مجلة وفاء wafaamagazine
هناك أماكن ومدن جميلة كثيرة في العالم، ولكنها ليست رومانسية بالضرورة، فالرومانسية حالة إنسانية ولحظات نادرة من الجمال والصفاء النابع من القلب، والمدن التي تشعرك بهذه اللحظات قليلة في العالم.
اخترنا لكم في هذا التقرير بعضا من أكثر مدن العالم رومانسية حسب اختيارات منصة “يو سيتي غايد” (Ucity guides) ومنصة “إي إف” (EF) ومنصة “ترافيل آند ليجر” (travel and leisure) المتخصصة بالسياحة والسفر ومشاهداتنا نحن أيضا.
البندقية.. قطعة من الجمال وقصص الحب التي لا تنتهي
لو لم تكن البندقية موجودة في هذه الدنيا، فإن بعض كُتاب السيناريو الأكثر خيالا كانوا سيعيدون خلقها وتصورها لتكون مسرحا لأحداث أكثر الأفلام رومانسية في العالم، ولكنها موجودة بالفعل كقطعة من الجمال الطبيعي والفني الساحر والهندسة المعمارية والقنوات الأخاذة وقصص الحب التي لا تنتهي.
ما هو الشيء الأكثر رومانسية من ركوب قارب صغير مع زوجتك عبر قنوات وجداول المدينة، أو المشي فوق الجسور الضيقة أو أن تضيع في أزقة المدينة الضيقة والفاتنة لينتهي بك المطاف في الساحات الضخمة الفائقة الجمال كساحة “سان ماركو” أو كنيسة “سانتا ماريا”. البندقية هي حالة حب كاملة وشاملة تلفك بين ذراعيها لتعيش أجمل لحظات الحياة وأكثرها رومانسية في هذا الوجود.
باريس.. مدينة النور والحب
من قال لأول مرة إن باريس هي عاصمة الحب في العالم لم يكذب أبدا، ومن يستطيع أن ينكر ذلك، فهي حقا مدينة للعشاق والرومانسية والجمال، وهل هناك أجمل من التنزه على طول نهر السين، واحتساء القهوة الباريسية اللذيذة في أحد المقاهي العديدة التي تنتشر على ضفافه، أو قضاء ساعات لا تنسى في أحد الأحياء الأكثر رومانسية في العالم مثل “مونمارتر” (Montmartre).
ولا ننسى شارع الشانزليزيه والمشي الذي يشبه التحليق فيه والتجول بين مقاهيه ومتاجره، أو أن تطل على المدينة من أعلى برج إيفل في ساعة الغروب ونهر السين يجري وادعا تحت ناظريك بكل قصصه وعشاقه وسحره وفتنته. أو أن تجلس على مقعد في حديقة لوكسمبورغ وتراقب حركة العشاق في ذهابهم وإيابهم وهيامهم.
براغ.. المدينة الذهبية وقلب أوروبا النابض
براغ هي واحدة من أعظم العجائب الرومانسية في العالم، وقد تمكنت من الحفاظ على مبانيها وعمارتها المعتقة بعطر التاريخ على مر السنين، وفي الحقيقة فإن مباني المدينة العتيقة تشبه القصص الخيالية عن قصور الأميرات النائمة وقلاع الساحرات الفاتنات.
ولا توجد هناك متعة تداني المشي مع رفيقة دربك من قلعة براغ -وهي كبرى قلاع العالم ومقر حكامها على مر العصور- إلى ساحة المدينة الضخمة عبر جسر تشارلز، والوقوف معا وأنتما تستمعان لدقات ساعة فلكية عمرها أكثر من 600 عام.
ad
أو التجول في المساء عبر بحر الأبراج والشوارع المرصوفة بالحصى في المدينة التي تلقب بالذهبية وأُم المدن وقلب أوروبا أو المدينة ذات الـ100 برج نظرا لكثرة الأبراج فوق كنائسها وقصورها، والتي تعطيها منظرا رومانسيا في غاية الجمال، وتجعل منها فردوس العشاق في العالم.
فيينا.. مدينة النسيم
سميت المدينة بهذا الاسم اشتقاقا من اسمها اللاتيني القديم (فيندوبونا) ومعناه الهواء الجميل أو النسيم العليل، وتبدو هذه المدينة الساحرة الغارقة في عبق التاريخ مخصصة “للمشي الرومانسي”، نعم، المشي، فلا يوجد هناك شيء يضاهي المشي في شوارع فيينا الخضراء المخصصة للمشاة العشاق مع موسيقى موتسارت في الخلفية والتي تصدح من خلال سماعات مخفية في تلك الشوارع.
أما إذا تعبت من المشي، وهذا شيء صعب الحصول، فبإمكانك ركوب عربة تجرها الخيول المطهمة بحيث يشعر العشاق والعرسان، بما يشبه العيش كملك وملكة يتجولان في شوارع عاصمة الجمال والمحبة في لحظات لن تنسى من حياتهما.
وتشتهر فيينا بكونها مركزا عالميا للتعليم والأدب والموسيقى والفن، وهي كذلك مدينة مفضلة للمتزوجين الجدد لقضاء شهر العسل بين جنباتها الخضراء ونسيمها العليل وبين سكانها وأهلها المعروفين بمرحهم وظرفهم وتمتعهم بالحياة.
ويوجد في فيينا أكثر من 27 قلعة، وأكثر من 150 قصرا، ومن أبرز المعالم السياحية وسط المدينة التاريخي، والمنطقة المجاورة مع منتزهاتها الخلابة، والقصور مثل قصر الشانبرون بالاس والقصر الإمبراطوري والساحات والنصب التذكارية والمقاهي الشهيرة مثل ساحة ستيفنز وشارع ماريا هلفر، وكل هذا يجعل من فيينا واحدة من أكثر مدن العالم رومانسية وجمالا.
مراكش.. مدينة ألف ليلة وليلة
تسمى مراكش المدينة الحمراء نسبة إلى لون بيوتها المشيدة من الحجر الرملي الأحمر، وهي واحدة من أجمل مدن العالم وأكثرها رومانسية وجذبا للزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم، بل وهناك الكثير من الأجانب الذين اشتروا بيوتا فيها، ويعيشون فيها نظرا لما تتمتع به من سحر وجمال وغنى حضاري وعراقة وتفرد بحيث لا يوجد لها شبيه بين مدن الدنيا.
وهي أيضا مدينة النخيل والحدائق والأسواق المعطرة برائحة التوابل والمسك والعنبر والسحرة الذين يلعبون بالأفاعي في قلب المدينة القديمة حيث تتحول واجهات المتاجر إلى كهوف علاء الدين المتلألئة بمجرد دخولك إليها، مقدمة لزوارها أجواء تشبه أجواء ألف ليلة وليلة، وهو ما يجعلها فتنة للأجانب والأوروبيين الذي يحنون لسحر الشرق المترسخ والمتجذر في عقلهم الباطن.
كما تزخر المدينة بقصورها ومساجدها وآثارها، وهي موطن لأكثر فنادق “البوتيك رومانسية” في العالم. كما تشتهر أيضا برياضها وحدائقها الغَنّاء مثل حدائق المنارة التي بنيت في زمن الموحدين في بداية القرن الـ12.
وهناك أيضا حدائق الماجوريل نسبة إلى اسم بانيها الرسام الفرنسي جاك ماجوريل الذي بدأ تأسيسها سنة 1924 حيث أقدم الرسام الفرنسي على صباغة مباني الحديقة بلون أزرق ناصع، وهو ما فاجأ سكان المدينة الحمراء، وتحتوي هذه الحديقة على نباتات وأزهار نادرة من القارات الخمس، ويعد التنزه بين جنباتها من مسرات الدنيا وأكثر لحظاتها سحرا ورومانسية.