الرئيسية / آخر الأخبار / معين شريف ويوسف ورودني حداد: فُرسان الحقّ في زمن المواقف الرماديّة

معين شريف ويوسف ورودني حداد: فُرسان الحقّ في زمن المواقف الرماديّة

مجلة وفاء wafaamagazine

منذ اندلاع عملية «طوفان الأقصى»، خيّم الصمت على صفحات النجوم العرب واللبنانيين خوفاً على مصالحهم وحساباتهم. لكن في مقابل هذا العار، برز على الساحة موقف ثلاثة فنانين هم: المطرب معين شريف، والممثلان اللبنانيان رودني حداد ويوسف حداد. حوّل هؤلاء حساباتهم على مواقع التواصل إلى منبر لمناصرة القضية ودعم أهل غزّة وتسمية عدو لبنان والمنطقة علناً. رغم أن عددهم لا يتخطى أصابع اليد الواحدة، لكنّ أسلوبهم الساخر وفيديواتهم وديناميكيّتهم العالية، ومواظبتهم على نشر التوعية وفضح أكاذيب الاحتلال تستحقّ التحيّة في هذا الزمن الضنين على المُجاهرين بالحقّ والحقيقة

 

 

رودني حداد: أوروبا في أزمة فكرية

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، خصّص رودني حداد صفحته على تطبيق X للتعبير عن موقفه الداعم لأهل غزة. في حديثه معنا، نسأله عن أهمية موقف الفنان إزاء القضية، فيجيب: «الموقف اليوم إزاء ما يحصل في غزة هو مبدئي وأخلاقي إنساني.

 
 
 

لا يجب أن ينفصل الفنان عن إنسانيته، لكن للأسف، فغالبية الفنانين والمؤثرين على السوشال ميديا، يلتزمون الصمت. لكن هذا لا يعني أنهم خائفون من التعبير عن مواقفهم، بل يمكن القول إنهم متواطئون مع ما يحصل». ويضيف: «أنا كإنسان يجب أن أسهم في نشر الوعي واستعادة الذاكرة الجماعية. عملي يقوم على تسجيل الزمن. إذا وقفت على الحياد في هذه الحرب، عندها أخسر مهنيتي وأخلاقي. والغريب أن الإعلاميين والفنانين والناشطين الذين دعموا الحراك الشعبي اللبناني في 17 تشرين 2019 وتبيّن لاحقاً أنهم مدعومون من جهات خارجية، يسكتون اليوم عن قتل الفلسطينيين. ولا نعرف لماذا يخاف الفنان من التعبير عن موقفه إزاء القضية». يذهب رودني في كلامه إلى أهمية القضية الفلسطينية التي عرّت الإعلام الأجنبي والأوروبي، قائلاً «تواجه أوروبا اليوم مشكلة فكرية. لقد سقطت الشعارات التي تربينا عليها. اكتشفنا أنّ الفكر الصهيوني مسيطر على غالبية المجالات الفنية والاقتصادية وغيرهما. مثلاً، بات إصدار الكتب في أوروبا مرتبطاً بمدى تطابق آراء الكاتب مع الصهيونية العالمية». وعن تهديد مصالحه الشخصية في حال التعبير عن موقفه الداعم لفلسطين، يجيب ساخراً: «أيّهما أهم: مصلحتي أو أنا كإنسان؟ بالطبع أنا لست عبداً للمال».

يوسف حداد: موقفي إنساني
 
 
ليس جديداً على يوسف حداد أن يعلن موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، فالممثل اللبناني دائماً ما شارك في مسلسلات تتعلق بالمقاومة ضد العدو الإسرائيلي. سخّر حداد صفحته لقول كلمة الحق. وعن موقفه الصريح، يقول لنا: «إنّ موقفي تجاه القضية الفلسطينية إنساني قبل أيّ شيء آخر. نحن نعيش في العالم العربي وليس في مكان آخر، ما يحتّم علينا أن نكون شعباً واحداً، ولدينا عدو واحد هو إسرائيل.
 


 

ما تعيشه غزة اليوم، يجب أن يلقى دعماً من جميع البشر، وهذا الدعم يجب أن يُترجم بالمال قبل أي شيء لكي يتمكّن الفلسطينيون من الوقوف مجدداً». ويتابع كلامه: «أنا إنسان أمام شعب يتعرّض للإبادة، يجب أن أقف إلى جانب الشعب المظلوم. صمت الفنانين يعود إلى مصالحهم وخوفهم على الحفلات التي يحيونها في بعض الدول الأوروبية. بالنسبة إليّ، لا يمكن أن أرقص وأغني والناس يموتون. كنت أخطط لجولة غنائية في أستراليا قريباً، ولكنني ألغيتها بسبب الأوضاع. بعضهم قال لي إنّ أستراليا بعيدة ويمكن إحياء الحفلات، لكن بالنسبة إليّ، فالأمر لا يتعلق بالمسافة بل بالموقف الإنساني». وعن آرائه الصريحة ضد العدو على تطبيق X، يجيب: «ما أكتبه وأعبّر عنه ليس من أجل الرأي العام، بل أقوم بما يمليه عليّ ضميري. للأسف، باع الإنسان كل شيء من أجل المال. نحن عرب ويُفترض أن نشدّ جميعاً على كتف واحد. هكذا يفكّر الإنسان الصريح مع نفسه».
 
 
 
 

معين شريف: إنها مسألة قناعات
 

كان معين شريف من أوائل الفنانين العرب الذين غنّوا للحرية والنضال ضد العدو. قدّم أشهر الأغاني الوطنية من بينها «زرع التحرير» قبل تحرير جنوب لبنان من العدو الإسرائيلي عام 2000. في الحرب الحالية على غزة، كان شريف من أول الداعمين للقضية. يقول لنا: «موقفي مع فلسطين ليس جديداً، بل أنا مؤمن بأن فلسطين ستعود إلى العرب.

 

إنها مسألة قناعات بالنسبة إليّ. يقولون إن الدفاع عن فلسطين هو موقف سياسيّ، لكنني لا أغرق في الوحول السياسية ولا أتعاطى سياسة، بل أقول ما أؤمن به. لقد خصصت صفحتي على X للتعبير عن الحقيقة في الوقت المناسب». ويضيف المغني اللبناني: «أنا ناشط منذ اليوم الأول لـ«عملية الطوفان»، وهذا ما تمليه عليّ أخلاقي وإنسانيّتي».
وعن إمكانية تهديد مصالحه بسبب مواقفه الواضحة ضد العدو، يسخر قائلاً «هل سيغلقون صفحتي على X؟ هذا أكثر ما يمكن أن يفعلوه معي. أما بالنسبة إلى حياتي الفنية، فأنا في الأساس لا ألبّي أي دعوة لإقامة حفلات لا تشبهني. لقد نجح العديد اليوم، على رأسهم رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال، بأن يجعل الفنّ عادةً قذرةً وشيطانية». وعن رأيه بعدم تعبير زملائه عن موقف واضح ضد العدو الإسرائيلي، يجيب: «لا أريد أن أجيب وأبرّر لأولئك الفنانين، لكن أطرح عليهم سؤالاً واحداً فقط: كيف سمحت لهم أخلاقهم بالغناء والاحتفال على جثث أطفال غزة؟».