الرئيسية / آخر الأخبار / واشنطن على «الشطّ التركي»: لا ندعم خطّ غاز «شرقيّ المتوسط»

واشنطن على «الشطّ التركي»: لا ندعم خطّ غاز «شرقيّ المتوسط»

مجلة وفاء wafaamagazine

انشغلت الصحافة اليونانية والتركية في اليومين الماضيين بتحليل التسريبات التي كشفت أن الولايات المتحدة الأميركية أبلغت اليونان بشكل شبه رسمي عدم دعمها مشروع خط أنابيب شرقي المتوسط (إيست ميد).

وكانت صحيفة «كاثيمرني» اليونانية قد نقلت الأحد عن مصادر دبلوماسية ما مفاده أن الجانب الأميركي أبدى تحفظات حول «الجدوى المالية» و«المخاطر البيئية» لخط الأنابيب ​​المخطط له، وأنه يرى في المشروع «مصدر توتر في شرقي المتوسط».

الموقف الأميركي الذي لا يؤثر من الناحية التقنية على تنفيذ المشروع، يعكس حرصاً مستجدّاً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، على مصلحة تركيا في شرقي المتوسط. وهو بطبيعة الحال سيثير امتعاضاً في نيقوسيا، لما توليه الأخيرة من أهمية لتنفيذ هذا المشروع.

اللافت في الرسائل الدبلوماسية الأميركية إلى اليونان، كان إعطاءها الأولوية لمشاريع الربط الكهربائية بين دول شرقي المتوسط وأوروبا. إذ قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحيفة اليونانية في تعليقه على الموضوع، إن بلاده «ملتزمة بربط طاقة شرقي البحر المتوسط ​​بأوروبا»، وهي تدعم مشاريع مثل خط الربط الكهربائي الأوروبي الأفريقي المزمع إنشاؤه بين مصر وجزيرة كريت، فالبر اليوناني، وكذلك مشروع الربط الكهربائي الأوروبي الآسيوي المقترح لربط شبكات الكهرباء الإسرائيلية والقبرصية والأوروبية.

وقال المسؤول الأميركي «إن مثل هذه المشاريع لن تربط أسواق الطاقة الحيوية فحسب، بل ستساعد أيضاً في إعداد المنطقة لمرحلة الانتقال للطاقة النظيفة».

وأكد في الوقت نفسه أن واشنطن «تواصل دعمها القوي للجهود التي تعزز التعاون والاستقرار الإقليمي، بما في ذلك آلية 3 + 1 التي تشارك فيها جمهورية قبرص واليونان وإسرائيل والولايات المتحدة».

أمن الطاقة الأوروبي
تعثّر المشروع الذي يعدّ ـــ من الناحية النظرية، بديلاً من الغاز الروسي المتدفق إلى أوروبا من الشرق، يطرح أسئلة حول مستقبل أمن الطاقة في أوروبا، وخاصة أن الاتحاد الأوروبي كان يرى أن المشروع «ذا أهمية خاصة».

وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لصحيفة «كاثيمرني» أن أمن الطاقة في أوروبا بات «أكثر من أي وقت مضى مسألة تتعلق بالأمن القومي».

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مؤيدة للمشروع، كما لمنتدى غاز شرقي المتوسط ​​الذي يستثني تركيا، بحجة أن أوروبا بحاجة إلى تنويع احتياجاتها من الطاقة على حساب روسيا.

ولطالما صرّحت أنقرة بأن الغاز الإسرائيلي لا يمكن بيعه إلى أوروبا إلا عبر تركيا. وضمن هذا السياق، سعى مسؤولون أتراك وإسرائيليون إلى إيجاد طريقة لتوقيع اتفاق لتوصيل الغاز في عام 2016، لكن خلافات سياسية أجهضت هذا المشروع.

وإلى جانب التردد الإسرائيلي حول مشروع «إيست ميد» نظراً إلى كلفته العالية، فإن الغاز الإسرائيلي سينافس بصعوبة الغاز الأميركي المسال، الذي عوّض نقص الطاقة في أوروبا أخيراً.

ووفق بيانات تتبع السفن، نقلها موقع «ميدل إيست آي»، فقد تم شحن 7.15 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا الشهر الماضي على 106 سفن، بزيادة قدرها 16% مقارنة بما شُحن في الشهر نفسه من العام الماضي.