مجلة وفاء wafaamagazine
يعاني الكثير من نسيان الأسماء والأماكن والأحداث، وقد يبدأ النسيان لدى البعض في سن الـ20، ليتدهور العقل بسن الـ40، ويفقد مهاراته في التذكر والتفكير والتخطيط، أو ما يعرف بـ “الخرف”.
عرّف مركز ستانفورد الطبي “الخرف” بتلف أو تغيرات بالدماغ، تزداد فرص حدوثه مع تقدم السن، ولا يزال أكثر ضحاياه ممن تخطوا 65 سنة.
لا يعني ذلك أن الجميع مهدد بالخرف، أو أنه يستهدف كبار السن فقط، لكن تغيب الأسباب في كثير من الحالات، لذا تنصحك مراكز الشيخوخة باتباع بعض التغييرات السهلة لتحسين صحة دماغك.
احذر مشاهدة التلفزيون
حذر باحثون في جامعة كوليدج لندن من مشاهدة التلفزيون لأكثر من 3 ساعات يوميا، وربطوا ذلك بفقدان الذاكرة؛ فيقل تركيز الدماغ أمام شاشة التلفزيون، ولا يشارك في المشهد، رغم الكثير من الصور الساطعة ذات الحركة السريعة، التي قد تضع العقل في حالة يقظة شديدة، لكن أقل تركيزا.
ولم يتعرف الباحثون على النتائج طويلة الأمد لذلك التدهور المعرفي الذي قد يصيب مدمني مشاهدة التلفزيون، حتى جاء عام 2022 بمفاجأة للجميع.
فقد نشرت مجلة “الوقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم”، في أغسطس/آب 2022، دراسة للمعاهد الأميركية للصحة وجامعة جنوب كاليفورنيا، أفادت بزيادة احتمالية الإصابة بالخرف عند قضاء كثير من الوقت على الأريكة، ومتابعة التلفزيون، أو غير ذلك من السلوكيات السلبية.
لم يهاجم الباحثون الاستلقاء على الأريكة بحد ذاته، بل دعوا لممارسة أنشطة خلال فترات الجلوس لوقت طويل، كالقراءة أو البحث على الإنترنت، أو إجراء مكالمة هاتفية مع صديق.
وفسر الباحثون النتيجة بانخفاض نشاط العضلات وتدفق الدم خلال الجلوس لفترات طويلة، مما يجعل التحفيز الفكري ضرورة، كما أظهرت النتائج أن النشاط البدني المرتفع لم يؤثر بالإيجاب على الصحة العقلية للفرد، ما دام يقضي أوقات فراغه أمام التلفزيون.
دماغ أصغر في أسبوعين
أنشأت جامعة كاليفورنيا مركزا بحثيا بهدف الاكتشاف المبكر والوقاية من الأمراض المرتبطة بالعمر، بما في ذلك فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي.
وأظهر فريق الباحثين بالمركز قدرة على تعزيز ذاكرة المتطوعين وسهولة التعلم واسترجاع المعلومات، بعد أسبوعين فقط من التمارين الذهنية والبدنية، والالتزام بنظام غذائي صحي، وتخفيف التوتر.
ونشر غاري سمول، مدير المركز، وأستاذ الصحة النفسية للمسنين بجامعة كاليفورنيا، نماذج للتمارين الذهنية بصحيفة “الغارديان”، وكيفية تطبيقها، إذا كنت تحلم بدماغ قوي، وتضمنت:
مرن ذاكرتك الأساسية بكتابة 8 كلمات غير ذات صلة، مثل “قلم، متجر، هاتف، حذاء، إعلان، كرة، غيتار، أنف”. اضبط المؤقت لمدة دقيقة واحدة لقراءة الكلمات وحفظها، ثم اضبطه لمدة 10 دقائق أخرى تفعل فيها شيئا آخر، والعودة لتدوين أكبر عدد يمكنك تذكره من الكلمات.
انظر إلى الكلمات لمدة دقيقة مرة أخرى وحولها إلى صور بمخيلتك، وحول الصور لقصة ترتبط فيها الكلمات جميعها بمغزى معين، كمشهد لمتجر أحذية يعلق إعلانا للاعب كرة يعزف الغيتار. اكتب الكلمات مرة أخرى وسترى كم تحسنت ذاكرتك من أول تجربة.
حب الأرقام
حان الوقت لبدء صفحة جديدة مع الرياضيات، لاستعادة انتباهك المفقود. فقد أجرى الباحثون في جامعة إكزتر البريطانية، دراسة على عينة كبيرة من البالغين عبر الإنترنت، بلغ عددهم 19 ألفا و78 متطوعا، لا يعانون أية أمراض.
واستمرت الدراسة لمدة 10 سنوات، وانتهت في عام 2019، واختبرت العلاقة بين الألغاز الرقمية والوظائف المعرفية الأساسية للمخ، كالتركيز والتفكير ومعالجة المعلومات والتذكر، وأبلغ فيها المتطوعون يوميا عن حلهم لألغاز رقمية.
وأظهرت النتائج تأثيرات رئيسية ومرتفعة النسبة لعدد مرات حل الألغاز الرقمية على كافة الوظائف المعرفية للمخ، وأظهر من لعب “سودوكو-Sudoku”، مرة يوميا، قدرة على الانتباه والتركيز، أكثر ممن حلها من حين لآخر، بمقدار 10 أضعاف.
لم تكن تلك الدراسة الأولى للتغزل في فوائد “سودوكو-Sudoku”، فلا ينس البريطانيون دعوة هيئة الإذاعة البريطانية وجمعية ألزهايمر، في عام 2014، لجميع البالغين فوق 18 عاما، من حول العالم، للتطوع بحل ألغاز رقمية عبر الإنترنت، وملء استبيان حول نمط حياتهم.
وقد تطوع أكثر من 65 ألف بالغ، بين عمر 18 و90 عاما، ورغم ارتفاع عدد الشباب المشاركين والملتزمين بملء الاستبيان اليومي، لم يرتبط صغر العمر بأداء أفضل للذاكرة، بل ارتبط حل ألغاز “سودوكو-Sudoku” يوميا بتحسن المهارات العقلية، بغض النظر عن الفئة العمرية.