مجلة وفاء wafaamagazine
يا لها من عودة لمسابقة دوري أبطال أوروبا مع افتتاح الدور الـ16 مساء اليوم (22.00 بتوقيت بيروت) بقمّةٍ بكل ما للكلمة من معنى بين باريس سان جيرمان وضيفه ريال مدريد. صدامٌ ضخم بين مجرّتين مليئتين بالنجوم وبين أفضل فريقين في بلاديهما في الوقت الحالي
إذا أردت أن تشاهد كرةً هجومية وأهدافاً كثيرة في نهاية كل أسبوع ما عليك سوى متابعة مباريات الدوري الإسباني والبحث عن ريال مدريد، أو الانتقال إلى فرنسا ومشاهدة باريس سان جيرمان.
الفريقان يتصدّران حالياً «لا ليغا» و«الليغ 1» على التوالي، فالأول يرهب إسبانيا كلّها ولو أنه عجز عن التسجيل أمام فياريال في «البروفة» الأخيرة التي سبقت وصوله إلى «بارك دي برانس»، والثاني لا يختلف عنه ولو أنه حقّق فوزاً صعباً وفي الدقائق القاتلة على حساب رين.
فريقان كبيران بترسانتين ضاربتين سمحتا للفريق الملكي بتسجيل 48 هدفاً في 24 مباراة محلية أي بمعدل مباراتين في المباراة الواحدة، بينما بدا الثاني الأفضل هجوماً أيضاً في دوري بلاده وبرقمٍ أعلى في 24 مباراة بلغ 52 هدفاً.
كل هذا يعود إلى أمرٍ واحدٍ مشترك وهو الفكر الهجومي لمدربَي فريقي العاصمتين الإسبانية والفرنسية اللذين يستمدان قوتهما في ترجمة أفكارهما من النهم الموجود عند لاعبيهما الذين يملكون حسّاً تهديفياً رغم عدم لعب أكثريتهم في خط المقدّمة.
لذا لا ضيرَ من القول إنه في ظل تشابه المدربَين هناك وجبة كروية دسمة بالانتظار فيها الكثير من الدروس التكتيكية بين عقلَين متمرّسين في حسابات الفوز بالمباريات المفصلية.
نيمار يفرض التغيير
صاحب الضيافة الأرجنتيني ماوريتسيو بوتشيتينو لا يختلف عن ضيفه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، فهما يعتمدان على استراتيجية 4-3-3 على أرض الملعب، وسط مرونةٍ كبيرة بحسب ما تقتضي الحاجة، والتي تدفع أحياناً إلى تعديلٍ بسيط على صعيد توزيع نجوم الفريق وفق الأسماء المتاحة.
بوتشيتينو اضطر لإجراء تغييرات مراتٍ عدة في خط المقدّمة، حيث لم يفارق شبح الإصابة أيّاً من نجومه الكبار، وهو الأمر عينه الذي سيتكرر الليلة مع الكلام عن صعوبة مشاركة البرازيلي نيمار في المباراة بشكلٍ أساسي. هنا سيذهب مدرب توتنهام هوتسبر الإنكليزي السابق إلى عدم الخروج عن نهجه في ما خصّ خط المقدّمة حيث يحمل دائماً سلاح المرتدات، لذا يحتاج بالتالي إلى لاعبٍ يمكنه قيادة هذه الهجمات مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وتشكيل ضغطٍ دائمٍ على ريال مدريد القوي على طرفَي الملعب لمنع تقدّم ظهيرَيه وإجبار الجناحين السريعين والفعّالين غالباً على العودة إلى الخلف لمساندتهما، وبالتالي إبعادهما قدر الإمكان عن منطقة الجزاء.
وجبة كروية دسمة فيها الكثير من الدروس التكتيكية بين عقلَين هجوميين متمرّسين
لذا فإن وجود كيليان مبابي بين ميسي ومواطنه أنخيل دي ماريا هو أفضل من الاستعانة بالأرجنتيني الآخر ماورو إيكاردي الذي يفضّل القيام بالعمل داخل المنطقة فقط، ولو أن الأخير لعب دوراً رئيساً في الفوز الأخير على رين عندما قاد الهجمة الحاسمة في الدقيقة الـ93 ممرراً الكرة إلى ميسي الذي لعبها بدوره إلى مبابي ليسجّل الهدف الوحيد مانحاً الفريق 3 نقاط جديدة.
ماذا لو غاب بنزيما؟
وعلى النهج نفسه سيسير أنشيلوتي إذا لم يكن قادراً على الاستعانة بهدّافه الأول وقائده الفرنسي كريم بنزيما أساسياً، والذي صارع الإصابة في الأيام الأخيرة للحاق بالمباراة.
الواقع أنه لا يمكن تخيّل الريال من دون «الدولة» بالنظر إلى دوره المحوري كلاعب محطة في الأمام يستند عليه كل القادمين من خط الوسط، إضافةً إلى خلقه المساحات للجناحين أو الظهيرين من خلال سحبه للمدافعين إلى داخل المنطقة وجعلهم ينشغلون به. حالةٌ حضرت في الكثير من المباريات هذا الموسم وسمحت للبرازيلي فينيسيوس جونيور أو مواطنه رودريغو بتسجيل الكثير من الأهداف.
ببساطة بنزيما هو الحجر الأساس في أي تركيبة هجومية، لكن ماذا لو غاب؟
هنا سيعمد «ميستر كارلو» إلى توزيعٍ مختلفٍ للـ 4-3-3 التي لم يتخلَّ عنها، فغياب لاعبٍ مثل بنزيما يهوى الانتقال من الطرف إلى العمق، يفرض العمل على إيجاد الطريقة المثلى لخلق المساحة في الرواق من أجل تقدّم الظهيرين مع تأمين حمايةٍ لهما من قبل لاعبي الارتكاز في خط الوسط. لذا يصبح شكل المثلث الهجومي مختلفاً على غرار ما فعل في المباراة أمام غرانادا مثلاً عندما وضع إيسكو خلف الثنائي ماركو أسينسيو ورودريغو، أو مثلما فعل في اللقاء الأخير أمام فياريال بإعطاء دورٍ هجومي محوري للويلزي «المنبوذ» غاريث بايل.
بطبيعة الحال، أيّاً تكن خيارات المدربين، لن تخرج هذه الموقعة عن اللقاءات الأوروبية الستة بين الفريقين العريقين لناحية الإثارة، حيث كان الفوز من نصيب الملكي في ثلاث مناسباتٍ مقابل تعادلين وفوزٍ يتيم لفريق العاصمة الفرنسية الذي هزّ شباك الريال سبع مرات مقابل ثمانية أهداف دخلت مرماه.
ضيف ثقيل في لشبونة
يحلّ مانشستر سيتي ضيفاً ثقيلاً على سبورتينغ لشبونة (اليوم 22:00 بتوقيت بيروت)، في مباراة يريد منها رجال المدرّب بيب غوارديولا نقل هيمنتهم المحلية إلى الساحة الأوروبية. ويغرّد سيتي خارج السرب في الدوري الإنكليزي حيث يتصدّر بفارق تسع نقاط عن أقرب مطارديه ليفربول، حيث يسير بثبات نحو اللقب الرابع في السنوات الخمس الأخيرة. ولم يخسر سيتي في الدوري منذ 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي عندما سقط أمام مضيفه كريستال بالاس (صفر-2).
ويبدو سيتي مرشّحاً بقوة لتخطّي عقبة سبورتينغ بالنظر إلى تشكيلته الزاخرة بالنجوم في مقدّمتها البرتغاليون برناردو سيلفا وروبن دياش وجواو كانسيلو الذين دافعوا عن ألوان الغريم بنفيكا، فضلاً عن البلجيكي كيفن دي بروين والجزائري رياض محرز وجاك غريليش ورحيم سترلينغ صاحب هاتريك في مرمى نوريتش سيتي (4-صفر) السبت.