مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة ” الديار “
لدى اتصال «الديار» ببعض النواب والوزراء، لمعرفة ماذا ستحمل الايام المقبلة من كواليس وخبايا في الملف الرئاسي، كان الجواب مشابهاً من قبل معظمهم انّ لا جديداً في افق الرئاسة ولا حتى في غيرها، فالمشاهد السياسية ستتكرّر، خصوصاً في الجلسة الثامنة لانتخاب رئيس للجمهورية يوم غد الخميس، اذ لن تغيب الاوراق البيضاء، ولا نسبة التصويت للنائب المرشح ميشال معوض، لكن قد تزيد او تخف بحسب عدد النواب الغائبين، فيما الاوراق البيضاء ستزيد عبر صوت النائب العائد الى المجلس فيصل كرامي، إضافة الى عبارة « لبنان الجديد» وغيرها ضمن اوراق الانتخاب.
هذا باختصار ما عبّر عنه بعض النواب والوزراء خلال الحديث معهم ليلاً، حتى انّ احدهم قال:» انتو الصحافيين بتعرفوا اكتر منا».
هذا الجواب يقلق كثيراً من ناحية عدم معرفة ممثلي الامة بما يجري على الساحة السياسية، الامر الذي يؤكد انهم في واد والشعب في واد آخر، والملخّص ان لا شيء يطمئن في انتظار مستجدات الخارج، المنهمك بشؤونه الداخلية والاقليمية والدولية، على امل ان يحّن احدهم على لبنان، ويطرح ملفه على الطاولة الحافلة بالمصالح الخاصة.
الى ذلك ووفق مصدر كنسي اشار ليلاً لـ « الديار» الى انّ صرخة البطريرك بشارة الراعي قبل ايام قليلة، ومن على منبر روما، دقت ناقوس الخطر وأطلقت العنان للهواجس والمخاوف، على مصير المركز المسيحي الاول في لبنان والشرق، في ظل التأزم الذي يحيط بالملف الرئاسي، كما انّ حاضرة الفاتيكان لديها الهواجس عينها، وانطلاقاً من هنا تواصل الوساطات مع باريس وواشنطن لحل هذه الازمة، وقبل استمرارها في الفراغ لفترات طويلة، لانّ وضع لبنان لا يحتمل والوقت داهمنا، لذا فالاتصالات قائمة ولا بدّ ان تسفر شيئاً ايجابياً، خصوصاً خلال اللقاء بين الرئيسين بايدن وماكرون اللذين يدعوان دائماً الى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، على ان يكون ملف الرئاسة من البنود المطروحة على طاولة اجتماع الرئيسين ما بين اليوم والثاني من كانون الأول المقبل، وشدّد المصدر الكنسي على ضرورة مساهمة النواب ايضاً في الحل والاتفاق على إنقاذ لبنان، وتناسي المصالح السياسية الخاصة امام مصلحة الوطن.
وفي السياق تعتبر مصادر ديبلوماسية أنّ الازمة الرئاسية اللبنانية، تنتظر تجدّد الحوار السعودي – الإيراني، اما فرنسا فتبحث عن رئيس مقبول من كل الاطراف، والمملكة العربية السعودية لا تقبل رئيسا مدعوما من حزب الله، بل مَن يلتزم باتفاق الطائف ويعيد لبنان الى الحضن الخــليجي.
وعلى خط قطر المنشغلة حالياً بالمونديال، افيد بأنها قد تطرح بعد انتهائه تسوية جديدة على غرار تسوية الدوحة .
حزب الله والنفس الطويل مع باسيل
وعلى خط الفريق الممانع، تستمر الجهود الحثيثة التي يقوم بها حزب الله لجمع حليفيه، رئيس تيار «المردة « سليمان فرنجية، ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، للمضيّ بالأول رئيساً للجمهورية، إلا ان الاخير ما زال متمسّكاً بموقفه الرافض، على الرغم من الضمانات التي سيحصل عليها، لكن حزب الله يملك نفساً طويلاً في الوساطة ومستمر فيها وفق اوساطه.
في غضون ذلك، رأت مصادر سياسية مواكبة لما يجري على خط هذه الوساطة، أنها باتت تدور في حلقة مفرغة، لانها لم تتقدّم اي خطوة ايجابية، نتيجة رفض رئيس « الوطني الحر» دعم رئيس «المردة» وتقديم الطبق الرئاسي له، في حين انه لم يؤيد وصول العماد ميشال عون الى الرئاسة، ولم يصوّت له في 31 تشرين الاول 2016، وبالتالي لم يقف في اي مرة الى جانب العهد السابق، فلماذا سيقوم باسيل بهذه الخطوة الان؟، معتبرة أن الحزب يتجه للبحث عن حليف مسيحي آخر قد يجده لا احد يعرف، لكن حالياً مستمر في تواصله مع باسيل وبعيداً عن الاعلام، ولربما يفتح الطريق المقفلة بين حليفيه.
وساطة بري مع خصوم فرنجية
في إطار الوساطة التي يقوم بها منذ فترة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على خط معراب والمختارة في اتجاه بنشعي، افيد وفق معلومات «الديار» بأنّ الجهود فشلت لانها تبحث عن رضى «القوات اللبنانية» الخصم السياسي الاكبر لـ « المردة «، على الرغم من حصول المصالحة بين رئيسيِ الحزبين، لكن المسافات السياسية بينهما شاسعة جداً، والتصويت القواتي لفرنجية من الصعب جداً حصوله، فيما يسعى بري لتأمين الغطاء المسيحي لانتخاب حليفه، في ظل قرار «التيار الوطني الحر» بعدم التصويت له نهائياً، لكن ووفق ما ذكرت مصادر القوات اللبنانية لـ « الديار» أنّ انتخاب رئيس من 8 آذار غير وارد على الاطلاق، و»القوات « لا تساوم في هذا الموضوع وموقفها واضح، مجدّدة تأكيدها الدعم للنائب ميشال معوض. كذلك الامر بالنسبة للحزب «الاشتراكي» الذي تكتفي مصادره بالقول: « مستمرون في التصويت للنائب معوض».
الى ذلك اعتبر رئيس حزب سابق، أنّ رئيس «المردة « لن يصل الى قصر بعبدا، إلا من خلال دعم إما «التيار الوطني الحر» وإما «القوات اللبنانية».
في الكواليس الحكومية… مولوي الاكثر حظاً
على الرغم من غياب رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، واستمرار التعطيل في الملف الرئاسي، علمت «الديار» بأنّ بعض القوى الفاعلة، تبحث في هوية رئيس الحكومة المرتقب في العهد المقبل منذ اليوم، وفي الكواليس ُطرح اسم وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام المولوي لهذا المنصب، لانه على علاقة جيدة مع اكثرية الافرقاء السياسيين والاحزاب، في حين انّ الخط الممانع يفضّل وصول النائب فيصل كرامي الى السراي، حتى انّ مناصريه بدؤوا يطلقون عليه تسمية « دولة الرئيس»، منذ لحظة فوزه بالطعن المقدّم الى المجلس الدستوري.
وعلى خط السراي ايضاً، يتردّد أنّ دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الى عقد اجتماع لمجلس الوزراء قريباً ليست مستبعدة.
«الكابيتال كونترول»
في إطار البحث في قانون «الكابيتال كونترول»، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، عن وجود مجموعة من النواب لا يستهان بها، لا تريد مناقشة هذا القانون، وهناك مجموعة أخرى لا تريد اقراره، سائلاً:» ماذا يعني حين يطلب مني مصرفي كبير دعوة ممثل عن مجموعات المودعين، وأن يكون حاضراً في الجلسة، على ماذا يدّل ذلك؟
وفي السياق أعلنت جمعية «صرخة المودعين» أن المودعة إدرو خضر البالغة من العمر 90 عاماً، اعتصمت يوم امس داخل بنك عودة – فرع سليم سلام، للمطالبة بوديعتها البالغة 20 ألف دولار، الامر الذي يؤكد الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب للمودعين.
أكثر من مليار دولار الى الأسواق اللبنانية خلال الأعياد
ويتوقع أن يدخل لبنان في شهر كانون الأول في فترة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة المسيحية ما يزيد على 500 ألف سائح ومغترب لبناني لتمضية الأعياد مع عائلاتهم وأحبائهم. وفي عملية حسابية بسيطة، سوف يكون معدل الانفاق الوسطي للمغتربين ما بين 2000 و2500 دولار أميركي، ما يعني أن إجمالي الانفاق يتراوح بين مليار ومليار و250 الف دولار أميركي.
هذه الأموال سوف تريح الأسواق اللبنانية وتحصن الليرة اللبنانية في حال توزعت بشكل عادل في المجتمع ولم يستعملها التجار لزيادة الاستيراد ضمن عملية مقنعة لإخراج أموالهم الى الخارج