الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / أيّ انعكاسات صحّية لِشرب الصودا دايت يومياً؟

أيّ انعكاسات صحّية لِشرب الصودا دايت يومياً؟

مجلة وفاء wafaamagazine

تمكّن العلماء من تحديد بوضوح الآثار السيّئة لكثرة السكّريات المُضافة مثل زيادة الوزن، خصوصاً في محيط الخصر، وانخفاض مستويات الطاقة خلال اليوم، وتعرُّض البشرة للبثور… لكن ماذا عن المُحلّيات الخالية من الكالوريهات كتلك المخبّأة في الصودا دايت؟

إنّ الأبحاث المتواصلة على بدائل السكّر المُستخدمة لِتحلية المشروبات الدايت، والتي تكون نتائجها أحياناً متضاربة، تسبّب تساؤلات عمّا إذا كانت هذه السوائل ضارّة أم لا.
ولوضع الأمور في نِصابها الصحيح، سلّطت اختصاصية التغذية، أماندا ولستدت، من الولايات المتحدة الضوء على ما يحدث فعلاً للجسم عند شرب الصودا دايت يومياً:

 


– تهديد الأمعاء

إنّ استهلاك أيّ مشروب غازيّ قد يسبّب تهيّج الأمعاء، جنباً إلى النفخة والحرقة. هذا هو أحد الأسباب العديدة التي تجعل استهلاك الصودا مشكلة كبيرة تحديداً عند الأشخاص الذين يشكون من ارتجاع المعدي المريئي أو متلازمة القولون العصبي. إنّ المُحلّيات غير المغذية الموجودة في الصودا دايت قد تُغيّر أيضاً تكوين ميكروبيوم الأمعاء. توصلت دراسة نُشرت عام 2019 في «Advances in Nutrition» إلى أنّ استهلاك المُحلّيات غير المغذية بانتظام، مثل السوكرالوز والسكارين، مرتبط باختلال توازن البكتيريا في الأمعاء. والمُثير للاهتمام أنّ الدراسة ذاتها وجدت أنّ الأسبرتام، المُحلّي غير المغذّي الأساسي المُستخدم في المشروبات كالصودا دايت، قد يكون أقل مَيلاً لتغيير ميكروبيوم الأمعاء بسبب تحلّله السريع في الأمعاء الدقيقة. غير أنّ أبحاثاً أخرى أُجريت على الحيوانات أظهرت أنّ حتى جرعات منخفضة من الأسبرتام قد تزيد من تركيز البكتيريا السيّئة في الأمعاء.

 

– التأثير في القلب

إستناداً إلى بحث صدر عام 2019 في «Stroke»، إنّ الأشخاص الذين يشربون أكثر من عبوتين يومياً من المشروبات التي تحتوي على مُحلّيات صناعية هم أكثر عرضة لأمراض القلب والسكتات الدماغية مقارنةً بالذين يحتسونها بكميات أقل أو لا يحصلون عليها إطلاقاً. كذلك دعم تحليل أصدرته منظمة الصحّة العالمية في نيسان 2022 هذا الرابط، حيث تبيّن أنّ استهلاك المشروبات الخالية من السكّر بانتظام مرتبط بارتفاع خطر الوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 19 في المئة.

 

– إرتباك البنكرياس

إنّ المُحلّيات الصناعية تُربك الدماغ والجسم إلى حدٍّ ما. عند الحصول على مذاقٍ حلو، يتفاعل الجسم والدماغ من خلال إفراز الإنسولين توقّعاً للغلوكوز الذي يجري في الدم نتيجة تناول طعام يحتوي على السكّر. ولكن عند استهلاك المُحلّيات الصناعية، يتمّ إفراز الإنسولين عندما لا يكون ذلك ضرورياً، بما أنّها لا تؤثر في غلوكوز الدم بنفس طريقة المُحلّيات التي تحتوي على الكالوري. يمكن لذلك أن يؤدي إلى فائض في الإنسولين الذي ينتجه البنكرياس. وعندها، تُصبح الخلايا مقاومة للإنسولين، فتظهر مشكلات في تنظيم معدل السكّر في الدم ويزداد خطر التعرُّض للسكّري من النوع 2 مع مرور الوقت.

 

– تحفيز الشهيّة على السكّر

يمكن للصودا دايت أن تكون بديلاً جيداً للأشخاص الذين يستهلكون المشروبات الغازية العادية، بما أنّها تُعدّ طريقة سهلة لتفادي المشروبات المُحلّاة بالسكّر من دون الحرمان من المذاق. لكن بما أنّ الأسبرتام هو أكثر حلاوة بـ200 مرّة من السكّر التقليدي، وفق إدارة الغذاء والدواء الأميركية، يقلق البعض من أنّ شرب الصودا دايت يومياً قد يُحفّز الشهيّة على السكّر.

 

– إحتمال خسارة الوزن

إنّ استبدال الصودا العادية بتلك الدايت قد يساعد في خفض الوزن من خلال تقليل الكالوريهات المستهلكة. ولكن بما أنّ ليست كل السعرات الحرارية متساوية، فإنّ ذلك غير مضمون. يرجع السبب إلى أنّ المُحلّيات غير المغذية الموجودة في الصودا دايت قد تؤثر في تنظيم سكّر الدم وأيضاً الشهيّة، ما ينعكس بدوره على الوزن.

 

وأوصت ولستدت قائلةً إنّه «بالنظر إلى نتائج الأبحاث غير المؤكّدة عن الآثار الصحّية للمُحلّيات الصناعية، من الأفضل توخّي الحذر وخفض استهلاك المشروبات الغازية بكافة أشكالها، والاستعانة بالمياه العادية، أو المياه الفوّارة التي يمكن إضافة إليها الأعشاب الطازجة كالنعناع مع شرائح الفاكهة أو الخضار كالخيار».