الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / القاضية نصار أصدرت قرارها الظني في جريمة قتل الشاب جوزف طوق في بشري

القاضية نصار أصدرت قرارها الظني في جريمة قتل الشاب جوزف طوق في بشري

مجلة وفاء wafaamagazine

أصدرت قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار القرار الظني في جريمة مقتل الشاب جوزف طوق من بشري في أواخر تشرين الثاني من العام 2020، فظنت بالمدعى عليه محمد.ح (سوري ) سنداً لأحكام المادتين 549 من قانون العقوبات، و72 من قانون الأسلحة والذخائر، وذلك لإقدامه على قتل المغدور عمدا بإطلاق النار عليه من مسدس حربي.
كما ظنّت القاضية نصار بالمدعى عليه قاسم.ي (سوري) سنداً لأحكام المادتين المشار اليهما آنفاً، وذلك لإقدامه على التدخّل في القتل العمدي، وبالتالي إعتبار فعل الأول من نوع جناية المادة 549/ عقوبات وجنحة المادة 72، كما إعتبار فعل الثاني من نوع الجناية المنصوص عليها في المادة 549/219، وجنحة المادة 72/ أسلحة.

وتقرر إيجاب محاكمتهما أمام محكمة الجنايات في لبنان الشمالي وإتباع الجنحة بالجناية للتلازم.

وقد ورد في حثيثات القرار الظني الآتي:
بتاريخ 23/11/2020، ضجّت بلدة بشري بخبر مقتل إبنها الشاب جوزف طوق بإطلاق النار عليه، وتردد أن الفاعل هو عامل سوري الجنسية يقيم في البلدة ويعمل فيها منذ مدة غير قصيرة.
وتبيّن أن هذا الأمر خلق ردة فعل كبيرة من أهالي بشري لناحية مداهمة منازل السوريين وطردهم من البلدة مع عائلاتهم، وبلبلة وتوتر أمني كبير.
وبتاريخ 24/11/2020، إنتقلت قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار لمعاينة مسرح الجريمة وجمع الأدلة، فتبيّن أن السوري محمد.ح يعمل في منزل المدعو طوني طوق المعروف بفهد في منطقة بشري منذ نحو خمس سنوات، وكان يتقاضى راتباً مقداره 500 دولار أميركي شهرياً، وأن المدعو طوني هو قريب الضحية جوزف طوق، وأن هذا الأخير يسكن في منزل قرب الفيلا الخاصة بالأول.

وتبيّن أن علاقة محمد بالمرحوم جوزف تأرجحت بين الهادئة أحياناً والسيئة أحياناً أخرى، إلا أنه في الفترة الأخيرة وقبل مقتل جوزف لم تكن العلاقة متأججة بالخلافات، إنما تمت مصالحتهما من قبل قريب جوزف وكانت الأمور هادئة.
وبتاريخ 23/12/2020، أقدم المدعى عليه محمد على إشعال أعشاب قرب الفيلا التي يعمل فيها في أماكن متعددة لإستدراج المرحوم جوزف الذي يقيم بجانب الفيلا، إذ تبيّن في التحقيق أن إشعال الأعشاب الخضراء التي تترك دخاناً أبيضاً كثيفاً كان قصداً، وأن خطته نجحت، إذ عندما رأى المغدور قد حضر مسرعاً نحو الفيلا، توجه الى غرفة المولد لإحضار المسدس الحربي(تركي الصنع) كان قد إشتراه من المدعى عليه قاسم.ي، والأخير يعمل في إحدى الشركات في منطقة الأرز.
بعد إحضار المسدس، توجه الى الناحية الخلفية للفيلا فشاهد سيارة المغدور نوع رابيد، وقد ترك محركها دائراً لكونه ترجّل من السيارة غاضباً ليتفقد الحريق وكانت نافذتها مفتوحة الباب مغلقاً، فعرف عندها المدعى عليه أن المغدور قد نزل منها وأنه توجه الى سفرة الدرج الكبير أمام الفيلا من جهة مدخلها الأمامي وكان يرتدي سترة سوداء، وقد تفاجأ بالمدعى عليه شاهراً مسدسه، فسأله “إنت هون؟”.
وفي إفادته، أدلى المدعى عليه محمد أن جوزف كان يحمل فأساً في يده، وقد أثبت تحليل البصمة الجينية المرفوعة من قبضة الفأس أنها كانت بيد المغدور، وأن المدعى عليه أرداه بطلقات متعددة من الرصاص من مسدسه التركي، وأنه لدى محاولة المغدور الهروب منه لحق به وتابع إطلاق النار، فنتج عن ذلك إصابة المغدور بأربعة أعيرة نارية، واحدة منها استقرت في الصدر وأدت الى الوفاة بسبب نزيف حاد، وفق تقرير الطبيب الشرعي سامي الأحدب.
وفي التحقيقات، إعترف المدعى عليه بقتل المغدور جوزف، عازياً ذلك الى خلافات قديمة، وهذا الأمر بقي غير دقيق لاسيما وأنهما كانا قد تصالحا في صيف 2019، مضيفاً أن المغدور كان يهدده بالفأس.
وتبيّن أن هذا الأمر غير دقيق أيضاً لأن الفأس كانت موجودة أصلاً في الحديقة، وهو أي المدعى عليه إستعملها لقطع بعض الأغصان الخضراء لحرقها وإستدراج المغدور، وقد ظهر ذلك من معاينة قاضي التحقيق الأول للمكان، وتبيان قطع بعض الأغصان بشكل قصدي وليس بهدف تقليمها كما أفاد المدعى عليه، إضافة الى وقوع بعض الأغصان التي حاول المدعى عليه نقلها من مكان الى آخر حول الفيلا لإشعال حرائق عدة صغيرة تمهيداً لإستدراج المغدور.

وتبيّن أن الأخير حضر مسرعاً بسيارته الى الفيلا ومن دون تحضير مسبق لإعتقاده أنه يوجد حريق فيها، ونزل من السيارة وترك محركها دائراً وبقي كذلك الى أن وصلت القوى الأمنية بعد وقوع الجريمة.
وبيّن التحقيق أن حضور المغدور على عجل يثبت أنه ليس هو من أشعل النار إنما الناطور، علماً أنه قد يكون المغدور حمل الفأس المرمي في الحديقة كردة فعل طبيعية لدى وصوله الى الفيلا لأنه لم يكن يعرف ما يحصل.
وأظهر التحقيق أن المدعى عليه كان قد إشترى المسدس من المدعى عليه قاسم.ي، وأقدم على تخبئته في غرفة المولد الكهربائي وليس في غرفته التي هي على مدخل الفيلا كي يستطيع إستخدامه فور حضور المغدور، علماً أنه لدى معاينة المكان، تبيّن أن منزل المغدور مجاور للمدخل الخلفي للفيلا وتربطهما الطريق، وأن هذا الأخير في حال حضوره سوف يستخدم هذه الطريق المؤدية الى المدخل الخلفي للفيلا وليس المدخل الأمامي حيث توجد غرفة المدعى عليه، ولهذا السبب وضع المسدس في غرفة المولد الكهربائي القريبة من المدخل الخلفي.
وأكثر من ذلك، وعلى إعتبار أنه كان خائفاً من حمل المغدور للفأس عندما أصبحا وجهاً لوجه إلا أن المدعى عليه لم يكتفِ بطلقة واحدة، إنما أطلق أربع رصاصات ولحق بالمغدور الذي كان يهرب منه وأرداه ميتاً متعمداً قتله.
وتبيّن أن المدعى عليه كان يحوز هاتفين خليويين، أحدهما إشتراه مؤخراً وكان يستعين بعمه لتحويل الأموال الى سوريا من عملة الدولار الأميركي، وكان يحوز على مبالغ مالية من أعماله في منطقة الأرز بالدولار الأميركي يحولها وفق إدلاءاته الى سوريا، كما أفاد أنه إشترى الهاتف الخليوي والمسدس من هذه الأموال، ما يدل على أن سبب الجريمة ليس مادياً، وبالعودة الى الخلافات السابقة بينه وبين المغدور، فقد أفاد في التحقيقات الأولية أنه كان يتعاطى حشيشة الكيف مع المغدور.
وبغض النظر عن صحة تعاطي المخدرات من عدمها، فإن العلاقة بينهما لم تكن سيئة لدرجة أن يقوم المدعى عليه بقتل المغدور عمداً، وسنداً الى ما سبق ذكره فإن الدافع لهذه الجريمة ليس خاصاً، وقد يكون هدفاً عاماً لخلق البلبلة وإثارة الفتن في المنطقة.