مجلة وفاء wafaamagazine
من المعلوم أنّ النظام الغذائي الغنيّ بالدهون يعزّز خطر الإصابة بمشكلات صحّية عديدة، إلّا أنّ الأمر يرتبط تحديداً بنوع الدهون المستهلك. تحتوي الأطعمة فائقة التصنيع مثل المقالي، والوجبات السريعة على الدهون المشبّعة والمتحوّلة التي يجب أن تكون محدودة. غير أنّ أطباء القلب يوصون بتناول المزيد من أحماض أوميغا 3 الدهنية لقلبٍ أقوى وحياة أطول.
وفق «Cleveland Clinic»، تلعب الأوميغا 3 دوراً مهمّاً في دعم صحّة القلب ووظائف أخرى أساسية في الجسم. وبما أنّ هذا الأخير يعجز عن إنتاج الأوميغا 3 بمفرده، لا بدّ من إدخال مصادرها إلى النظام الغذائي. إنّها مخبأة في مأكولات عديدة لا تقتصر فقط على السمك الدهني مثل السلمون والسريدن، إنما تشمل أيضاً الجوز، وبذور الشيا، والإدمامي… وفي حال عدم استمداد الأوميغا 3 بجرعة كافية من الطعام، يمكن استشارة الطبيب لوصف المكمّل الغذائي الملائم.
توصي جمعية القلب الأميركية باستهلاك ما لا يقلّ عن حصّتين من السمك الغنيّ بالأوميغا 3 أسبوعياً. لكن ما دوافع ذلك؟ إليكم أبرز ما كشفه أطباء القلب:
– تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية: في دراسة نُشرت عام 2019 في «Circulation»، تابع الباحثون أكثر من 3000 شخص يعانون من أمراض القلب أو السكّري لمدّة 5 سنوات. تمّ إعطاء نصفهم دواءً وهمياً، في حين حصل النصف الآخر على عقار للقلب مشتقّ من الأوميغا 3. تبيّن أنّ المجموعة الثانية انخفضت لديها الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو حتى الوفاة لأي سبب مقارنةً بتلك التي حصلت على دواء وهمي.
– خفض معدل ضغط الدم: أشارت الأبحاث إلى أنّ الأوميغا 3 قد تساعد في تقليل ضغط الدم، لكنّ الكمية اللازمة لذلك لا تزال غير واضحة. قدّرت مراجعة نُشرت عام 2022 في «Journal of the American Heart Association» أنّه قد يكون من المثالي تناول 2 إلى 3 غ من الأوميغا 3 في اليوم، لكنها وجدت أنّ المزيد يمكن أن يرتبط بفوائد إضافية للأشخاص الأكثر عرضة لأمراض القلب. يُذكر أنّ هناك عوامل أخرى يجب أخذها في الحسبان عند محاولة خفض معدل ضغط الدم مثل الرياضة المنتظمة، والحدّ من الصوديوم، وتقليل التوتر.
– تراكم أقلّ للويحات: يمكن أن يتسبب انسداد الشرايين في حدوث نتائج خطيرة وأحياناً مُميتة للنوبات القلبية والسكتات الدماغية. يحدث ذلك عندما تتراكم اللويحات على الجدران الداخلية للشرايين، وقد تقلّل من تدفق الدم أو تسدّه بالكامل، ما يؤدي إلى نوبة قلبية. يتكوّن البلاك في الغالب من الكولسترول، والدهون، والكالسيوم. وتبيّن أنّ أحماض أوميغا 3 الدهنية تُبطئ معدل نمو تراكم لويحات الكولسترول في شرايين القلب.
– التصدّي لعدم انتظام دقات القلب: تُعدّ ضربات القلب غير المنتظمة أكثر شيوعاً عند كبار السنّ، لكنها قد تؤثر في أي شخص. إنّها تعزّز خطر التعرّض لمشكلات طبية جدّية مثل السكتة الدماغية، وقصور القلب، ومضاعفات أخرى. بحسب دراسة صدرت عام 2012 في «Circulation»، تابع الباحثون أكثر من 3000 بالغاً تخطّوا 65 عاماً لمدّة 14 سنة. ووجدوا أنّ الذين يملكون أعلى مستويات من الأوميغا 3 في دمائهم كانوا أقلّ عرضة لعدم انتظام دقات القلب بنسبة 29 في المئة مقارنةً بالذين لديهم أدنى معدلات من هذه الأحماض الدهنية الأساسية.