الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / مراهنات المونديال تتفشى في لبنان!

مراهنات المونديال تتفشى في لبنان!

مجلة وفاء wafaamagazine

تنتشر في لبنان ظاهرة المراهنات على نتائج المباريات في كأس العالم 2022، من خلال عدد لا بأس به من السماسرة، الذين يديرون هذه المراهنات من مكاتبهم أو مقاهيهم، أو حتى عبر تطبيقات الهاتف ومواقع إلكترونية مخصصة.

 

وقال نادر (اسم مستعار)، وهو أحد المهووسين بالمراهنات: “توجد عدد من المواقع الإلكترونية في دول تشرّع القمار، لكل منها وكيل في لبنان، هو رأس الخلية، لديه عدد كبير من السماسرة يديرون المراهنات”.


وأضاف نادر، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “انطلاقا من أن المراهنات غير شرعية في لبنان، فهي تحتاج إلى واجهة وفي الغالب تكون مقهى أو عبر الهاتف”.


وتابع: “منذ بداية المونديال كسبت قرابة 89 ملايين ليرة لبنانية، لم أغامر بأرقام كبيرة إلا أنني سأبدأ بذلك في التصفيات النهائية”.


ولفت الى ان “شريحة كبيرة من المتابعين لا تنظر إلى المونديال كونه حدثاً رياضياً فقط، بل تراه فرصةً لجني الأرباح، وذلك عبر المراهنة على المباريات، وترك الحظ يلعب دوره خصوصا في هذه الأيام التي تشهد بطالة غير مسبوقة بين الشباب في لبنان”.


وأشار الى ان “عمليا الرهان يبدأ بالمئات ليصل إلى الملايين، والرأس المدبّر هو سمسار، وتشارك معنا سيدات كذلك يقوم السمسار بوضع القواعد قبل بدء المباراة، فقد يراهن الشخص بمئة ألف على فوز فريق معيّن وفي حال فاز سيستعيد المئة وفوقها مليون، وهكذا دواليك”.


وأوضح ان “المراهنات المونديالية تحصل على نتائج المباريات والأهداف والأخطاء، وحتى على البطاقات الصفر والحمر، أمّا عن قيمة الرهان، فهي تبدأ من 100 ألف ليرة، وما فوق ولا سقف للمبلغ”.


وقال: “داخل معظم مقاهي بيروت التي تستضيف عشاق المونديال، يجلس المراهنون في زوايا متعددة من دون أن يظهروا أنفسهم بأنهم مراهنون للعلن، ويبدأ العد، فإما أن تصيب من الفائز وتربح وإما أن تخسر وخلف كل هؤلاء مجموعة من السماسرة يديرون اللعبة ويجنون الأموال مضاعفة”.


وفي مشهد آخر داخل أحد مقاهي المناطق الشعبية في بيروت، كانت الحماسة تطغى على الأجواء خصوصا في الشوط الأول إثر تسجيل الهدف التونسي، لكن الأوضاع انقلبت إلى حزن وصمت في الشوط الثاني بعد تغير مجرى المباراة، باستثناء شاب واحد كانت ترتسم ملامح السعادة على وجهه.


لكن هذا الشاب لم يكن من مشجعي الفريق الفرنسين ، وفق ما رواه أحد أصدقائه لموقع “سكاي نيوز عربية”. لدى السؤال عن سبب سعادتهكان الجواب بأنه راهن مع إحدى صديقاته على نتيجة المباراة بمبلغ 50 دولار أميركي وربح مراهنات عدة منذ بداية المونديال وبأنه عاطل عن العمل منذ أشهر، ووجد في المونديال فرصة لكسب بعض المال.


يتوقف المتخصص في علم الاجتماع نظام إبراهيم عند ظاهرة المراهنات التي “تجتاح الأوساط الاجتماعية اللبنانية الغنية منها والفقيرة والتي قد يكون الوضع الاقتصادي المتدهور أحد أسبابها، ولكنه ليس الوحيد”.


وقال إبراهيم لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هناك بعد سيكولوجي يرتبط بالنفس الإنسانية التي تميل إلى التحدي والمغامرة وإثبات الذات، اللافت أننا نجد العنصر النسائي في اللعبة أيضا”.


وأوضح أنه ” لا توجد في لبنان أية مكاتب تعنى بالمراهنة، بما في ذلك المراهنات المتعلقة بكرة القدم، وإذا ما حصل هذا الأمر فإنه يتم من خلال العلاقة الخاصة بين الأفراد المعنيين بذلك فقط”.


أما عن الرقم التقريبي للأموال المتداولة في لبنان في المراهنات، فقال إبراهيم: “تصل إلى ملايين الدولارات إذا ارتفع الرهان”.


ولفت إلى أن “هناك نافذين يُراهنون بأموالهم، حتى عبر المواقع غير الشرعية”، مشيراً إلى أن “ملاحقة المخالفين غائبة تماماً عن يوميات الدولة”.


وعما إذا كان التداول بالمراهنات يؤثر على سعر الصرف اليوم، رجحت مصادر اقتصادية لموقع “سكاي نيوز عربية”، ألا يكون هناك أي رابط مباشر بين الأمرين، إذ أن المراهنات تتم في معظمها بالليرة اللبنانية، ولا ضرورة لدى المراهنين بشراء الدولار للمراهنة”.