مجلة وفاء wafaamagazine
ومع مراكمة الفشل تلو الفشل في انتخاب رئيس للجمهورية، وتحوّل مجلس النواب إلى مسرح اسبوعي لعرض متجدّد لما بات يعتبرها اللبنانيون “فضيحة الخميس”، وهو ما باتت تجاهر به أطراف الفشل الانتخابي، فإنّ معلومات “الجمهورية” تؤكّد أنّ نقاشات جدّية بدأت تجري داخل كيانات سياسيّة وحزبيّة مصنّفة سياديّة ومعارضة، وتقارب فشلها في إيصال شخصية تؤيّدها إلى رئاسة الجمهورية، بوصفه عبئًا عليها، وضررًا فادحًا لحق بها سياسيًا ومعنويًا، يُضاف إلى الضرر الأكبر الذي تأتّى عن تشتّت القوى السيادية والتغييرية وإخفاقها في جمع صفوفها والتوحّد خلف مرشّح بعينه، وتعترف صراحة بعقم منطق التصلّب والتحدّي وتضييع الوقت، وفشله في انتاج رئيس، وبلا جدوى استمرار المشاركة في جلسات انتخابية فاشلة سلفًا، وهو ما عبّر عنه صراحة بعض النواب بعد جلسة الخميس الماضي. فهذا الوضع سيبقي البلد في مربّع الفراغ إلى ما لا نهاية، وبالتالي لا مفرّ من النزول إلى ارض الواقع، وسلوك سبيل التوافق على رئيس للجمهورية، والتجاوب مع كل مسعى يحقق هذه الغاية.
تتلاقى هذه النقاشات، مع ما بات محسومًا في مختلف الاوساط السياسية لناحية التأكيد بأنّ مكونات التعطيل، أيًّا كانت هويّتها ودوافعها، باتت مسلّمة بأنّها لا تستطيع ان تمكث طويلًا في غربتها عن الواقع اللبناني، وبأنّ الضرورة الوطنية باتت تستوجب التعاطي العقلاني مع الملف الرئاسي ومقاربته بما يستحقه من جدّية فعلية، ووضع حدّ للتسلية بالأوراق البيضاء من جهة، وبطرح إسم من هنا وإسم من هناك من جهة ثانية، وبدغدغة الحلم الرئاسي للنائب ميشال معوض، او الشماتة بمراكمته الفشل تلو الفشل.
وعلى ما تؤكّد مصادر مطلعة على أجواء النقاشات السياسية لـ”الجمهورية”، انّها بدأت تلمس ليونة في مواقف بعض الاطراف حيال المسعى الذي يحضّر رئيس مجلس النواب نبيه بري لإطلاقه، بغية بناء مساحة تفاهم مشتركة لإخراج الملف الرئاسي من عنق التعقيدات المانعة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهي مهمة بالتأكيد، انّ بلوغها نتائج ايجابية ليس بالأمر السهل، في ظلّ المواقف السياسية المتناقضة، لكنّه ليس مستحيلًا.