مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
لم يطل الوقت بعد إعلان «حزب الله» أمس عن لقاء أمينه العام حسن نصرالله وفداً قيادياً من حركة «حماس» برئاسة خليل الحية، حتى بادر الى الاعلان بعد الظهر، على موقع «العهد» الالكتروني التابع له عن قيام كتائب «القسام» الجناح العسكري لـ»حماس» بالقصف من الجنوب على الجليل الغربي في إسرائيل.
وفي موازاة هذا التكافل والتضامن بين «الحزب» و»حماس» في تجيير سيادة لبنان مرة أخرى للفصيل الفلسطيني، كان رئيس مجلس النواب نبيه بري في جلسة البرلمان يعلن المصادقة على توصيتين نيابيتين متناقضتين للحكومة في شأن إعادة النازحين السوريين المقيمين إقامة غير شرعية في لبنان الى ديارهم.
فعن أي سيادة نتكلم في ظل سلوك «الحزب»؟ وعن أي عودة لمئات الآلاف من النازحين السوريين نتحدث؟
مصادر نيابية بارزة روت لـ»نداء الوطن» وقائع جلسة البرلمان أمس، فقالت: «جرى في جلسة البرلمان أمس تقديم توصيتين:
الاولى، اتفقت عليها مجموعة كتل، والثانية قدمها تكتل «الجمهورية القوية».
وأضافت: «الفارق بين التوصيتين على الرغم من التقاطع بينهما هو أنّ توصية الكتل التي تضم 9 بنود هي فضفاضة وإنشائية ولا تتضمّن اية خطة عملية، بل تتكلم على كل شيء من الحدود الى الحكومة السورية والدول المانحة وقانون قيصر وتأليف لجان بعد مرور 11 عاماً على أزمة النزوح .
اما التوصية الثانية، فكانت واضحة بالقول إنّ الحكومة التي بدأت اجراءاتها في شأن النزوح السوري، عليها أن تكمل عملها انطلاقاً من ان كل وجود غير شرعي يجب إخراجه من لبنان. ولا همّ اذا ما اعترض الاتحاد الأوروبي أو الحكومة السورية على ذلك، فلبنان اتخذ قراراً سيادياً، وعلى الحكومة أن تمضي في إجراءاتها. وكذلك على المجلس النيابي أن يمضي الى المزيد من دعم الحكومة وتحفيزها وتشجيعها في هذا المسار، ما يعني توجيه رسالة الى كل المعنيين في العالم أن الحكومة اللبنانية اتخذت قراراتها. وكان يؤمل أن تشكّل هذه الجلسة نوعاً من غطاء لمواصلة الدينامية التي انطلقت».
وتابعت المصادر: «الخوف الآن هو من أن تضرب توصية الكتل ببنودها التسعة الدينامية المتعلقة بإنهاء الوجود السوري غير الشرعي في لبنان».
وأشارت الى أنّ الرئيس بري عندما قيل له في آخر الجلسة إنّ هناك توصيتين، أجاب: «صدقت التوصيتان. لم يرد المناقشة، بل أراد إنهاء الجلسة».
ومن «برج بابل « النيابي، الى لقاء نصرالله والحية الذي انتهى ببيان أكد «وحدة الموقف وإنجاز الانتصار الآتي».
وعلى صعيد متصل، كانت التطورات الميدانية على الساحة الجنوبية تشهد تصعيداً تخللته صواريخ «حماس» ومواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل. وتطورت ليلاً باعلان «الحزب» أنّ «هجوماً جوياً شنّه بعدد من الطائرات المسيّرة الإنقضاضيّة على قاعدة إيلانية غرب مدينة طبريا». فيما شنّت اسرائيل سلسلة غارات آخرها غارة استهدفت سهل المنصوري على الساحل قرب الناقورة، وبحسب المعلومات الأولية أدت الى قتيلٍ وجريحين.
وفي إسرائيل، قال وزير الدفاع يوآف غالانت في مؤتمر صحافي: «قتلنا المئات من مسلحي «حزب الله» في الجبهة الشمالية ويجب إبعاد «قوات الرضوان» إلى ما وراء نهر الليطاني» .
وفي واشنطن، صرّح المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لمراسل قناة «أم تي في» التلفزيونية، فقال: «سنواصل بذل الجهود لتحقيق الاستقرار والأمن على طول «الخط الأزرق». ونحرص على عودة اللبنانيين الى منازلهم، كما الاسرائيليين، وكيفية العيش بسلام واستقرار. اعتقد أنّ الهدف الأساس هو القرار 1701، وبالتالي علينا أن نرى ما يمكن عمله بينما نتطلع الى تطبيق الاتفاق المشترك بيننا وبين لبنان، وبيننا وبين إسرائيل لإنهاء هذا الصراع الرهيب. ونحرص على عدم وفاة او إصابة المزيد من الأشخاص جراء هذا الصراع الطويل».
ورداً على سؤال، قال: «نحن أصلاً في صراع، وعلينا الحرص على عدم امتداده، وفي أقل تقدير يجب علينا انهاؤه. أرغب في ان يكون الجميع قادرين على العودة الى لبنان، كما انني أرغب شخصياً في العودة الى لبنان، وأن يتحقق الازدهار لكل اللبنانيين. وعلينا التوصل الى مزيد من الأمن بين لبنان وإسرائيل. هذا هو هدف الرئيس بايدن وهو طلب مني العمل لتحقيق هذا الهدف، وهذا ما أواصل العمل عليه يومياً».