الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / الأبيض: القطاع الطبي صامد ويقدّم أغلى ما يملك

الأبيض: القطاع الطبي صامد ويقدّم أغلى ما يملك

مجلة وفاء wafaamagazine

جال وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض على عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في منطقة النبطية يرافقه رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة العامة هشام فواز.


وكانت محطته الاولى في مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية في النبطية، حيث كان في استقباله رئيس مجلس الادارة الدكتور محمد مهدي ، المدير العام للمستشفى منى ابو زيد، والطاقم الطبي، حيث عقد لقاء في حضور رئيس مصلحة الصحة في محافظة النبطية الدكتور علي عجرم، طبيب القضاء بشار شميساني، وتم في خلاله الاطلاع على أوضاع المستشفى وتقديماتها.

وقال الأبيض إثر اللقاء: “ما نشهده من عدوان اسرائيلي يستهدف غزة والمناطق الجنوبية، تواجهه أنواع عدة من المقاومين. وحقيقة اننا كقطاع صحي فان دورنا لا يقل إهمية عن أي نوع من أنواع المقاومة، لانه في النهاية مهمتنا ان نبقى الى جانب أهلنا مهما كانت الظروف وفي نفس الوقت تواجه خطرا مماثلا لاي موقع من مواقع المواجهة والمقاومة. وعدونا عدو مجرم لا يحترم أية مواثيق أو شرائع دولية او إنسانية، وجميعنا يعرف ذلك، كما ان القطاع الصحي يقدم الشهداء والجرحى في هذه المعركة ويواجه باللحم الحي. ورأينا مؤسسات صحية عديدة تعرضت للعدوان المباشر وغير المباشر، لذلك من واجبنا كوزارة وهذا الوقت الصعب ان نقف الى جانب اهلنا. وأود القول، وأنا أزور لاول مرة هذا المستشفى، مستشفى النجدة الشعبية التي لها تاريخ عريق وانا من الجيل حينما كنت طبيبا متمرنا كنت اعرف ماذا تعني مستشفى النجدة الشعبية وماذا كانت تقدم على مستوى فريقها الطبي والتمريضي، فلهم كل التقدير والاحترام.واليوم وفينا الوعد بزيارة هذا المستشفى”.


وردت المدير العام للمستشفى منى ابو زيد بكلمة شكرت فيها باسمها واسم اللجنة الطبية والتمريضية الابيض على زيارته اليوم الى مستشفى النجدة الشعبية، وندين لك بشهادة سمعناها منك عن النجدة الشعبية وتاريخها الحافل بالعطاء. ونحن نقدر جهود معاليك، وخاصة في هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة وبعد أزمة كورونا. فالكل يعاني، ونتمنى الاشارة اننا جمعية لا تبغي الربح ولدينا تجربة كبيرة في المجال الطبي والاجتماعي ونحن أول مستشفى انشأ في الجنوب، في العام 1982 ، ومنذ ذلك التاريخ وجميعنا يعرف ما عاناه الجنوب، أهل الجنوب ومن عدوان اسرائيلي متكرر. وازاء كل ذلك كنا وما زلنا مع اهلنا نقدم ونبلسم الجراح، ونأمل ان نجد من وزارة الصحة كل الدعم لهذا المستشفى”.
ثم كانت جولة للوزير في عدد من أقسام المستشفى.

بعدها انتقل الابيض وفواز الى مكتب محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك حيث عقد لقاء موسع حضره الى الابيض والدكتورة الترك، النائب هاني قبيسي، ممثل النائب محمد رعد علي قانصو، رئيس اتحاد بلديات اقليم التفاح بلال شحادة، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر، رئيس مصلحة الصحة في محافظة النبطية الدكتور علي عجرم ، رئيس دائرة امن عام النبطية المقدم علي حلاوي، مدير المديرية الاقليمية لامن الدولة في محافظة النبطية المقدم حسين طباجة، مديرو مستشفيات نبيه بري الحكومي في النبطية الدكتور حسن وزني، مرجعيون الحكومي الدكتور مؤنس كلاكش، حاصبيا الحكومي الدكتور سماح البيطار، بنت جبيل الحكومي الدكتور توفيق فرج، ميس الجبل الحكومي الدكتور حيدر أحمد نجم، تبنين الحكومي الدكتور محمد حمادي، الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل الدكتور محمد سليمان، الشيخ راغب حرب في تول الدكتور محمد الدغلي، النجدة الشعبية اللبنانية في النبطية منى أبو زيد، وعن الهيئة الصحية الاسلامية الدكتور محمد علي قرقماز، ومالك حمزة، وممثل كشافة الرسالة الاسلامية محمد شكرون، ورئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل، وطبيبة قضاء بنت جبيل إيمان أيوب.


وتخلل اللقاء مناقشات عن احتياجات المستشفيات والمشاكل التي تعاني منها، وعرض مفصل من الوزير الابيض عن عمل الوزارة في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة.

بعد اللقاء، عقد الوزير الابيض مؤتمراً صحافيًّا، قال فيه: “نحن اليوم في جولة في محافظتي النبطية والجنوب لاسباب عدة :أولا نحن هنا لنقول لاهلنا ان لبنان كله وليس فقط وزارة الصحة تقف معكم، يا أهلنا الصامدين والمقاومين في الجنوب، الذين وبالنيابة عنا جميعا يواجهون عدوا سافرا، يقوم به عدو لا يحترم اي قوانين ولا شرائع دولية وحقيقة. نحن كذلك نقف وقفة إجلال أمام شهدائنا الذين يرتقون دفاعا عن لبنان في أرض الجنوب وبخاصة من طواقم الاسعاف والطبية، وحقيقة ان هؤلاء الشهداء الاحياء اي الطواقم الطبية والتمريضية والاسعاف الذين يقفون اليوم الى جانب الاهالي هنا، كما وقفوا سابقا في الاعتداءات السابقة واثناء جائحة كورونا ولم يقصروا ابدا، وأثبتوا يوميا ان القطاع الطبي والصحي هو صامد ويقدم أغلى ما يملك تجاه أهلنا والوطن”.

أضاف: “نحن كوزارة للصحة واجبنا أيضا ان نقف الى جانب أهلنا ومن بداية العدوان كان لنا أمور عدة، قامت معها بالتعاون مع المؤسسات الاستشفائية وكذلك وضعنا خطة طوارئ معلنة وعملية تنسيق بين مختلف الافرقاء على الارض حتى لا يحصل اي تقصير بتقديم الخدمات الصحية ان كان للجرحى، او للنازحين او للاهل الصامدين على الرغم من ضعف الامكانات ولكن واجبنا ان نقدم قدر المستطاع”.

وتابع: “وزارة الصحة وفي خطتها المعلنة وكان فيها دعم وتغطية لجرحى الحرب وبالالية التي اتفقنا عليها مع المستشفيات والتي حقيقة جميعهم، ان كانت المستشفيات الحكومية او الخاصة الموجودة في هذه المنطقة لم يقصروا أبدا في تقديمات الخدمات والعلاجات المطلوبة للجرحى بل قدموا خدمات مميزة، وكما أعلنت وزارة الصحة هذه الجهود تتم تغطيتها من ما أقرته الحكومة بالبند المتعلق بجرحى الحرب، ولدينا مستشفيات حكومية على خط الدفاع الاول وهنالك مستشفيات كمستشفى ميس الجبل الذي تعرض لعدوان مباشر، وكذلك ما تقوم به مستشفيات مرجعيون وبنت جبيل وحاصبيا والشهيد صلاح غندور وجبل عامل وغيرهم ، كما ان هناك التدريبات التي تقوم بها الوزارة مع أطقم في المستشفيات والتحضير لخطط الطوارئ وكذلك هناك الدفعات المتعددة من مساعدات المستلزمات الطبية التي سمحت لهذه المستشفيات بتقديم كل هذه الخدمات”.


وأردف: “صحيح ان كل هذا غير كاف في هذه الظروف، ولذلك ونحن في هذه الزيارة الهدف ان نستمع من هذه المؤسسات الصحية عن مشاكلها واستمعنا للمديرين مطولا في هذا المجال لكي نتمكن من المساعدة أكثر. كما استمعنا لشكوى من أهلنا النازحين تتعلق بان التغطية الصحية لهم لا تكون على القدر المطلوب ونحن وجدنا الالية لتذليل هذه المشكلة وخاصة في الحالات الطارئة لكي تحصل التغطية الكاملة من وزارة الصحة لاهلنا النازحين”.

وقال: “لا من التركيز ان هذا الجهد لا تقوم به فقط وزارة الصحة، بل لا بد ان نوجه الشكر للمحافظ الدكتورة هويدا الترك ولكل القائمين من رؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات ومخاتير ومن شركائنا في بقية الوزارات ومن العاملين معنا في القطاع لكي نتعاون في هذا الظرف الصعب ونكون يدا واحدة تعكس تماسك جميع مكونات الشعب اللبناني على قضية لا خلاف فيها امام هذا العدوان الحاصل على بلدنا والعزيمة ان نكون صفا واحدا في مواجهة أي عدوان قد يتعرض له بلدنا”.

وردا على سؤال، حول ما تعاني المستشفيات من نقص ومساعدات وخاصة المستشفيات في المناطق الحدودية، قال الابيض: “لقد أقر مجلس الوزراء المساعدة للمستشفيات الحكومية والقرار اتخذ منذ شهر وتقرر صرف 150 مليار ليرة ولقد تابعت الموضوع شخصيا مع وزارة المالية ، وهي حولت الاموال الى هذه المستشفيات ولذلك ما نقوله ليس كلاما نظريا بل هذا المبلغ بات في حساب هذه المستشفيات. كما اود القول ان هذا المبلغ ليس هو الدعم الوحيد الذي يتم تقديمه الى هذه المستشفيات وغيرها، بل ان القطاع الصحي الحكومي وغير الحكومي وخلال هذا العدوان يتعاون ويقف جنبا الى جنب لكي يقدم الخدمات لاهلنا ولذلك وزارة الصحة بالمساعدات التي تقدمها ، ليس لديها تفريق بين مستشفى حكومي او آخر غير حكومي”.

بعد ذلك انتقل الوزير الابيض الى مركز الدفاع المدني الاقليمي في الهيئة الصحية الاسلامية في منطقة جبل عامل الثانية في النبطية، حيث كان في إستقباله مسؤول الدفاع المدني في الهيئة خضر الحاج علي، نائب المدير العام في الهيئة الصحية الاسلامية مالك حمزة، رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل وفعاليات صحية وبلدية”.

وعرض الابيض عند مدخل المركز عددا من الوحدات العاملة في اطار الاسعاف والاغاثة، اضافة الى التجهيزات المعدة لها.

ثم جال في اقسام المركز، وعقد لقاء مع الحاج علي وحمزة والحضور وقال: “لا بد من توجيه الشكر للجهود الجبارة التي يقوم بها عناصر الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية وخاصة في مواجهة العدوان الاسرائيلي على لبنان، وقدم تضامنه مع الهيئة الصحية وتعازيه الحارة باستشهاد المسعفين علي محمود الشيخ علي، ساجد رمزي قاسم “عبدالله” اللذين قضيا في غارة معادية على مركزهم في بلدة حانين”، مبديا تقديره واعجابه بما “رآه من تجهيزات وجهوزية واستعداد عالي المستوى لدى الهيئة الصحية في هذا المركز وغيره من المراكز”، معربا عن إطمئنانه وارتياحه لوجود الهيئة الصحية وغيرها من الجمعيات الى جانب وزارة الصحة في تقديم الخدمات والمساعدة لاهلنا في المناطق التي تتعرض للعدوان الاسرائيلي.

بدوره، مسؤول الدفاع المدني في الهيئة الحاج علي قال :”لقد شرفنا فراس الابيض بزيارته الى مركز الهيئة الصحية الاسلامية الاقليمي، هذا المركز الاساسي الذي يشرف على اربعين مركزا تطوعيا على مستوى المنطقة الثانية وهنا نتحدث عن مناطق شمال نهر الليطاني. هذه المراكز التي رفعنا جهوزيتها منذ تاريخ 8 تشرين الاول الماضي اثر العدوان الاسرائيلي على اهلنا، ونحن ننطلق بذلك من واجبنا الاخلاقي والشرعي تجاه اهلنا وناسنا وهذا اقل واجب ، ومراكزنا هي مراكز تطوعية، فيها زهاء الف متطوع والعشرات من سيارات الاسعاف والاطفاء تحسبا لأي طارئ ومرتبطة بغرفة عمليات على مستوى النبطية وطبعا همجية العدو الاسرائيلي تزيدنا اصرارا لكي نبقى الى جانب اهلنا وناسنا، وان الاستهداف الذي طال مركزا خاصا بالدفاع المدني للهيئة في حانين وارتقاء مسعفين لنا انما هو دليل على ان هذا العدو مجرد من كل انسانيته ومن هنا نجدد التاكيد على اعلان جهوزيتنا الدائمة بفرق الاسعاف والاطفاء والانقاذ تحسبا لاي عدوان محتمل اسرائيلي. ونحن على تنسيق دائم مع كافة الجمعيات العاملة في الارض ومع غرفة العمليات والاغاثة والكوارث في محافظة النبطية”.