مجلة وفاء wafaamagazine
مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صبيحة اليوم، بدء تنفيذ عملية عسكرية في إقليم «دونباس» (شرقي أوكرانيا)، انقلبت الصورة في العالم واتجهت الأنظار الى الحدود الروسية-الأوكرانية، والى حركة التصعيد العسكري بين الجبهتين. التدخل العسكري الروسي، سبقته مناورات كلامية بين الأطراف الدولية، وازاه تحضير ميداني للتغطية الصحافية، التي اتسعت رقعتها لتطال عواصم العالم سيما الأوروبية المناهضة للعملية الروسية، وأيضاً داخل العاصمة الأوكرانية، وفي المناطق المسماة «انفصالية». كل هذا خلق استنفاراً إعلامياً وسياسياً واسعاً، وأيضاً خلّف انقساماً عربياً خليجياً عامودياً. فمع بدء العملية العسكرية الروسية، تبدّت ملامح هذا الإنقسام حيال هذه الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، وتظهرت أكثر حركة الإصطفاف بين الدولتين. قناة «العربية» على سبيل المثال، دخلت الفلك الأميركي المناهض لروسيا، ولعمليتها العسكرية، وحرصت الشبكة السعودية على تظهير الموقف الأميركي، ونقل تصريحات الرئيس جو بايدن، أو حتى المتحدث باسم الخارجية الأميركية سامويل وربرغ الذي حضر في الاستديو، ليحمل روسيا «مسؤولية الدمار والموت في أوكرانيا» وليحذر من استهداف المراسلين. القناة أيضاً، ركزت على ما وصفته بالإنقسام في الشارع الروسي حيال العملية العسكرية، وقالت بأن جزءاً من هذا الشارع بدا «متفاجئاً» و «غاضباً» من هذه العملية. على المنوال عينه، سارت «سكاي نيوز عربية» الإماراتية، وحرصت على تظهير الموقف الأميركي، وباقي التصريحات الدولية المنددة بهذه العملية خاصة الأوروبية منها. من جهتها، نشرت «الجزيرة» مراسليها داخل موسكو وكييف وباقي المناطق المستهدفة، وحتىإنها استعانت بمراسلها في «القدس» الياس كرام الذي ظهر في رسائل مختلفة من العاصمة الأوكرانية. الشبكة القطرية، التي وصفت العملية العسكرية الروسية بـ «الأزمة الأوكرانية-الروسية»، بخلاف «العربية» التي سمته «غزواً» ركزت في تغطيتها على حالة الهلع التي تسود الشارع الأوكراني، وتوافد الناس لشراء الحاجيات وسحب الأموال من البنوك، إيذاناً بالدخول في الحرب، من خلال كاميراتها التي دخلت العمق الأوكراني. كذلك نشرت «الجزيرة» بنك الأهداف الروسية في أوكرانيا، وركزت على الخسائر العسكرية للأخيرة.