مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “النهار”:
اذا كانت بعض التحركات والمحطات السياسية والديبلوماسية التي حصلت في الأسابيع الأخيرة على خلفية التحرك الفرنسي في شأن الازمة الرئاسية قد حركت على نحو ملحوظ الجمود الذي يحكم هذه الازمة، فان الوقائع التي جرت في الأيام الأخيرة بدت كأنها اعادت مجمل الازمة الى دائرة المراوحة والانتظار. وقد بدا واضحا للاوساط السياسية التي رصدت بدقة ما سبق ورافق المقابلة التلفزيونية الاخيرة لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ان الأجواء الدعائية المضخمة التي طبعت الأجواء قبل أسبوعين وتحديدا بعد عودة فرنجية من باريس تراجعت الى حدود بعيدة، حتى ان فرنجية نفسه تجنب المغالاة في اطلاق التوقعات المسبقة في ما يتصل بتعقيدات ترشحه لانتخابات الرئاسة. وتعتقد الأوساط المطلعة على مجريات الاتصالات الناشطة داخليا وعلى محاور بعض العواصم المعنية بالازمة الرئاسية ان استعادة المراوحة تتصل بعدم بلورة الكثير من المعطيات المتعلقة بترددات الاتفاق السعودي الإيراني واثره المحتمل على لبنان من جهة واستمرار اصطدام التحرك الفرنسي الداعم لترشيح فرنجية بتعقيدات ليست قابلة للاختراق عند “بلوك” الرفض المسيحي، كما استمرار التحفظ السعودي المتشدد حيال التورط في التسمية في اقل الاحوال من جهة أخرى. وستتضح الى حدود ممكنة معالم الموقف السعودي من التطورات الأخيرة في ظل عودة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري امس الى بيروت وإمكان شروعه في التحرك في الأيام القليلة المقبلة. كما عادت الى بيروت السفيرة الفرنسية ان غريو وزارت امس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حضور رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور.
وفي السياق نفسه لم تترك محطات الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان للبنان منذ يومين، معالم أي تبديل في المشهد على رغم محاولة الجانب الإيراني الإيحاء شكلا بقدرته على التاثير في الأجواء السياسية لمصلحة موقف حلفائه اللبنانيين كما برز ذلك عبر “الجمعة” النيابية التي عقدت في السفارة الإيرانية وكانت حصيلتها حضورا غالبا لكتل “الممانعة”.
عبداللهيان كان بدأ جولته امس على المسؤولين من الخارجية بلقاء نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب. وتطرق من هناك الى الملف الرئاسي فقال “ان ايران لطالما تمنت الخير للبنان، ونحن نشجع جميع الجهات في لبنان على استكمال العملية السياسية وتسريع العملية الانتخابية في هذه الدولة المهمة في المنطقة”، ورأى أن “المسؤولين في لبنان وكل الاحزاب السياسية والجهات في هذا البلد لهم القدرة والكفاية اللازمة على التوصل الى اتفاق واجماع بشأن انتخاب رئيس للجمهورية، وسندعم اي انتخاب وأي اتفاق يحصل بين جميع الجهات في لبنان وندعو الأطراف الاجنبية كافة لدعم هذا الانتخاب من دون أي تدخل في الشأن الداخلي”. واذ اعرب بوحبيب عن “تفاؤله بأن كل اتفاق بين دول الجوار هو جيد للبنان ونتائج الاتفاق السعودي -الايراني لا تنحصر بفتح السفارات فحسب، إنما أيضا لها انعكاسات في اليمن ولبنان وعلى القضية الفلسطينية، ونتمنى أن تكون إيجابية” كشف عن عرض قدمه الوزير عبد اللهيان “للمساعدة في قطاع الكهرباء وفي تقديم هبة نفط ” وقال ” طبعا إن وزارة الخارجية ليست وزارة تنفيذية وليست مسؤولة مباشرة عن ذلك، لكنني هذه المرة أيضا سأنقل هذا العرض إلى المسؤولين المعنيين من الزملاء في الحكومة، كما أن هذا الموضوع سيبلغه الوزير عبد اللهيان لرئيس الحكومة”. بعد ذلك، زار الوفد الايراني السرايا ثم عين التينة. والتقى بعد الظهر، عددا من النواب في السفارة الإيرانية بعيدا من الاعلام ، وقد دعيت الى اللقاء كل الكتل باستثناء “القوات اللبنانية”، في وقت اعلنت كتلة الكتائب عدم المشاركة كما ستكون للدبلوماسي زيارة الى بلدة مارون الراس في الجنوب ومؤتمر صحافي بعد ظهر اليوم .
ووفق معلومات “النهار”، فإنّ القوى النيابية الرئيسية التي دُعيت للّقاء مع عبد اللهيان شملت احزاب الكتائب والتقدمي الاشتراكي و”التيار الوطني الحرّ” وبعضٌ نواب تكتل “الاعتدال الوطني” إضافة إلى وحركة “أمل”. وقد استثنيت “القوات اللبنانية” وكتلة “تجدُّد” النيابية من توجيه الدعوات، في وقت اعتذر الكتائب عن عدم الحضور بعد تلمّسه استنسابية واضحة في تنظيم اللقاءات وعدم معرفته في تفاصيل الكيفية التي بنيت على أساسها المناسبة كما تغيب اخرون لم يتجاوز عدد الحضور الـ 16 نائبا. ونقل عن عبد اللهيان قوله خلال اللقاء ان “الحل الرئاسي يجب أن يكون لبنانيا اولا وأستغرب الخوف من العقوبات جراء تقديم إيران لمعامل الكهرباء”.
واوضح عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله الذي شارك في اللقاء، ان عبداللهيان “كان مستمعا أكثر منه متحدّثاً. فاستمع الى مجمل اراء النواب . اما النقاط الاساسية التي تحدث عنها فهي ان ايران مستعدة لمساعدة لبنان اذا تجنّب لبنان موضوع العقوبات واعتبرها غير أساسية، في مسألة الكهرباء وغيرها. وتحدّث عن ان لبنان سيستفيد من الجو الايجابي السعودي – الايراني تماماً كسوريا، وان طهران تقف خلف اي قرار يتخذه لبنان بخصوص اي رئيس جمهورية، ومع اي أمر يتوافق عليه اللبنانيون”.
المشهد الرئاسي
وغداة مواقف رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية التلفزيونية، رأت “القوات اللبنانية” أن “إصرار الممانعة على تسويق أخبارٍ تصبّ في مصلحة مرشّحها نقلًا عن المملكة العربية السعودية، هو عمليّة مفضوحة يُقصد منها ذرّ الرّماد في العيون، حيث إنّ لا أساس لها من الصّحة، لا بل تُناقض تمامًا حقيقة الأمور والمواقف والتوجّهات”. وفي تعليقها على تكرار اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري مجددا ان المشكلة الرئاسية مارونية، لفتت “القوات” إلى أن “تكرار القول بأنّ المشكلة هي بسبب الموارنة المختلفين على الرئيس هو محاولة تمييع ممنهج لحقيقة الخِلاف بين مشروعين سياسيين الأوّل يُريد استعادة الدولة بكلّ ما للكلمة من معنى، والثاني يُريد بقاء اللبنانيين رهينة قرار اختطاف السيادة والمصير، وبالتّالي الخِلاف هو بين لبنانيين، مسلمين ومسيحيين، يُريدون رئيسًا إصلاحيًّا إنقاذيًّا، وبين لبنانيين، مسلمين ومسيحيين، يُريدون رئيسًا يُغطيّ مشروعهم غير اللبناني”.
كما ان “التيار الوطني الحرّ” رد على فرنجية فنفى “أن يكون لرئيسِه النائب جبران باسيل أي دور أو علاقة بـصفقة مرفأ بيروت خلافا لما ورد في مقابلة تلفزيونية لأحد المرشحين الرئاسيين”. وسأل: “كيف يمكن أن يكون له ذلك مع وزارة وفي ملف لا دخل للتيار فيه لا من قريب او بعيد؟ واستتباعا، ما الذي يؤمل من مرشّح رئاسي يرمي بالحرام خصومَه السياسيين سوى تعزيزه سياسة الإفلات من العقاب؟”.
وفي المقابل اعتبرت “كتلة الوفاء للمقاومة” إن “نبرة التحدي في الخطاب السياسي لا تخدم مطلقا هدف التوصل إلى تلاق وطني منشود يخرج البلاد من نفق الأزمة المعقدة التي تطال مختلف القطاعات. وإذا كان قدر اللبنانيين العيش المشترك أو الواحد، فإن السبيل المناسب والمتاح هو التواصل والتأكيد الدائم والمتبادل على المشتركات والثوابت الوطنية والعمل على تدوير الزوايا بين التباينات في غير المسائل المصيرية والوجودية”. وقالت “إن التهويل بالانعزال أو الانقسام هو منطق موبوء لا تستقر معه جماعة ولا يبنى على أساسه مجتمع ولا وطن”. ولفتت الى “إن الكتلة إذ تدعم مرشحا طبيعيا لرئاسة الجمهورية، فإنها تبدي اقتناعها بذلك وتحث الآخرين لإعلان مرشحهم وتدعوهم للحوار الجاد والمسؤول، أملا بالوصول إلى تفهم وتفاهم متبادلين.. وهي إذ تملك الحجج والأدلة المنطقية والموضوعية الكافية فإنها لا تصادر رأي أحد في البلاد كما أنها لا ترضى مصادرة رأيها من قبل أحد أيضا”.
من جهة ثانية، تقدّم وفد من تكتل “الجمهورية القوية” بالطعن بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية أمام المجلس الدستوري وهو أول طعن يقدم امامه هذا العام. وسيتوجه اليوم عدد من نواب الكتائب وتجدد ونواب تغييريون لتقديم طعن اخر امام المجلس الدستوري في قانون التمديد .
انفجار
على الصعيد الأمني توفّيت امرأة في العقد الخامس من العمر، جرّاء انفجار وقع عصر امس داخل شقة سكنية في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية تعود إلى الموقوف لدى مخابرات الجيش م. الغول الذي سبق ان حصل انفجار في منزله قبل أسابيع واوقفه الجيش على اثره ووجدت في منزله عبوات كان يعد لتجهيزها وفق ما أكد مصدر أمني لـ”النهار”. وأفادت المعلومات أن مسحا أمنيا للشقة اجري في الضاحية، للتأكّد من عدم وجود عبوات غير منفجرة ، والمرأة الضحية هي خالة الموقوف وكانت تنظف المنزل لحظة حصول الانفجار . واظهرت مقاطع الفيديو والصور المتداوَلة من المكان حجم الأضرار وانهيار حائط في الطبقة الأولى للشقة السكنية التي تقع خلف مدرسة المهدي- الحدث .