الرئيسية / آخر الأخبار / بو حبيب أمام مجلس الامن: لبنان لا يريد الحرب ولم يسعَ يوماً اليها

بو حبيب أمام مجلس الامن: لبنان لا يريد الحرب ولم يسعَ يوماً اليها

مجلة وفاء wafaamagazine

في اليوم الثاني لزيارته الى نيويورك، وبعد لقائه مع وزير خارجية فرنسا، طلب وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب خلال لقائه بوزير خارجية النمسا الكسندر شالنبرغ أن تستعمل صداقتها مع إسرائيل لحل عادل وشامل يضمن الاستقرار ويؤسس لحل الدولتين. وقد وضعه بأجواء التحديات الناتجة عن أزمة النزوح السوري في لبنان وضرورة تغيير نهج معالجة ازمة النزوح لكي تتم مساعدتهم في وطنهم الأم.

كما أجرى الوزير بو حبيب مشاورات مع نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي تبادلا فيها الاراء والمعطيات حول آخر التطورات في غزة والمنطقة، وأهمية وقف الحرب وخطورة استمرارها، وضرورة معالجة شاملة لأسباب الصراع، من خلال إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية.

كذلك إجتمع الوزير بو حبيب بنظيره التركي حقان فيدان حيث إتفقا على أهمية الوحدة الفلسطينية كمدخل أساسي لإسترجاع الحقوق، وتحقيق الدولة الفلسطينية الموعودة.

كما ألقى الوزير بو حبيب كلمة لبنان في الاجتماع على المستوى الوزاري لمجلس الأمن الدولي في نيويورك حول الحالة في الشرق الاوسط، شرح فيها موقف لبنان لجهة فشل سياسة البحث عن مسكنات كلما إشتدت وتيرة الصراع، لأن القضية الفلسطينية مفتاح السلم، وبوابة الامن في الشرق الاوسط، من خلال إنهاء إحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، واللبنانية، والسورية، كي نعيش سوياً، ونعترف ببعضناً بعضاً وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. فلا سلام مستدام من دون عدالة للفلسطينيين. إن أنصاف الحلول والتسويات الموقتة تُوَلِد فقط الحروب والدمار.

كذلك ابدى الوزير بو حبيب في كلمته خشيته من سوء التقدير لجهة اللعب على حافة الهاوية، وجر المنطقة كلها الى العصر الحجري، كما يهدد كبار المسؤولين الإسرائيليين لبنان بصورة مستمرة. فهذه الحرب التي نسعى جاهدين الى منع وقوعها، ونعمل مقتنعين الى حث كل من يعنيهم الأمر على عدم الوقوع في فخ القيادة الإسرائيلية الهادف الى إستمرار الحرب وتوسعها، ستكون مختلفة، لجهة مساحتها الجغرافية، وتعدد جبهاتها، وحجم المشاركة العابرة للساحات فيها، وهي لن تكون نزهة للإسرائيليين كما يتخيل بعض أصحاب الرؤوس الحامية المرتبط بقاؤهم السياسي بالنفخ في نارها.

كذلك أشار الى وجود فرصة تاريخية لهدوء مستدام على حدود لبنان الجنوبية. فلبنان لا يريد الحرب، ولم يسعى يوماً، أو يسعى اليوم اليها. إن رؤية لبنان من اجل تحقيق الامن والاستقرار المستدام في جنوب لبنان تقوم على التطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلة متكاملة بضمانات دولية واضحة ومعلنة، وفقا” لما يلي:

– أولاً: إظهار الحدود الدولية الجنوبية المرسمة عام 1923 بين لبنان وفلسطين، والمؤكد عليها في اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان واسرائيل في جزيرة رودس اليونانية باشراف ورعاية الامم المتحدة بتاريخ 23 اذار عام 1949 والمشار اليها في كافة القرارات الدولية ذات الصلة، والتزام البلدين الكامل والصريح بتلك الحدود. يتطلب ذلك استكمال عملية الاتفاق على كافة النقاط الـ 13 الحدودية المتنازع عليها، إستكمالا” للموافقة المبدئية على اظهار الحدود في سبعة منها، تحت اشراف قوات اليونيفيل التابعة للامم المتحدة. يهدف ذلك الى إنسحاب اسرائيل الى الحدود المعترف بها دوليا”، إنطلاقا” من النقطة B1 في منطقة رأس الناقورة الواقعة ضمن الحدود اللبنانية ، وصولا الى خراج بلدة “الماري” التي تشكل بجزء منها التمدد العمراني لقرية الغجر وتلال كفرشوبة.

– ثانياً: وقف نهائي للخروقات الاسرائيلية التي وصلت الى حوالي 30 الف خرقا” منذ عام 2006، براً وبحراً وجواً لسيادة لبنان وحدوده المعترف بها دوليا”، بالاضافة الى عدم استعمال الاجواء اللبنانية لقصف الاراضي السورية.

– ثالثاً: دعم الامم المتحدة والدول الصديقة الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية من خلال تقوية القوات المسلحة، لا سيما من خلال تقوية وتعزيز انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، وتوفير له ما يحتاج من عديد وعتاد بالتعاون مع اليونيفيل، بحيث لا يكون هناك سلاح دون موافقة حكومة لبنان ولا تكون هناك سلطة غير سلطة حكومة لبنان.

– رابعاً: تسهيل العودة الآمنة والكريمة للنازحين من المناطق الحدودية التي نزحوا منها بعد 7 تشرين الاول 2023.

– خامساً: وقف الحرب على غزة مما يسهل وضع هذا التصور موضع التنفيذ والبدء بآلية سريعة لايجاد حل طويل الأجل للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي، وفقا” لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة.

وختم الوزير بو حبيب كلمته بدعوته لإعطاء فرصة حقيقية للسلام قبل فوات الأوان. فأحداث 7 تشرين الماضي لم تأت من فراغ، وهذه المآسي ستتكرر بصورة أعنف وأفظع، إن لم نتوصل الى حل دائم، عادل، وشامل، قائم على تنفيذ إسرائيل كافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وفي ختام اليوم الثاني للزيارة، التقى في إجتماعات ثنائية وزراء خارجية النروج أسبن بارت أيدي، ووزير الدولة البريطاني اللورد أحمد ويمبلدون حيث تبادلا الأفكار حول أوضاع المنطقة، إضافة الى وزير خارجية سويسرا إنغناسيو كاسيس حيث تباحثا بقضايا الشرق الاوسط والوضع في الجنوب اللبناني. كما إجتمع بوكيلة وزارة الخارجية الاميركية للأمن المدني، الديمقراطية وحقوق الانسان أوزرا زايا، حيث تم البحث بأهمية ومحورية الدور الأميركي لإستقرار الشرق الاوسط وإحتواء الصراع من خلال تطبيق حل دبلوماسي. وإختتم إجتماعاته بلقاء المندوب الصيني لدى مجلس الامن السفير زانغ يون.