الرئيسية / صحة وجمال / NASH: سبب أورام الكبد؟ سمنة فسرطان…

NASH: سبب أورام الكبد؟ سمنة فسرطان…

السبت 30 تشرين الثاني 2019

البروفيسور محمد جواد خليفة

مجلة وفاء wafaamagazine

سرطان الكبد مرض شائع في لبنان، لاسيّما النوع الذي يمتد من أماكن أخرى في الجسم إلى داخل الكبد. وتبدو الكحول المجرم الأول وراء سرطان الكبد، ولكن أصبحنا نرى حول العالم مذنباً آخر يتكاثر ويسيطر يوماً بعد يوم.ADVERTISING

يمكن تقسيم سرطان الكبد إلى نوعين، الأول عندما ينتقل من سرطانات خارج الكبد إلى الكبد، وهو النوع الأكثر شيوعاً؛ والثاني، ويُعرَف بسرطانات الكبد الأولية، وهي عندما ينشئها الكبد بنفسه. هي عادة أورام تأتي من خلايا الكبد بحد ذاتها، لاسيّما في حالات تليّف الكبد أو تشمعه. وبغض النظر عن سبب التشمع أو التليف (بدانة، كحول، فيروسات، إلخ) تصبح نسبة هذه السرطانات عالية. كما تنشأ بعض سرطانات الكبد من مجاري المرارة.

في حديث لـ«الجمهورية»، تناول البروفيسور محمد جواد خليفة، أخصائي في الجراحة، ورئيس قسم جراحة وزراعة الكبد والبنكرياس في الجامعة الأميركية، أبرز عوامل خطر سرطان الكبد قائلاً: «تشمل عوامل خطر سرطان الكبد الأولي تشمع أو تليف الكبد بسبب الإصابة بالصفيرة، والإفراط في تناول الكحول، والعيش في بيئة فيها تلوث بالغذاء، وبالسمنة طبعاً، وغيرها. وكان الإفراط بالكحول محطّ التركيز في مسببات سرطان الكبد، ولكن بدأنا نرى اليوم مفهوماً جديداً وهو أمراض الكبد الناشئة عن غير الكحول المعروف بـ NASH أي Non-Alcoholic SteatoHepatitis، وهي أضحت الأولى في العالم».

ولفت د. خليفة الى أنّ «سرطان الكبد يشكل خطراً على الحياة في مرحلته الرابعة، لأن هذه الأورام تحل مكان الخلايا الطبيعية وتؤدي إلى انسداد في القناة الصفراوية، وتؤدي إلى فشل بوظيفة الكبد، وأحياناً إلى الوفاة».

عوارض سرطان الكبد

بحسب خليفة، «ضمن متابعة حالة المرضى الذين أُصيبوا بسرطان الثدي أو المصران أو المعدة أو البنكرياس، نجري لهم دائماً فحوصات تظهر الأورام المحتملة كلها. في بداية سرطان الكبد، ما من عوارض ملحوظة، ولكن عندما يتفشى المرض، يؤدي إلى هلاك هذا العضو، وفشل وظيفته، ويعاني المريض من وهل واصفرار في العيون وضعف الجسم… هذه علامات متطورة لانتشار سرطان الكبد. أما في حالات السرطان الذي ينشأ من داخل الكبد، فلا تأثير له على الجسم إن كانت الورام محصورة ولم تتفشَّ بعد. لذا من الصعب تشخيص سرطان الكبد الأولي في مراحله الأولى».

أهمية الكبد

وفقاً للدكتور محمد، «إنّ الكبد عضو أساسي في الجسم، بأهمية القلب أو أكثر. وكلمة «كبد» تعني العيش. في الحقيقة، لا يمكن الاستغناء عن وظيفته، من تنقية الدم إلى إنتاج المواد الغذائية الضرورية للجسم، وتفعيل الأدوية، والتخلص من السموم الموجودة في الطعام والأدوية والهرمونات – إلا بحالات معينة تسمح بزراعة كبد من واهب. إنّ دور الكبد معقد جداً، ولا يمكن الاستعانة بآلات كما يحصل في غسيل الكلى مثلاً. إذا فشل كبد المريض، قد تنتهي الحياة».

العلاج

فسر د. خليفة أنّ «علاجات سرطان الكبد الأولي تختلف بحسب حالة كل مريض. إذا كان منشأ السرطان الكبد نفسه، تعتمد العلاجات على طبيعة الكبد. فإذا كان مشمّعاً، لا يمكن إجراء عملية جراحية، بل يجب اللجوء إلى علاجات أخرى مثل القسطرة وقطع الدم عن الأورام ووضع مواد كيميائية داخلها ـ وغيرها. تشمل إذاً أبرز التقنيات الجراحة، وزراعة كبد، وإجراء عمليات قسطرة لعدم السماح للدم بالوصول إلى الأورام، وعمليات الحرق، والعلاج بالأدوية.

أما سرطان الكبد الناشئ من سرطانات أخرى، فلا يمكن استئصال الورم. لذا نلجأ إلى أدوية والتقنيات المساعدة. كما يخضع المريض للجراحة في حالات قليلة من سرطان الكبد الناشئ من سرطان في أعضاء أخرى، لاسيّما إذا كان انتشر من المصران الغليظ».