مجلة وفاء wafaamagazine
أشار نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم إلى أن “كل النقاش في لبنان اليوم يدور حول ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية حتى لا يكون هناك فراغ رئاسي، وكي لا يستمر هذا الفراغ فترة طويلة من الزمن”، وقال: “الفراغ فيه أضرار جسيمة على كل الوضع في لبنان من دون استثناء”.
أضاف قاسم في ذكرى مرور ثلاثة أيام على وفاة مريم زراقط: “نحن كحزب الله متحمسون ونعمل ليل نهار لتسهيل الخطوات العملية من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، لكننا لسنا وحدنا من ينتخب رئيس الجمهورية، فعدد أعضاء مجلس النواب مائة وثمانية وعشرين، هذا المجلس فيه تنوع وتوزيع في الكتل النيابية إلى درجة أنك لا تستطيع أن تقول إنَ في المجلس اتجاهين، بل هناك خمسة أو ستة أو سبعة تكتلات موجودة في داخله. وإذا أردت أن تنتخب رئيسا للجمهورية في الدورة الأولى تحتاج إلى ثلثين، وفي الدورة الثانية تحتاج إلى خمسة وستين “النصف زائدا واحدا”.
وتابع: “لا كتل متفاهمة متجانسة إلى الآن استطاعت خلال هذه الفترة السابقة أن تحقق الحد الأدنى، وهو النصف زائدا واحدا، وإن كانت هناك كتل تأمل في أن تصل إلى هذا العدد، لكن من المسؤول؟ الكل مسؤولون ومعنيُّون. يخرج بعض النواب أحيانا يشتمون النواب الآخرين، ويحملون النواب الآخرين المسؤولية وينسون أنفسهم أنهم مسؤولون أيضاً”.
وسأل: “كيف نستطيع أن نخرج من هذا المأزق مع هذا التوسع الموجود بين الكتل النيابية؟ نستطيع ذلك بإجراء حوارات واتفاقات ومحاولة تقريب وجهات النظر. يمكن للبعض أن يقول: لكن لا يمكن تقريب وجهات النظر بين المتباعدين. فلنسأل هؤلاء المتباعدين لماذا هم متباعدون؟ إذا كانوا متباعدين لأنهم يريدون رئيسا كما يرغبون، وهم غير قادرين على الإتيان بهذا الرئيس، فهل يعقل أن يبقوا على تصميمهم ورفضهم لحلحلة الأمور بالتعاون مع الآخرين؟”.
وقال: “لنفترض أن مجموعة من الكتل اتفقت وتبين معها أنها تستطيع أن تختار شخصا مناسبا، وكان عدد الكتل مثلا ثلاثين، خمسة وثلاثين، أربعين.. من النواب، وكتل أخرى أو نواب آخرين يجمعون عشرة أو خمسة أو يكون وحده، فهل يعقل ألا يقترب هذا الذي لديه صوت واحد أو ثلاثة أصوات أو خمسة أصوات من الذي لديه أصوات أكثر؟ بعضهم يقول أن نأتي إليهم! ولكن هم يعلمون أن لا قدرة كافية لديهم”.
أضاف: “إذا أردت التسهيل فعليك أن تتنازل، والتنازل عن صفات تفصيلية لأنَّ الصفات الجوهرية بالتأكيد يجب أن تكون متوافرة ولا يمكن لأحد أن يتنازل عنها. المطلوب داخلياً أن تحدث تنازلات في التفاصيل. أما في الجوهر فبالتأكيد يجب أن تكون لهذا الرئيس مواصفات محددة لا يمكن التنازل عنها. هذا الرئيس يجب أن يكون عابراً للطوائف بعلاقاته وإمكانية التعاون مع كل الأطراف والقوى السياسية الموجودة في البلد. كما يجب أن يكون قادرا على الانفتاح على الشرق والغرب والعرب وباقي الدول لما فيه مصلحة لبنان، وأن يكون وطنياً لا يفرِّط بالوضع اللبناني خدمة للمشروع الأميركي – الإسرائيلي، الذي يريد أن يبقي لبنان ضعيفاً أو يريد أن يُبقي لبنان محتلاً، أو أن يوطن الفلسطينيين في داخل لبنان، أو أن يبقى جاثماً على قلوبنا في المنطقة”.
وتابع: “هذا الرئيس يستطيع بتجربته وسلامة خطه السياسي ورؤيته أن يستعين باقتصاديين وماليين وبالجهات السياسية المختلفة، ليبدأ بخطط الإنقاذ والتعافي حتى نتمكن من أن نتخلص من هذه المشاكل الموجودة، أو أن نضع الأمور على سكة الحل. نحن متحمسون لاختيار هذا الرئيس، أما أن يأتي البعض ويقول إنه يريد رئيساً يستفز ويواجه شرائح كبرى في لبنان لمصلحة سياسات أميركية، فطبعاً هذا لن يمر، وهذا لا نقبل به، حتى لو كائناً من كان”.
وأردف: “هم يتحملون المسؤولية لأنهم يتمسكون بمشروع واقتراحات استفزازية لشركائهم في الوطن. أما نحن فليست لدينا اقتراحات استفزازية، ونحن نقول يجب أن يتعاون هذا الرئيس مع الجميع، وأكثر من ذلك نقول عندما يصبح رئيساً، من المفروض أن يأخذ في الاعتبار متطلبات القوى المختلفة بحسب القوانين والأنظمة. هنالك جماعات معقَّدة في لبنان، يريدون رئيساً يضرب ويواجه الشرائح الكبرى في لبنان وهم عاجزون عن ذلك، لكنهم لا يعترفون بذلك. على كل حال الناس يرون ويعرفون الحقائق”.
وختم: “إن حزب الله لا يتحمل وحده مسؤولية الإتيان برئيس، فحزب الله شريحة من الشرائح الموجودة في لبنان، ومن المفروض أن نتعاون مع الشرائح الأخرى حتى يأتي هذا الرئيس، وإن شاء الله يكون هذا الأمر قريباً”.