مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “النهار”:
في حين كان الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يحذر من “فوق الصعاب صعوبة المرحلة، وفوق الضجيج ضجيج الحرب” كأنه يشتم رائحة الحرب، ونذر المواجهات الداخلية المتفاقمة ما بين المكونات اللبنانية، اتجهت الانظار ناحية مدينة جبيل، حيث اختطف منسق حزب”القوات اللبنانية” في القضاء باسكال سليمان، لدى مروره في بلدة حاقل، عائدا من اداء واجب عزاء. واياً تكن الدوافع، سواء كانت سياسية، ام ربما شخصية، فان تداعياتها، ما لم تظهر الحقيقة سريعا، ستكون وخيمة على مجمل المشهد السياسي والاجتماعي، خصوصا بعد خطب ذهبت الى التصعيد وتوزيع التهم مجددا ردا على مواقف منددة بالحرب وبربط لبنان بغزة، وخصوصا من البطريركية المارونية والاحزاب المسيحية.
وفي حين التزمت دوائر حزب “القوات” الصمت حتى ساعة متقدمة من ليل امس، صدرت مواقف كثيرة من مختلف الجهات السياسية والنيابية منددة بالحادث، وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عملية الخطف، وطلب في سلسلة اتصالات مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وقائد الجيش العماد جوزف عون ومع القادة الامنيين تكثيف التحقيقات والتنسيق في ما بين الاجهزة الامنية لكشف ملابسات القضية في اسرع وقت.
وفي التفاصيل، ان أربعة اشخاص يستقلون سيارة “سوبارو” بيضاء اللون أقدموا بقوة السلاح على خطف سليمان عند مفترق يربط بلدة لحفد بطريق ميفوق وحائل، فيما كان يتحدث الى صديق له. وقد سمع الاخير عبر الهاتف سليمان يتوسل خاطفيه الا يقتلوه.
وتجمع مناصرو “القوات” في مركز الحزب في مستيتا. وحضر رئيس “القوات” سمير جعجع من دون ان يدلي باي تصريح. وحضر معهم عدد كبير من الشخصيات ومنهم نائب “التيار الوطني الحر” سيمون ابي رميا ومنسق “التيار” في القضاء سبع حبيب.
صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، بيان دعا “جمعيات تجار جبيل ووجهائها وبلدياتها ومخاتيرها إلى إقفال جميع المحال في جبيل ومنطقة جبيل ساحلاً ووسطاً وجرداً الاثنين استنكاراً لخطف ابن جبيل باسكال سليمان.
ويدعو حزب “القوات اللبنانية” الاحزاب والشخصيات الحليفة والمستقلة إلى الوقوف صفاً واحداً استنكاراً وصداً لأي اعتداء على الحريات العامة والخاصة في لبنان”.
وليلا اقفل مناصرو “القوات” اوتوستراد جبيل لبعض الوقت، واتخذ الجيش والاجهزة الامنية تدابير احترازية في مناطق عدة.
جنبلاط
وكان جنبلاط زار امس الرئيس نبيه بري داعيا الى ايجاد “افق لإختراق جدار الكراهية والوصول الى التسوية المقبولة لتنفيذ القرار 1701 والعودة الى اتفاق الهدنة عام 1949، الذي اذا ما قرأناه بشكل مفصل يملي على الفريقين اللبناني والاسرائيلي منطقة معينة من الحدود فيها حد من التسلح، إذا صح التعبير وهذه قد تكون انطلاقة”.
تهديدات اسرائيل
وترافقت زيارة جنبلاط الى عين التينة، ودعوته الى تنفيذ اتفاق الهدنة وتطبيق الـ 1701، مع ازدياد وتيرة التصعيد الاسرائيلي تجاه لبنان، اذ أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه استكمل “مرحلة أخرى” في إطار استعداداته “للحرب” عند الحدود مع لبنان.
في بيان بعنوان “الاستعداد للانتقال من الدفاع إلى الهجوم” نشره في موقعه الإلكتروني، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “خلال الأيام الأخيرة تم استكمال مرحلة أخرى من استعدادات قيادة المنطقة الشمالية للحرب”.
ولفت بيان الجيش إلى أن “قادة الوحدات النظامية ووحدات الاحتياط جاهزون لاستدعاء وتزويد جميع المقاتلين المطلوبين بالمعدات خلال ساعات معدودة فقط، ثم نقلهم إلى خط الجبهة لأداء المهام الدفاعية والهجومية”.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الجيش “استكمل استعداداته للرد على أي سيناريو يمكن أن يحدث في مواجهة إيران”. اما رئيس أركان الجيش الإسرائيلي فصرح انه يجب ان يدفع حزب الله ثمنا متزايدا بسبب مشاركته في الحرب.
ونشر موقع “makorrishon” الإسرائيليّ تقريراً تحدث فيه عن سيناريوهات الحرب بين إسرائيل و “حزب الله”، مشيراً إلى أن التصعيد “بات وشيكاً”. وتحدث عن حرب في الجنوب لابعاد “قوة الرضوان” لدى “حزب الله” الى مسافة بعيدة نسبيا، او تعميق الهجمات في لبنان حتى مسافة 150 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية. ومن شأن مثل هذا الهجوم أن يحرم “حزب الله” من ما يقرب من نصف قدرته الهجومية في وقت قصير. لكن هذه الحرب يمكن ان تستمر أكثر من سنة، وستؤدي إلى تدمير معظم قدرات حزب الله”.
الانتخابات البلدية
كشف رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد، عن امكان عقد جلسة تشريعية من ضمن “تشريع الضرورة” بعد عطلة عيد الفطر، وعلى جدول أعمالها حتى الآن ثلاثة مشاريع قوانين: الأول مشروع قانون معجل مكرر يجري التحضير له مع عدد من النواب من الكتل المختلفة لبت مصير الإنتخابات البلدية والإختيارية، فإما أن تجري في موعدها على أن تستثنى من ذلك البلديات التي تقع في مناطق تتعرض للعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان منذ قرابة 6 أشهر، وإما أن تؤجل إلى حين توافر الظروف المناسبة.
وكان الصمد صرح قبل ايم لـ”النهار” ان التأجيل المرتقب سيكون من خلال قانون يقره مجلس النواب. واضاف ان الاتجاه في الاوساط السياسية المعنية هو ان يتم هذا الاجراء (قانون التمديد) بعد انتهاء الاعياد (المسيحية والاسلامية) مباشرة.
ورداً على سؤال، اوضح الصمد ان “ثمة ثلاثة دواعٍ تعزز فرضية التأجيل وتسوّغها وهي:
– ان هناك عدوانا اسرائيليا يوميا يطاول كل الجنوب واجزاء من البقاع، وهو عمليا عدوان على كل لبنان.
– ان الوقت صار داهما وضاغطا لا يسمح باجراء هذا الاستحقاق في موعده ضمن اجواء وظروف طبيعية مريحة، خصوصا ان وزارة الداخلية تعتبر ان الموعد الفعلي لاجراء الانتخابات هو في منتصف ايار، وبالتالي فان مهلة الشهر ونصف الشهر الفاصلة عن الموعد المبدئي لهذه الانتخابات غير كافية عمليا.
– ان فكرة تجزئة اجراء الانتخابات الموعودة على نحو يجعلنا نؤجل هذه الانتخابات في 3 محافظات يطاولها العدوان (الجنوب والنبطية وبعلبك – الهرمل) لم تلقَ قبولا وثمة ما يمنع من اللجوء الى هذا الاجراء”.
وهكذا اضاف الصمد “وجدنا انفسنا وجها لوجه امام خيار التأجيل، مع ان الجميع من دون استثناء يتمنى اتمام هذا الاستحقاق في موعده المحدد”.