مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
ما قالته إسرائيل بعد محادثات مسؤوليها أمس مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، وعلى لسان وزير الدفاع يوآف غالانت، يفيد بأنّ الخيار العسكري لحلّ النزاع على الجبهة مع لبنان لا يزال يجاور الخيار الديبلوماسي.
في المقابل، كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مساء امس عن ان الموفد الاميركي « وضع طرحاً على الطاولة ورئيس مجلس النواب نبيه بري يدرسه وسيكون هناك رد عليه ونحن لدينا اسئلة ننتظر من الموفد الاميركي اجوبة عنها». وقال: «هوكشتاين قدّم أفكاراً شفهيّة ولا توجد ورقة مكتوبة بشأن جبهة لبنان».
وأعرب ميقاتي عن اعتقاده بأن بري «يتشاور مع «حزب الله»، مشيراً الى أنه «عندما تصبح لدينا ورقة خطية بشأن طرح هوكشتاين سأتشاور مع «الحزب». وخلص الى أن «مبادرة هوكشتاين ستحظى مع الوقت بتغطية دولية».
في هذا السياق، ذكرت أوساط ديبلوماسية لـ»نداء الوطن»، إنّ هوكشتاين أبلغ الى مسؤولي لبنان «أنّ إسرائيل لا تريد تكرار تجربة 2006 لجهة تطبيق القرار 1701 الذي بقي عملياً من دون تنفيذ منذ 18 عاماً تقريباً».
أما بالنسبة الى أحوال الميدان على الحدود الجنوبية، فقد تميّز مساء أمس بإعلان «المقاومة الاسلامية»، الجناح العسكري لـ»الحزب» في بيان، أنها «قصفت مستعمرة كفربلوم بعشرات صواريخ الكاتيوشا»، وقال البيان إنّ هذا القصف كان من أجل دعم غزة ورداً على «استهداف منزل مدني واستشهاد امرأة وزوجها وابنهما في بلدة حولا».
ماذا عن محادثات هوكشتاين في إسرائيل؟ فقد ذهب الى تل أبيب مباشرة بعد زيارته لبنان والتقى عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، ثم التقى غالانت الذي أبلغه الآتي: «نحن ملتزمون العملية الديبلوماسية. ومع ذلك، فإنّ عدوان «حزب الله» يقربنا من نقطة حرجة في صنع القرار في ما يتعلق بأنشطتنا العسكرية في لبنان». وحذّر غالانت هوكشتاين من أنّ «حزب الله» يجرّ الأطراف إلى تصعيد «خطير».
ووفقاً لقراءة مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، تحدث غالانت وهوكشتاين عن «هجمات «حزب الله» اليومية بالصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يشهد انسحاب المنظمة المدعومة من إيران من الحدود وإنهاء الأعمال العدائية، لتمكين حوالى 80,000 نازح من سكان شمال إسرائيل من العودة إلى ديارهم».
في موازاة ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «غانتس أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أنّ إسرائيل لا تسعى للحرب مع لبنان». وفي الوقت نفسه «أبلغ غانتس سوليفان أنّ تزويد واشنطن إسرائيل السلاح سيجعل «حزب الله» يفكر مرتين قبل أي تصعيد».
ومن التطورات المتصلة بالجنوب، الى التطورات المتصلة بالملف الرئاسي، علمت «نداء الوطن» أنّ ما سمعه الوسطاء على خط هذا الملف هو «أنّ «حزب الله « يتشدّد رئاسياً، وهو يرفض تكرار تجربة الرئيس ميشال سليمان. وما يقبل به فقط هو انتخاب رئيس «تيار المردة « سليمان فرنجية، أو انتخاب رئيس يشبه الرئيس السابق اميل لحود الذي كان ينعته «الحزب» ولا يزال بـ»الرئيس المقاوم». وبالتالي لا مجال لتجريب رئيس وسطي أو من يخضع للضغوط الغربية». وتخلص هذه المعلومات الى القول إنّ «مبادرة جبهة «الاعتدال» النيابية قد نسفت عملياً، وتولى «الحزب» دفنها».