مجلة وفاء wafaamagazine
من الطبيعي الشعور بجوعٍ شديد عقب الانتهاء من التمارين على سبيل المثال. لكن أحياناً، قد لا يشعر الإنسان بأي رغبة في الأكل، حتى بعد ممارسة الرياضة. فهل تُشير قلّة الشهيّة إلى وجود خلل ما في الجسم؟
يُعتبر فقدان الشهيّة المؤقت غير ضارّ على الإطلاق، بحيث إنّه قد يحدث نتيجة عوامل كثيرة مختلفة مثل الانشغال الشديد بالعمل صباحاً ونسيان تناول الغداء حتى ساعة متأخّرة، أو الحصول على وجبة غذائية كبيرة، وبالتالي عدم الشعور برغبة في الأكل لاحقاً.
غير أنّ اختصاصية التغذية كايسي فافريك، من جامعة ولاية أوهايو، أكّدت أنّ «فقدان الشهيّة المنتظم قد يُشير إلى احتمال إصابتكم بمشكلة صحّية معيّنة».
وسلّطت الضوء في ما يلي على أبرز أسباب قلّة الشهيّة التي يجب أن تدفعكم إلى استشارة الطبيب سريعاً عند الشكّ في ارتباط أحدها بحالتكم:
– نزلات البرد أو العدوى: يُعدّ فقدان الشهيّة أمراً شائعاً عند الإصابة بنزلة برد. تفرز خلايا الدم البيضاء السيتوكينات التي تساعد في محاربة العدوى، ولكنّ هذه المواد الكيماوية قد تسبّب أيضاً فقدان الشهيّة. كذلك يمكن أن تؤدي العدوى البكتيرية مثل الالتهاب الرئوي إلى عدم الشعور بالجوع. لكنّ ذلك ينحسر حتماً بمجرّد التعافي.
– التوتر والقلق: يتمّ غالباً ربط المشاعر السلبية بالأكل العشوائي، لكنّ التوتر والقلق قد يحفّزان أيضاً فقدان الشهيّة. يرجع أحد الأسباب إلى أنّ الإجهاد يدفع الجسم إلى إفراز هورمون الأدرينالين الذي يقلّل الجوع مؤقتاً. ومن جهة أخرى، يمكن أن يؤدي الإجهاد المستمرّ إلى إفراز الجسم لهورمون الكورتيزول الذي يعزّز الشهيّة.
– الأدوية: ليس سرّاً أنّ الأدوية قد تسبّب مجموعة انعكاسات جانبية، خصوصاً مشكلات الجهاز الهضمي مثل الغثيان، وآلام المعدة، والإسهال… التي حتماً تؤدي إلى فقدان الشهيّة. تشتهر مسكّنات الألم كالمورفين، وبعض المضادات الحيوية بقمع الشهيّة.
– الطقس: يميل العديد من الأشخاص إلى اختيار الأطعمة الخفيفة مثل السَلطات والفاكهة في الصيف. حتى أنّ بعضهم قد يمتنعون عن تناول وجبات غذائية معيّنة عند ارتفاع درجات حرارة الطقس. في الواقع، يمكن للبيئات الحارة أن تكبح الشهيّة، في حين أنّ تلك الباردة تُعزّزها. وينتج الجسم الحرارة عند تناول الطعام. إذا كانت درجات الحرارة دافئة بشكلٍ لا يُطاق، سيشعر الإنسان بأنّه أقل ميلاً للانغماس في الأكل.
– تناول البروتينات والألياف: عند تناول الجرعة الصحيحة من البروتينات والألياف على كل وجبة غذائية، فإنكم قد لا تشعرون بالجوع بين الوجبات. يُجمع الخبراء على أنّ استهلاك ما لا يقلّ عن 30 غ من البروتينات و10 غ من الألياف على كل وجبة سيمنع المبالغة في الأكل ويضمن الشبع إلى حين موعد الوجبة التالية.
لكن على صعيد آخر، حذّرت اختصاصية التغذية من أنّ «فقدان الشهيّة قد يُشير إلى مشكلات طبية أخرى تشمل قصور الغدّة الدرقية، والسكّري، وحتى السرطان. من المحتمل أن تكون كل منها مصحوبة بأعراض أخرى، ولكن قد تكون العلامات خفيّة. لذلك من المهمّ استشارة الطبيب إذا كنتم دائماً لا تكترثون للأكل. يجب القيام بذلك سريعاً خصوصاً عند خسارة الوزن، أو فقدان الشهيّة لـ3 إلى 4 أيام.