الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / رميش بعد اليونيفيل… من تستهدف “الرسائل”؟

رميش بعد اليونيفيل… من تستهدف “الرسائل”؟

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة ” النهار “

ماذا بعد حادثي رميش والعاقبية واي هدف من حلقات التوتير واي دوافع وراء استراتيجية اطلاق هذا النوع من الرسائل في اتجاهات بعض الداخل وبعض الخارج؟

سيكون من الصعوبة البالغة إيجاد مبررات وذرائع جديدة تختبئ وراء “الأهالي” بعد تجدد الاعتداءات على أملاك أهالي رميش ومنعهم من استثمارها واستصلاحها ومصادرتها قسرا بقوة الامر القاهر المسلح بزعم “المقاومة” وذلك بعد أيام قليلة جدا من الاعتداء المسلح على الوحدة الايرلندية وقتل الجندي الشاب شون روني في حادث باتت معظم المعطيات المجمعة حول ظروفه تثبت حصوله عمدا. ولذا ارتسمت علامات تساؤل مقلقة ومريبة للغاية حول التوقيت والاطار المكاني اللذين دارت مجريات الحادثين المتعاقبين فيهما أي منطقة الجنوب بفاصل ثلاثة أيام فقط بين اعتداء العاقبية على وحدة #اليونيفيل المتجهة الى بيروت، واثارة حادث رميش بالاعتداء على أملاك اهاليها واحراق خيم زراعية فيها ومنع الأهالي من استصلاح أراضيهم على يد عناصر مسلحة من “حزب الله”. ولعل الخطير في هذا المنحى الطارئ ان أي تطور داخلي لم يحصل لكي يعتبر تبريرا للحادثين كما تثبت الوقائع بما يوجه الشكوك اكثر فاكثر نحو غايات مريبة لا يمكن “حزب الله” المعني المباشر بالاتهامات العلنية المباشرة او الضمنية المبطنة التي طاولته ان يبقى في موقع من يرمي الوقائع على “الأهالي” او المجهول في منطقة يعلم القاصي والداني استحالة حصول أي تطور فيها الا بارادته. كما ان بعض الشكوك بدأ يذهب في اتجاه اثارة القلق من رسائل تستهدف الاستقرار الأمني بموازاة استفحال الازمة السياسية المتصلة بالفراغ الرئاسي وسط مؤشرات توحي بإمكان تحرك دول معينة للدفع نحو استعجال رئيس الجمهورية مع بداية السنة الجديدة .

واتخذ حفل الوداع الذي اقامته قيادة اليونيفيل للجندي الإيرلندي شون روني الذي قُتل في اعتداء العاقبية، منحى شديد الوطأة على الجهات الرسمية للتعجيل في انجاز التحقيق في الاعتداء، اذ أقيم الوداع في مطار رفيق الحريري الدولي تحت تغطية إعلامية محلية واجنبية كثيفة قبيل نقل جثمانه إلى إيرلندا. وتقدم القائد العام لليونيفيل الجنرال ارولدو لاثارو الجنازة في القاعدة الجوية في المطار وسط مراسم خاصة جرى التحضير لها بالتنسيق بين قيادة الجيش وقوات اليونيفيل.

وكان تسليم جثمان الجندي الإيرلندي تمّ في مستشفى حمود في صيدا، بحضور عناصر من قوات اليونيفيل ومن مديرية مخابرات ‏الجيش، مع انتشار كثيف للجيش.

 

الاعتداء المتعمد

وتزامن ذلك مع تقارير جديدة عن الاعتداء تتسم بخطورة عالية لجهة تركيزها على ان الاعتداء على الدورية الإيرلندية في اليونيفيل كان متعمدا. وتحدثت هذه التقارير عن تعرض موكب الاليات اثناء توجهها إلى بيروت في منطقة الصرفند لعملية تعقب قبل حصول الاحتكاك والاعتداء، وان ثمة وقائع تكشف مجريات محاصرة الاليات ومن ثم استهداف احداها برشقات الرصاص بما أدى الى مقتل الجندي وجرح ثلاثة اخرين. ويبدو ان مسار التحقيقات الأولية لا تزال بطيئة خصوصا لجهة استجماع الشهادات من الجرحى والتثبت من تقرير الطبيب الشرعي عن مقتل الجندي الايرلندي ولو ان مخابرات الجيش ضبطت شهادات عدد وافر من شهود العيان والأهالي في البلدة .

اما الصدام الذي تجدد قبل يومين بين عناصر من “حزب الله” وأهالي بلدة رميش الحدودية، فدفع أهالي رميش إلى رفع الصوت مجددا بالتحذير من أن “أراضي وأملاك وأرزاق البلدة تتعرض لاستباحة وتعديات وتهديد لبعض المالكين من قبل قوى الامر الواقع في المنطقة، إذ تقوم هذه القوى بجرف مساحات واسعة من الأراضي واقتلاع أشجار وعمل انشاءات، واستعمال معدات ثقيلة للحفر في احراج تعود ملكيتها لأهالي رميش، ويجري كل ذلك على مرأى ومسمع الجيش ال#لبناني الذي يعمل في منطقة خاضعة للقرار 1701 في الجنوب واعتراض وسخط كبير من الأهالي”. وناشد الأهالي في بيان من خلال رئيس بلديتها ومجلسها البلدي “المسؤولين في الدولة والمراجع الروحية وعلى رأسها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، التحرك السريع لوقف التحديات والتعديات الحاصلة على أهالي رميش وعلى أراضيهم واملاكهم، ووضع حد لكل الممارسات والتعديات التي تسيء الى العيش المشترك وعدم ترك الأمور الى المزيد من التفاقم”.

ودان البطريرك الراعي امس الحادثين فقال “لقد آلمنا للغاية إغتيال الجندي الإيرلنديِّ قبل ثلاثة أيّام، وهو من أفراد القوّات الدوليّة في الجنوب اللبنانيّ. إنّنا نشجبها وندينها بأشدّ العبارات. ونُعزي بلدَه الصديق وعائلتَه، والكتيبة الإيرلنديّة وقائد القوّات الدوليّةّ وجنودها. وإنّنا نلتمس الشفاء العاجلِ لرفاقة المصابين. إن هذا الجنديَّ الإيرلندي الذي جاء إلى لبنان ليَحميَ سلامَ الجنوب، استشهد فيه برصاصة حقد إغتالته. هذه الحادثة المأسويّة التي تشوّه وجه لبنان، إنما تستوجب تحقيقًا شفافًا لبنانيّاً وأمميّاً يكشف الحقيقة ويجري العدالة. لقد حان الوقتُ، بل حانَ من زمان، لأن تضعَ الدولةُ يدَها على كلِّ سلاحٍ مُتفلِّتٍ وغيرِ شرعيٍّ وتطبّق القرارِ 1701 نصاً وروحاً لأن تطبيقَه حتى الآن هو انتقائيّ واعتباطيّ ومُقيّد بقرارِ قوى الأمر الواقع، فيما الدولةُ تَعَضُّ على جُرحها، وعلى تقييد قدراتها لصالح غيرها”

وفي موضوع رميش قال الراعي : “كنّا ننتظر وفداً من بلدة رميش العزيزة. الذين يشتكون من التعديات الحاصلة على أراضيهم وعمليات جرف وبناء إنشاءات تقوم بها جهات نافذة في المنطقة. إننا إذ نأسف لما تتعرض له أراضي البلدة من تعديات في مزرعة سموخيا المحاذية للحدود الدولية من قبل عناصر قوى الأمر الواقع التابعة لأحد الأحزاب في المنطقة . نهيب بالأجهزة الأمنية القيام بواجبها في حماية أرزاق أبنائنا وطمأنتهم، وإزالة المخالفات فوراً وسحب العناصر الغريبة عن البلدة، ووضع حد لكل الممارسات والتعديات التي تسيء إلى العيش المشترك فيشعر أهالي رميش الأحبّاء أنهم ينتمون إلى دولة تحميهم وتضمن سلامتهم وحرية عملهم في ارضهم”.

 

الإخفاق الحكومي

 

ومع ان المناخ الضاغط والمأزوم في البلاد ناهيك عن ملامح استفحال الازمات المالية والاجتماعية كانت توجب المضي في الايجابية التي برزت بين الوزراء في الاجتماع التشاوري الذي عقد الجمعة برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، فان هذه الإيجابية لم تصمد الا ساعات اذ عادت السلبية سريعا الى هذه الضفة. وأفادت المعلومات انه خلال اجتماع اللجنة الرباعية التي تم تأليفها الجمعة لتحديد الاولويات والقضايا الطارئة التي يُمكن للحكومة ان تجتمع لمناقشتها، فوجئ وزراء الداخلية بسام مولوي والثقافة محمد مرتضى والتربية عباس الحلبي، بموقف وزير العدل هنري خوري، المحسوب على “التيار الوطني الحر”، الذي وخلافا لما تم الاتفاق عليه، أصرّ على أنه لا يمكن لمجلس الوزراء الانعقاد بتاتا، متمسكا بأن تسيير الأعمال يجري عبر المراسيم الجوالة وبتوقيع 24 وزيراً. ولم تتمكن اللجنة التي التأمت السبت على مدى ساعتين في السرايا، من اتخاذ اي قرار وهي نقلت حصيلة مداولاتها الى ميقاتي