مجلة وفاء wafaamagazine
يُعتبر التوتر جزءاً من الحياة اليومية بغضّ النظر عن مصدره. وفي حين أنّ بعضه يكون طبيعياً، إلّا أنّ التوتر المُزمن مرتبط بمشكلات صحّية عديدة مثل الضغط العالي، والسكّري، وقصور القلب، وحتى الوزن. فلقد وجدت الأبحاث العلمية أنّ التوتر يمكن أن يسبب زيادة الوزن أو خسارته. ولكن كيف تحديداً؟
إستناداً إلى «Stanford Medicine»، إنّ العيش في حالة مطوّلة من التوتر يستطيع حتماً تغيير أداء الجسم، الأمر الذي يؤثر في الوزن. وفيما يلي أبرز الروابط بين التوتر وزيادة الوزن أو خسارته، بحسب موقع «Livestrong»:
تحطيم مستويات النشاط
يمكن للتوتر أن يسبب زيادة الوزن أو خسارته بطريقة غير مباشرة. على سبيل المثال، يستجيب بعض الأشخاص للتوتر من خلال عدم القيام بأي حركة، إستناداً إلى «Harvard Health Publishing». تُعتبر التمارين المنتظمة طريقة مهمّة لحرق السعرات الحرارية والتحكّم في الوزن، ولهذا السبب فإنّ قلّة النشاط قد تُفاقِم زيادة الوزن، وفق «Mayo Clinic». كذلك يمكن للحركة أن تنظّم المزاج، وتحسّن الصحّة العقلية، وتخفض التوتر. إنّ عدم ممارسة الرياضة يعزّز مستويات التوتر وزيادة الوزن من دون المبالغة في الأكل.
العبث في النوم
يمكن للتوتر المُزمن أن يُعرقل القدرة على النوم، الأمر الذي قد يسبب زيادة الوزن. في الواقع، رُبطت قلّة النوم باستهلاك سعرات حرارية أعلى وتعزيز الشهيّة على المأكولات الغنيّة بالكالوري مثل السناكات الحلوة والمالحة. كذلك يمكن لنقص النوم أن يؤثر في الذاكرة، والمزاج، وإصدار القرارات، إستناداً إلى «American Psychological Association». عندما يعجز الدماغ عن العمل كما يجب وتجدون صعوبة في تنظيم مزاجكم، فذلك يعزّز مستويات التوتر ويحفّز قلّة النوم. لا بل أكثر من ذلك، يمكن لنقص النوم أن ينعكس سلباً على الهورمونات التي تساعد على تنظيم الشهيّة والأيض، الأمر الذي يسبب زيادة الوزن.
تعديل الغذاء
يستطيع التوتر تغيير العلاقة بالطعام. إنّ 50 في المئة من الأشخاص يأكلون أكثر عندما يشكون من التوتر، ما قد يسبب زيادة الوزن. كذلك فإنّ عدم النوم لساعات كافية مرتبط باستهلاك سعرات حرارية إضافية ومأكولات مصنّعة. ناهيك عن أنّ التوتر يدفع الجسم إلى إفراز هورمون الكورتيزول الذي قد يحفّز الشهيّة على السكّريات، والموالح، والدهون للحصول على كالوريهات سريعة تؤمّن الطاقة لمحاربة الإجهاد، غير أنّ ذلك يساهم بدوره في زيادة الوزن، بحسب «Cleveland Clinic». وفي المقابل، إنّ الـ50 في المئة المتبقية من الأشخاص يأكلون كميات أقل خلال أوقات التوتر. لذلك فإنّ الإجهاد والقلق قد يسببان خسارة الوزن عند بعض الأشخاص.
إبطاء الأيض
وجدت دراسة نُشرت عام 2015 في «Biological Psychiatry» أنّ الأشخاص الذين تعرّضوا لحدث مُجهد خلال الـ24 ساعة الأخيرة حرقوا 104 سعرات حرارية أقل مقارنةً بالذين لم يواجهوا هذا الأمر. كذلك يمكن للتوتر أن يُبطئ الأيض بشكلٍ غير مباشر. إنّ السلوكيات المرتبطة به، مثل عدم النوم جيداً، تغيّر قدرة الجسم على تنظيم الأيض والشهيّة، ما قد يساهم في زيادة الوزن، وفق تقرير صدر عام 2019 في «Journal of Lipid Research».
تخزين دهون إضافية
رُبطت مستويات التوتر المرتفعة بشكلٍ مُزمن بزيادة الوزن، وتحديداً في البطن. بمعنى آخر، إنّ التوتر طويل الأمد يمكن أن يدفع إلى تخزين المزيد من دهون البطن.
التأثير في تنظيم الإنسولين
عند الشعور بالتوتر، يتحضّر الجسم للقتال أو الفرار من خلال إفراز هورمونات التوتر مثل الكورتيزول. إنّ ذلك يُصعّب على هورمون الإنسولين أداء وظائفه بشكل صحيح، ما يسبّب مقاومة الإنسولين، بحسب «Cleveland Clinic». إنّ مقاومة الإنسولين تحثّ الجسم على إنتاج المزيد من الإنسولين في محاولة للحفاظ على استقرار مستويات السكّر في الدم. غير أنّ ذلك قد يؤدي إلى زيادة الوزن، الأمر الذي بدوره يمكن أن يجعل مستويات الإنسولين أسوأ. ناهيك عن أنّ مقاومة الإنسولين تؤثر في مراكز الشهيّة في الدماغ، ما قد يعزّز الشهيّة على الأطعمة المصنّعة أو استهلاك كميات أكل أكبر.
طريقة التعامل مع التوتر
إستناداً إلى «Cleveland Clinic»، يمكن السيطرة على التوتر بطريقة أفضل من خلال اتّباع بعض العادات، مثل الحصول على نوم جيّد، وممارسة الرياضة بانتظام، واتّباع حمية غذائية متوازنة، والقيام بأنشطة تساعد على الاسترخاء مثل التأمل واليوغا وتقنيات التنفس، ورفض المسؤوليات الإضافية عند الشعور بالارهاق، والبقاء على تواصل مع الأحباء.