مجلة وفاء wafaamagazine
في محاولة لمنع التصعيد في القدس المحتلة والمسجد الأقصى، الذي يتعرّض لاقتحامات متكرّرة من قوات العدو الإسرائيلي ومستوطنيه، يصل وفد أميركيّ إلى المنطقة في زيارة تشمل فلسطين المحتلة والأردن ومصر. وتأتي زيارة الوفد في الوقت الذي أعلنت فيه الفصائل الفلسطينية في غزة رفع مستوى حالة الاستنفار في اليومين المقبلين.
وفي الإطار، نقل موقع «واللا» في تقرير، مساء أمس، عن مصادر إسرائيلية، قولها إنّ «وفداً من كبار المسؤولين الأميركيين سيصل إلى المنطقة غداً، حيث سيجتمع بمسؤولين إسرائيليين، بالإضافة إلى لقائه مسؤولين فلسطينيين في السلطة الفلسطينية، برام الله». كما سيزور الوفد ذاته، كلاً من مصر والأردن، «في محاولة لمنع التصعيد في القدس».
وطبقاً للموقع، فإنّ الوفد الأميركي سيضم المبعوث الأميركي للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، هادي عمرو، بالإضافة إلى مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ياعيل لمبيرت. ورأى أنّ الزيارة التي تأتي بقرار من وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكين، هي «انطلاقاً من الخشية الأميركية من التوترات والتصعيد في المنطقة، وخطر تصاعدها إلى مواجهة عنيفة أوسع».
وفي سياق متّصل، أعلنت الفصائل الفلسطينية بعد اجتماعها، مساء أمس، «رفع حالة الاستنفار العام في صفوفها، وعلى كافة المستويات، تحسّباً لأي عدوان جديد على المسجد الأقصى المبارك، أو ارتكاب حماقات جديدة من قبل الاحتلال والمستوطنين». وحذّرت من دعوات المستوطنين لـ«مسيرة الأعلام»، مؤكدةً أن «يدها على الزناد».
وذكرت أنّ «التهديدات في الأقصى والقدس قائمة، وحكومة الإرهاب الإسرائيلي تستغل التطبيع العربي لحسم الصراع في القدس».
ومن جهة أخرى، حذّرت من «أي مساس بوالد الشهيد رعد حازم وكافة عوائل الشهداء». كما وجّهت الفصائل «التحية للمقاومة الفلسطينية على تصدّيها الجريء للعدوان الصهيوني على غزة الليلة الماضية»، داعيةً إلى «استمرار حالة الاشتباك الدائمة بكل أشكالها مع العدو في الضفة الغربية والقدس والخليل، دفاعاً عن المقدّسات ورفضاً للاحتلال والاستيطان والتهويد».
كما دعت إلى «النفير العام، وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه على مدار ساعات الليل والنهار حمايةً له من اقتحامات المستوطنين، وتحسّباً لأي محاولة صهيونية لإقامة الطقوس التلمودية التي تحاول الجماعات اليهودية المتطرّفة إقامتها بحماية الحكومة الفاشية وجيشها الإرهابي».
وأكّدت الفصائل أنّ «الهجمة الشرسة التي تستهدف القدس والمسجد الأقصى، لن تقتصر على اليومين المتبقيين من عيد الفصح اليهودي، وهي مستمرة خلال الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك والأيام التي تلي عيد الفطر السعيد، مؤكدةً أنها ستبقى على حالة الجاهزية العالية»، وفي السياق نفسه «حذّرت من دعوات اليمين الإرهابي المتطرّف لتنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية، التي كانت أحد الدوافع لمعركة سيف القدس في العام الماضي».
وطالبت الفصائل «الأمة العربية والإسلامية، وكافة هيئات واتحادات وروابط العلماء، بالقيام بدورها في حماية الأقصى ونصرة فلسطين وشعبها، وتعبئة الجماهير على امتداد العالم العربي والإسلامي للقيام بما عليها من واجبات تجاه القضية الأولى للعرب والمسلمين»، داعيةً إلى «الضغط من أجل تجريم التطبيع ووقفه، فالاحتلال يستغل التطبيع لتمرير مشاريعه ومخططات تهويد مدينة القدس، وفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك».
وأشادت الفصائل «بحالة الوحدة الوطنية التي تتجسّد في الميدان في كافة مدن وقرى ومخيمات الوطن»، وذكرت أن «هذه الوحدة هي مصدر اعتزاز وفخر لكل أبناء شعبنا وأنها دافع لاستمرار المواجهة ورافعة للعمل الوطني الوحدوي»، معلنةً «حالة الانعقاد الدائم والمستمرة للحفاظ على وحدة شعبنا في مواجهة الاحتلال، وتعبيراً عن السير تجاه الوحدة الوطنية حماية لشعبنا وقضيته الوطنية وحقوقه الثابتة والمشروعة».