مجلة وفاء wafaamagazine
إنّ زيت السمك عبارة عن أحماض دهنية متعددة غير مشبّعة تُعرف أيضاً بأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تشمل الـ»EPA»، و»DHA»، و»ALA». ,تُعتبر الأوميغا 3 أساسية فقط لأنّ الجسم يعجز عن إنتاجها بمفرده، لذلك يجب الحصول عليها من المصادر الغذائية كالسلمون، والسردين، والماكريل، والتونة…
لا تزال الدراسات جارية والأدلة غير حاسمة عن فوائد زيت السمك. ولكن في ما يلي مجموعة مزايا مُحتملة لأحماض أوميغا 3 الدهنية، تطرّقت إليها اختصاصية التغذية فاليري أجيمن، من الولايات المتحدة:
– تحسين صحّة القلب: بفضل خصائص «EPA» و«DHA» المضادة للالتهاب، يمكن لمصادر أوميغا 3 الغذائية تعزيز صحّة القلب من خلال قدرتها على دعم ضغط الدم والتريغليسريد. في الواقع، إنّ الأشخاص الذين يستهلكون القليل من السمك وحصلوا على 1 غ في اليوم من مكمّلات زيت السمك قلّلوا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
– خفض الإصابة بأمراض المناعة الذاتية: رُبطت الأوميغا 3 بتقليل خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية. ولقد وجدت دراسة صدرت عام 2022 أنّ تناول الفيتامين D مع الأوميغا 3 لمدّة 5 سنوات أدّى إلى خفض احتمال التشخيص بأمراض المناعة الذاتية بنسبة 22 في المئة.
– دعم نموّ الجنين: يمكن لـ»EPA» و»DHA» دعم صحّة الحوامل وأيضاً نمو دماغ أطفالهنّ وقلوبهم. في الواقع، رُبط تناول السمك خلال الحمل بخفض احتمال تأخر الطفل في حلّ المشكلات والمهارات الحركية الدقيقة عند بلوغه 6 أشهر. كما ارتبطت الجرعة الأعلى من «DHA» أثناء الحمل بآثار سلبية أقل كالولادة المُبكرة. بالتأكيد لا يُعتبر استهلاك كل أنواع السمك آمناً بشكلٍ عام للحوامل، نظراً لارتفاع مستويات الزئبق في بعضها، لذلك يجب استشارة الطبيب أولاً.
– تعزيز الخصوبة: يمكن لمكمّلات الأوميغا 3 أن تزيد من فرَص حمل المرأة، فوفق دراسة نُشرت عام 2022 تبيّن أنّ النساء اللواتي استهلكن الأوميغا 3 ارتفع لديهنّ احتمال الحمل 1.51 مرّة مقارنةً باللواتي لم يحصلن عليها.
كيف يمكن استهلاك المزيد منه؟
يوصى حالياً بتناول حصّتين من السمك الدهني أسبوعياً. وفي حال العجز عن استهلاك ما لا يقلّ عن 1.5 حصّة من السمك في الأسبوع، يجب التفكير في مكمّلات زيت السمك بما أنّ «EPA» و«DHA» غير مُتاحتين في مصادر غذائية أخرى بعيدة من السمك الدهني. أمّا بالنسبة إلى النوع الثالث من الأوميغا 3 المعروف بالـ«ALA»، فيمكن استمداده من المنتجات النباتية كالجوز، وبذور الهمب، والشيا، والكتان، وبعض الزيوت مثل الكانولا. يمكن أن يتحوّل «ALA» إلى «EPA» و«DHA»، لكنه محدود للغاية، لذلك من الأفضل الحصول عليها من السمك الدهني.
ماذا عن مكمّلاته الغذائية؟
بالنسبة إلى النباتيين أو الذين يعجزون عن تقبُّل مذاق السمك، عليهم استشارة الطبيب لوصف الجرعة الملائمة من المكمّل الغذائي. كذلك قد يكون هذا الأخير جيداً للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من أمراض القلب والأوعية الدموية. يُوصَى بتناول ما لا يقلّ عن 1000 ملغ في اليوم وعدم تخطّي 5000 ملغ، غير أنّ الأمر يختلف من شخصٍ إلى آخر. قد يحتاج البعض إلى المزيد، في حين أنّ البعض الآخر عليهم استهلاك جرعة أقل. لهذا السبب يجب التحدّث إلى الطبيب قبل بدء أي مكمّل جديد. بشكلٍ عام، تُعتبر الأوميغا 3 آمنة تماماً بجرعة 1 غ في اليوم، ولكن توجد مجموعة مخاطر مُحتملة، إذ رُبطت الجرعات العالية منها بزيادة خطر النزيف والإصابة بالرجفان الأذيني. وعلى نطاق أصغر، يمكن لزيت السمك أن يسبّب أحياناً عدم الراحة في المعدة أو مشكلات في الجهاز الهضمي كالغثيان، والإسهال، وحتى الحساسية. لذلك، يجب الاستماع جيداً لإشارات الجسم.