمصنع ملابس رياضية، أنه “مسؤول صارم”، حيث اشتكى العمال من أنه كان يجبرهم على البقاء في نوبات عملهم لتلبية طلبات التصدير.

وكانت ديانة كومارا المسيحية، بينما كان معظم الموظفين الذين يزيد عددهم عن 2000، مسلمين.

وفي صباح يوم 3 كانون الأول، حدثت أعمال عنف في مصنع “راجكو” (Rajco Industries) على خلفية إزالة كومارا شعارات دينية كان مكتوبًا عليها اسم النبي محمد عن الجدران تمهيدًا لطلائها، وبالتالي فقد ارتكب عملًا من أعمال التجديف، كما تقول الصحيفة الأميركية.

 

ويقول مراقبون إن هذه الحادثة تعكس خطورة انتشار أعمال العنف بسبب التجديف، بين الأشخاص العاديين وذوي الدخل المنخفض وغير المتشددين.

ويوضحون أن هذه الممارسات تهدد الاستقرار في باكستان أكثر من الميليشيات المسلحة الموالية لطالبان، والتي كانت تتحدى قوات أمن الدولة منذ سنوات.

وعلى عكس أجندة الميليشيات، تقول الصحيفة إن قضية مناهضة التجديف تحظى بدعم واسع في باكستان ذات الأغلبية المسلمة التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.

وتسارعت الإدانات المحلية والدولية لعملية القتل، وندد رئيس الوزراء عمران خان بما وصفه “الهجوم المروع”، متعهدا بمعاقبة الجناة “بصرامة القانون”. وأوقفت الشرطة 120 شخصا في باكستان، بعد قتل مدير المصنع.

وقانون التجديف الذي تم اعتماده في باكستان، خلال حكم الرئيس ضياء الحق (1978-1988) يقضي بعقوبات قد تصل إلى الإعدام لكل من يسب الدين أو الذات الإلهية أو النبي.

وتصف واشنطن بوست قانون مكافحة التجديف في باكستان بالصارم الذي قد يؤدي إلى الموت، عندما تثبت الإدانة، ويمكن أن يقضي البعض سنوات في السجن لمجرد اتهامات بإهانة الإسلام.

ويثير التجديف الغضب في الشارع الباكستاني، وحتى أدنى إشارة إلى إهانة الإسلام قد تزيد من حدة الاحتجاجات وتحرض على الإعدام خارج نطاق القانون، وفقًا لفرانس برس.

وتقول جماعات حقوقية إن اتهامات مماثلة قد توجه في كثير من الأحيان بدافع الانتقام، مع استهداف الأقليات خصوصًا.

ومسألة التجديف حساسة بشكل خاص في باكستان حيث أدت مزاعم غير مثبتة في كثير من الأحيان بازدراء الإسلام بصورة متكررة إلى عمليات مطاردة وضرب أفضت إلى الموت في السنوات الأخيرة.