الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / المرتضى: الخوف أن نفقد حيوية هذه العقول الخلاقة المبدعة

المرتضى: الخوف أن نفقد حيوية هذه العقول الخلاقة المبدعة

مجلة وفاء wafaamagazine

كرم وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ممثلا بالسيدة بشرى البغدادي عدرا، قامات وطنية، في المكتبة الوطنية – بعقلين، هي: الأب الموسيقار خليل رحمة، الصحافي الأستاذ طلال سلمان، القاضي المرحوم طارق محمد زيادة، الفنان والشاعر الأستاذ رودي رحمة، النقيب الشاعر الأستاذ جورج أبو أنطوان، الشاعر الأستاذ أنطوان سعادة، والشاعر الأستاذ عادل خداج، في حضور فاعليات سياسية وثقافية واجتماعية.

 

البداية مع النشيد الوطني، وتقديم من نسيب بو فراج، فكلمة الوزير المرتضى القتها باسمه السيدة عدرا، مما جاء فيها: : “إنه لمن دواعي سروري وانا إبن الجنوب أن التقي هنا في بعقلين كل قامات الأرز الوافدة من الشمال وبيروت والجبل والبقاع والجنوب، من لبنان إلى كل لبنان من اجل تكريم مجموعة من كوادر الفكر والأدب والفن والثقافة والمعرفة والصحافة، من أساطين الكلمة والريشة واللون والإيقاع والحق والخير والجمال …. وفي البدء كانت الكلمة … الكلمة التي تفتح العقل على العقل والقلب على القلب … الكلمة النافذة المشرقة من فضاءات بعقلين التاريخ والأصالة والعراقة والفن والثقافة”.

 

واضافت: “معكم في رحاب هذه المكتبة الوطنية العريقة التراثية الابية التي ترعاها ومنذ زمن طويل قامة سامقة باسقة غرست فكرها وعقلها فيها، ونذرت نفسها لتعطي من نبضها نبضا، ومن روحها نورا ومن تضحياتها تاريخا يحكي قصة عمرها ما امد الله في عمرها – أطال الله عمرها – وهي قامة الأستاذ الصديق غازي صعب”.

 

وتابعت: “إنه لمن أسمى لحظات السعادة أن أرعى تكري مجموعة من رواد لبنان في الإعلام ، ومنارات لبنان ومبدعي لبنان وشعراء لبنان وفناني وموسيقيي لبنان . ومنهم المكرم الكبير الاستاذ طلال سلمان صوت سفير الناس والحقيقة والاعلام الهادف العروبي القومي الملتزم قضايا الأمة ولبنان . ومنهم ايضا قامة العدل والمساواة والقضاء والتشريع القانوني والدستوري المغفور له القاضي طارق محمد زيادة أستاذنا الكبير ومشرعنا الإنسان؛ والاب الموسيقار خليل رحمه الذي جعل من اللحن والنغم رسالة تحمل قيم هذا الوطن وفيضا من انغام الروح التواقة إلى أقانيم الجمال والفنان الشاعر رودي رحمه حامل لواء رحمة الفن والابداع ومحبة الانسان والحياة ؛ والشاعر الكبير وجه لبنان نقيب شعراء الزجل جورج ابو انطون ورفاق دربه في هذا الميدان الابداعي الخلاق من الشعراء الكبار انطوان سعادة وعادل خداج وكل المبدعين الزجالين الذين ينطقون بلسان حالنا ونبضات قلوبنا في زمن أحوج ما نكون فيه إلى استلهام هذه المجموعة من الناس الذين غرسوا إسم لبنان وأمجاده وتراثه وفكره وثقافته وعاداته وتقاليده وجمالاته في رحاب الكون والعالم والحياة، كما سبقهم إلى هذه السنة المبدعة المبدعون ممن هجرتهم مأساة لبنان قديما إلى الأمريكيتين وقارات العالم كله ، فإذا بهم يحملون تراب لبنان وحضاراته حيثما حلت بهم الديار وشطت بهم غربة النوى وهو ما لخصه الشاعر المهجري شفيق المعلوف في قصيدته الإياب:

 

موطني ، مارشفت وردك إلا عاد عنه فمي بحرقة صاد

 

في قلوب المغربين جراح حملوها على الجباه الجعاد

 

يوم دقوا سواحل الشرق بالغرب ولم يهدهم سوى العزم هاد

 

 

وزعتهم كف الرياح فهلا جمعتهم يد النسيم الهادي

 

ونقلت عدرا عن المرتضى خوفه من هجرة قامات مبدعة: “ولعل الخوف الأكبر في هذه الظروف القاهرة التي نحياها هو أن نفقد حيوية هذه العقول الخلاقة المبدعة التي علينا تكريمها في كل آن ومكان، وأن تدفعها هذه الظروف لترك لبنان والهجرة منه والتخلي عنه، وأن تعود كف الرياح لتشتتنا وتمزقنا بدلا من أن تجمعنا على الكلمة السواء والتجذر بهذه الأرض التي تغرسون أسماء المكرمين من مبدعينا في ترابها أرزا سيحكي أبد الدهر عطاءات وأمجاد وتضحيات وتعاليم وقيم حضارة لبنان وثقافته وشعره وأدبه وفنه وموسيقاه وروحيته وإعلامه”.

 

وختمت باسم المرتضى: “إنني أشكر من قلبي وعقلي كل الداعين إلى هذه المناسبة التي شكلت بالنسبة لي سانحة لأكون معكم في تكريم عمالقة من وطني ممن وهبوا حياتهم للعلم وتصوفوا له وانقطعوا لحرية الحرف والكلمة في الصحافة وعلى منابر الشعر والفكر والثقافة والأدب”، وتمنت “لهذه المكتبة العريقة أن تبقى الحصن والحضن الجامع للبنانيين كما جمعهم مؤسس لمة اصحاب خبز وملح الفنان النحات مرشد ابي مرشد على الحرف والكلمة والوجد والمحبة والنور والصفاء … في بعقلين ومكتبتها الوطنية ومحمية أرزها وأهلها … اهل المحبة والنور والصفاء”.

 

وتحدث مدير المكتبة الوطنية غازي صعب شاكرا للوزير جهوده “لم أشهد وزيرا ناشطا، شفافا ومتواضعا كمعالي الوزير القاضي محمد وسام المرتضى، وهذا الكلام ليس محاباة أو من باب التقرب منه، بل هو واقعا وحقيقة”.

 

وأضاف صعب: “إستنهض وزير الثقافة، وأعاد إحياء المكتبة الوطنية الأم في قصر الصنائع بعد توقفها القسري بسبب جائحة كورونا، فإذا بها تعود من جديد إلى نشاطها المعهود، وبشتى الإتجاهات، هذا فضلا عن إهتمامه اليومي، وبشكل مباشر بالجمعيات والنقابات التي تزوره في مكتبه في وزارة الثقافة”.

 

في ختام الحفل، تسلم المكرمون شهادات تقدير.

 

إشارة إلى أنه سيتم زرع أرزة في محمية أرز الشوف (الباروك) بإسم كل من الأساتذة المكرمين.