الرئيسية / آخر الأخبار / بكركي في مواجهة “خاطفي الرئاسة”: قرارنا التصدي مهما كانت التضحيات!

بكركي في مواجهة “خاطفي الرئاسة”: قرارنا التصدي مهما كانت التضحيات!

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة ” نداء الوطن “

 بينما يواصل النواب المعتصمون “بحبل الدستور” معركة الاعتكاف داخل البرلمان حتى تحرير الاستحقاق الرئاسي من قبضة خاطفيه ورفع قيود التعطيل المستحكمة باللعبة الديمقراطية تحت وطأة كماشة “تطيير النصاب والورقة البيضاء” التي أحكم من خلالها محور 8 آذار سطوة الشغور على كرسيّ الرئاسة الأولى، بدأت كرة التضامن النيابي والشعبي تتدحرج باتجاه ساحة النجمة لتضيّق الخناق أكثر فأكثر وترفع منسوب الضغط على معرقلي الانتخابات الرئاسية، وسط تنامي الدعوات السيادية والروحية إلى زيادة حاصل النواب المعتصمين داخل المجلس للمطالبة “بعقد جلسة انتخابية لا تُغلق إلا بانتخاب رئيس” حسبما دعا المطران الياس عودة، في حين لفت انضمام المرشح النائب ميشال معوض إلى خطوة الاعتصام أمس مشدداً على كونها ضرورية لكنها “غير كافية لأنّ المطلوب أن نتوحّد (المعارضة وقوى التغيير) لإيصال رئيس حلّ سيادي وإصلاحي”.

وتزامناً، أتت عظة الأحد من بكركي لتصوّب بالمباشر على مسؤولية “نواب الأمة وكتلهم ومَن وراءهم” في إيصال الدولة إلى “حال التفكك” جراء عدم تحررهم من “أنانياتهم وحساباتهم ومصالحهم الشخصية والفئوية” وعدم مسارعتهم إلى انتخاب رئيس للجمهورية “كما يأمرهم الدستور”، فكان تأكيد في المقابل على عزم الكنيسة المارونية وتصميمها على التصدي لـ”خاطفي الرئاسة… مهما كانت التضحيات”.

بهذا المعنى، وفي كلام عالي السقف والوضوح، وضعه المراقبون ضمن سياق الرد غير المباشر على تحذير الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من المحاذير الطائفية لتنبيهات بكركي المتكررة إلى وجود مخطط لإفراغ المواقع المسيحية والمارونية في الدولة، صوّب البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظته بوصلة الهواجس منعاً لتحريفها عن حقيقتها، فقال: “ليس خوفنا أن تتغيّر هوية رئيس الجمهورية المارونية وطائفته، بل أن تتغير سياسته ومبادئه ويلتحق بسياسات ومحاور ودول تجاهد ليل نهار للسيطرة على البلد وتحويله إقليماً من أقاليمها”، غير أنه طمأن في المقابل إلى أنّه “أمر مستحيل لأن قرار التصدي لتغيير هوية الرئيس وكيان لبنان مأخوذ سلفاً مهما كانت التضحيات، ولا يظننّ أحد أنه قادر على تغيير هذا التراث التاريخي وهذه الخصوصية الوطنية، ويخطئ من يظن أنه يستطيع خطف رئاسة الجمهورية اللبنانية وأخذها رهينة ويطلب فدية لإطلاقها”.

 

في الغضون، تتجه الأنظار اليوم على جبهة الفريق المعطّل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، إلى اللقاء الذي سيعقد في مقر “ميرنا الشالوحي” بين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل والمعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “الحزب” وفيق صفا، سيّما وأنه اللقاء المباشر الأول من نوعه إثر توتّر العلاقة بين الجانبين على خلفية تراكم التباينات في مواقف كل منهما الرئاسية والحكومية.

وإذ أشارت المعلومات إلى أنّ زيارة الخليل وصفا “ميرنا الشالوحي” تأتي بناءً على طلب باسيل بعدما تيقّن من انسداد الأفق أمام احتمال دعوته للقاء نصرالله في هذه المرحلة، حرصت مصادر واسعة الاطلاع في قوى الثامن من آذار على وضع اللقاء تحت سقف “منخفض التوقعات”، مؤكدةً لـ”نداء الوطن” أنّ “أهميته الأساس تكمن في مجرد عودة التواصل المباشر بعد انقطاع طويل نسبياً كرد فعل طبيعي على رفع “التيار الوطني” حدة التشنج في خطابه السياسي تجاه “حزب الله” واستسهاله لغة التشهير الإعلامي بمسألة العلاقة مع “الحزب” والتلويح العلني المتكرر بفك التحالف ونسف تفاهم مار مخايل”.

وعشية انعقاد اللقاء، أكدت المصادر صعوبة توقع ما سيتمخض عنه من نتائج بشكل مسبق، باعتبار أنّ “الكرة هي في ملعب باسيل لأنّ “حزب الله” لا يزال عند موقفه الذي أعلنه أمينه العام سواءً لناحية الملف الرئاسي أو الحكومي أو لجهة موضوع العلاقة مع “التيار”، في معرض إشارته إلى أنّه لا يفرض على أي حليف إبقاء يده بيد “الحزب” في حال أراد هذا الحليف سحبها”، معربةً عن ثقتها بأنّ لقاء اليوم سيكون أقرب إلى “جلسة مصارحة ومكاشفة حيال المآخذ المتبادلة من دون الخروج بخلاصات حاسمة في هذا الاتجاه أو ذاك، نظراً لتشابك الملفات وعمق الهوة والاختلاف في مقاربتها”، مع الإشارة في هذا السياق إلى أنّ “أكثر الأطراف تفاؤلاً من كلا الطرفين لا يتوقعون تذليل الخلاف بل تنظيمه في أحسن الأحوال، خصوصاً في ظل استحالة تجاوب قيادة “حزب الله” مع طلب باسيل إقصاء سليمان فرنجية عن سباق الترشيحات الرئاسية”.