مجلة وفاء wafaamagazine
يستمتع العديد من الأشخاص بالحلوى بعد تناول العشاء. غير أنّ بعض السلوكيات المُكتسبة، مثل استهلاك البوظة مساءً، يمكن أن يُغذّي الرغبة في الحصول على سناك غنيّ بالسكّر قبل الخلود إلى الفراش.
إنّ المخاطر العامة للسكّريات المُضافة معروفة جداً، ولكنكم قد تتساءلون كيف يؤثر تناول السكّر قبل الخلود إلى الفراش في الجسم، خصوصاً فيما يتعلّق بالنوم.
سواء حصلتم على وعاءٍ من الرقائق السكّرية، أو فنجان شاي مُحلّى، أو لوح من السكاكر، إليكم ما قد يحدث في حال تناولتم السكّر قبل النوم، بحسب الأطباء وخبراء التغذية:
– التسبُّب بالالتهاب
إستناداً إلى «Harvard Health Publishing»، إنّ تناول الكثير من السكّر مُرتبط بشدّة بالالتهاب المُزمن، الذي له علاقة بمشكلات صحّية لا تُحصى مثل أمراض القلب، والبدانة، والسرطان، والسكّري. وقد يكون إطلاق استجابة التهابية في أجسامكم هو آخر شيء تريدون القيام به ليلاً، خصوصاً بعدما تبيّن وجود علاقة بين الالتهاب وانقطاع التنفس أثناء النوم. يمكن للسكّر أن يسبّب التهاب الأنسجة المُبطِّنة للفم والحلق، ما يؤدي إلى التورّم وزيادة إنتاج المخاط، وبالتالي التأثير سلباً في التنفس، وتحفيز الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم. ووفق «Mayo Clinic»، إنّ الشخير واضطرابات النوم قد تبدو غير مؤذية، إلّا أنه يجب التعامل معها بجدّية.
– التأثير في جودة النوم
إنّ السكّريات المُكرّرة ترفع مستويات السكّر في الدم سريعاً، ما قد يولّد الشعور باندفاع الطاقة ويُصعّب النوم. يمكن أن يساهم تناول الكثير من السكّر قبل الخلود إلى الفراش في الحصول على نومٍ أخف وأقل انتعاشاً والانتقال من النوم العميق إلى الخفيف، ما ينعكس سلباً على جودة النوم وقد يرتبط باضطرابات التنفس.
ولقد أظهرَ بحث نُشر عام 2019 في «American Journal of Lifestyle Medicine» أنّ الغذاء الغنيّ بالسكّر مرتبط بنوعية نوم سيّئة ومدّة قصيرة. يُذكر أنّ مشروبات كثيرة مُحلّاة بالسكّر، كالصودا، تحتوي أيضاً على مادة الكافيين التي تستطيع التأثير في النوم عند تناولها قبل الخلود إلى الفراش، وفق «American Journal of Lifestyle Medicine». وتوصي «Sleep Foundation» بالامتناع عن مصادر الكافيين قبل 6 ساعات من موعد الخلود إلى الفراش، خصوصاً في حال مُعاناة اضطراب النوم.
– تعزيز زيادة الوزن
هناك دراسات محدودة عن طريقة تأثير تناول السكّر مباشرةً قبل النوم في الوزن. ولكن بحسب «Cleveland Clinic»، يتمّ تخزين السكّر الزائد في الخلايا الدهنية. كذلك من المعلوم أنه أثناء الاستيقاظ، قد يستطيع الجسم استخدام السكّر للطاقة. ولكن عند عدم القيام بأي حركة مساءً، إنّ المبالغة في السكّر قد تكون في الواقع مشكلة كبيرة. عند تناول السكّر قبل النوم، لا يتمّ استقلابه بشكل صحيح وقد يُصبح التهاباً.
وفي الليل أثناء النوم، لا يتمّ حرق هذا السكّر، الأمر الذي يُعزّز تخزين الدهون وزيادة الوزن. إنّ استهلاك السكّريات في وقتٍ مُبكر من اليوم يمنحكم فرصة استقلاب السكّر واستخدامه كطاقة بدلاً من تخزينه على شكل دهون. إشارة إلى أنّ الطعام يكون غنيّاً بالسكّر إذا احتوى على 10 غ أو أكثر في الحصّة الواحدة.
وكقاعدة عامة، يُنصح بعدم تناول السكّر قبل 2 إلى 3 ساعات من موعد الخلود إلى الفراش لهضمٍ سليم. ولكنّ الحصول أحياناً على سناكٍ حلو قبل النوم ربما لا يجب أن يُشكّل لكم القلق. يبقى أخيراً الالتزام بتوصية جمعية القلب الأميركية، المتمثّلة بعدم استهلاك أكثر من 6 إلى 9 ملاعق صغيرة من السكّر المُضاف في اليوم.
