مجلة وفاء wafaamagazine
تجاوز المنتخب الإنكليزي نظيره النيجيري بركلات الترجيح 4-2 بعد تعادلهما سلباً في الوقتَين الأصلي والاضافي في بريزبين، وبلغ ربع نهائي كأس العالم للسيدات المقامة في نيوزيلندا وأستراليا.
على الرغم من أفضلية نيجيريا، إلّا أنّ بطلات أوروبا اللواتي لعبن بـ10 لاعبات بعد طرد لورين جيمس (د87)، شقيقة ريس لاعب تشلسي، بالبطاقة الحمراء لدَوسها على ظهر ميشال ألوزي، صمدنَ في الشوطَين الإضافيَّين فخرجن منتصرات بركلات الترجيح.
واستهلّ المنتخب الإنكليزي الركلات بأسوأ طريقة ممكنة، إذ أهدرت جورجيا ستانواي تسديدتها، وتبعتها النيجيرية ديزيريه أوبارانوزي، إلّا أنّ سيدات المدربة الهولندية سارينا فيغمان أتبعنها بـ 4 ركلات ناجحة، فيما أهدرت نيجيريا ركلة عبر ألوزي، كانت كفيلة بخروجها.
عقب الفوز، إعتبرت المهاجمة الإنكليزية كلوي كيلي بأنّ «الأمر مذهل، أظهرنا قدراتنا في مختلف المواقف. تمرّنا كثيراً وكان النجاح حليفنا. هذا المنتخب استثنائي ولم يتوقف عن الإبهار. سنتابع بالزخم عينه» عندما تواجه انكلترا السبت الفائز من مباراة كولومبيا وجامايكا اليوم، من أجل حجز مقعد في نصف النهائي.
وكان المنتخب النيجيري حقّق مفاجأة من العيار الثقيل بفوزه على أستراليا المضيفة 3-2، في المجموعة الثانية التي أنهاها وصيفاً. فاعتمدت لاعباته على سرعة نقل الكرة، في حين كانت «اللبؤات الثلاث» الأخطر مع صافرة البداية وسيطرن على الكرة في الشوط الأول.
وحصلت النيجيرية أشلي بلومبتر (25 عاماً) على فرصتَين لافتتاح التسجيل في غضون دقيقة، إلّا أنّ محاولتها الأولى اصطدمت بالعارضة، فيما أنقذت الحارسة ماري أيربس محاولتها الثانية (د16). وسدّدت نيجيريا 8 كرات بين الخشبات الثلاث في الشوط الأول، مقابل 3 لإنكلترا أخطرها لمهاجمة أرسنال أليسيا روسّو (د23).
ولم يشُذّ الشوط الثاني عن سابقه، مع استحواذ إنكليزي على الكرة وخطورة نيجيرية، لكن كادت «اللبؤات الثلاث» تحسم اللقاء لو لم تنقذ الحارسة شياماكا نادوزي رأسية راشيل دالي (د75).
عودة مثالية لسام كير
في المباراة الثانية، حسمت أستراليا المضيفة، مقعدها في ربع النهائي بفوزها على الدنمارك بثنائية نظيفة، في مباراة عادت فيها قائدة المنتخب سام كير إلى أرضية الملعب عقب تعافيها من إصابة.
وأمام قرابة 76 ألف شخص في سيدني، سجّلت كايتلين فورد، إثر انفرادها بالحارسة الدنماركية لين كريستنسن وتمريرة بينية من ماري فاولر (د29) وهايلي رازو بعد تمريرة أمام المرمى من إيميلي فان إيغموند (د70)، هدفَي أستراليا، لتضرب موعداً السبت مع الفائز بين فرنسا والمغرب. ولتتويج ليلة التأهل بالسعادة المطلقة، جاءت مشاركة كير قبل 10 دقائق من نهاية المباراة، وسط هتافات الجماهير في أول مباراة لها في البطولة بعد تعافيها من إصابة في ربلة الساق.
وشكّل غياب كير رعباً لـ»ماتيلداس»، لاسيما أنّها هدافته التاريخية ومن أبرز نجمات البطولة كونها حالياً من أفضل لاعبات العالم.
«لبؤات الأطلس» على خطى «الأسود»
تسعى الفرنسيات إلى حجز مكان لهنّ في ربع النهائي، عندما يواجهن نظيراتهنّ المغربيات اليوم في ثمن النهائي في أديليد، ضمن مواجهة غير متكافئة لم تكن منتظرة أصلاً، لكنّها ستكون عاطفية لأكثر من لاعبة.
وسط الأجواء الأسترالية الباردة، إذ من المحتمل أن تنخفض الحرارة إلى أقل من 10 درجات خلال المباراة (11:00 ت غ)، سيكون الهواء في ملعب «هندمارش» دافئاً بالذكريات المشتركة.
فذكريات هيرفيه رونار مع منتخب المغرب للرجال الذي قاده بين عامَي 2016 و2019، وتلك الخاصة برينالد بيدروس مدرب المغربيات الذي سبق أن أشرف على 6 لاعبات فرنسيات خلال الموسمَين اللذَين قضاهما على رأس ليون (2017-2019)، إلى جانب لاعبات من المنتخبَين صديقات خارج الملعب اجتمعن في لقاء على الجهة الأخرى من العالم.
ولا يمكن إغفال نصف نهائي مونديال قطر 2022، عندما فازت فرنسا على المغرب 2-0، بعدما حقق «أسود الأطلس» إنجازاً تاريخياً إفريقياً وعربياً.
في السياق المُحفِّز للذكريات حيال هذه المواجهة، يكاد المرء ينسى الأولوية الأهم لهذه المباراة، وهي حجز تذكرة إلى ربع النهائي، لمواجهة أستراليا. فبالنسبة إلى رونار «لديّ ذكريات رائعة عن الفترة التي قضيتها في المغرب. لكن دعونا نتحدّث عن كرة القدم. حتى عندما نلعب مع الأصدقاء، فإننا نفعل ذلك للفوز»، رافضاً الاستسلام للعاطفة.
«موقف المرشّح إلى الفوز لن يفيدنا بشيء»
يحمل المنتخب الفرنسي الذي يضمّ في صفوفه ويندي رونار وأوجيني لو سومر، كل الضغط على كاهله أمام المنتخب الأقل تصنيفاً في ثمن النهائي (المركز الـ72 بتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم). لذلك سيكون الإقصاء إهانة وسيدمّر كل الوعود التي قدّمها رونار عقب تعيينه على رأس الـ»بلوز» في نيسان خلفاً لكورين دياكر، على ملعب أديليد الصغير الذي يتّسع لأقل من 14 ألف مشجّع.
بدورها، رأت لو سومر التي سجّلت في فوز فرنسا على البرازيل (2-1) أنّها وزميلاتها «مرشحات، ولا نخفي ذلك. نلعب بطموح كبير، لكن هذا الأمر لم يتغيّر لأنّنا نواجه المغرب. نملك خبرة أكبر بكثير من المغرب، وعلينا الاستفادة من ذلك. موقف المرشّح للفوز لن يفيدنا بشيء».
على المقلب الآخر، نجح المغرب فعلياً في مشواره بالمسابقة، وهي أول نهائيات كأس عالم للسيدات يخوضها في تاريخه، بعد إقصاء ألمانيا من المجموعة الثامنة، على الرغم من الصفعة الكبيرة التي وجّهها إليه الـ»مانشافت» بالفوز عليه افتتاحاً بسداسية نظيفة.
مع منتخب يضمّ لاعبات محليات من نادي الجيش الملكي، النادي النسائي الرئيس في البلاد، ومزدوجات جنسية أُقنِعن بالالتحاق أخّيراً، تعوّل سيدات المغرب على بطولة مليئة بالمفاجآت.
روابط وعواطف وتوتّر
من جانبه، أكّد بيدروس الذي يعرف خصومه «تمام المعرفة» منذ مروره في دكّة بدلاء ليون، بحماسة، أنّه «سنحاول دغدغة هذا الفريق الفرنسي. كأس العالم هذه رائعة، هناك مفاجآت، هذا هو سحر الرياضة عالية المستوى، لا شيء مكتوب مسبقاً».
من ناحية أخرى، يستعيد رونار أيضاً ذكرياته في كأس العالم 2018 التي خاضها على رأس تشكيلة رجال المغرب، وهي إحدى مراحل رحلته كمدرب عالمي يستند إليها في البحث عن نجمة مونديالية أولى للفرنسيات.
على غرار مواجهة «الديوك» و»أسود الأطلس» في كانون الأول، تأتي هذه المبارزة في كرة القدم النسائية وهي الثانية تاريخياً بين المنتخبَين، في سياق ديبلوماسي متوتّر حالياً بين الرباط وباريس (الصحراء الغربية، قضية بيغاسوس، وغيرها).
وللمواجهة أيضاً بُعدٌ خاص لمئات الآلاف من مزدوجي الجنسية الذين يعيشون في فرنسا، ما يشي بذروة في المشاهدة على الرغم من فارق التوقيت.
وترمز المدافعة الفرنسية سكينة قرشاوي، المولودة في فرنسا لأبوَين مغربيَّين، وحدها إلى هذه البيئة الفريدة، موضحة «نحن نعرف المكانة التي يحتلّها المغرب في عائلتنا، تماماً مثل فرنسا. ستكون مباراة مليئة بالعواطف».