مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة الديار تقول:
سماحة السيد حسن نصرالله قائد التحرير وبطل الانتصارات وسيد المقاومين في مواجهة العدو الاسرائيلي المجرم المتغطرس والقوى الظالمة، ارتقى شهيدا مؤمنا بان مسيرة المقاومة لن تضعف ولن تتوقف مهما اشتدت العواصف، وهي لن تحيد عن البوصلة التي رسمها وثبتها القائد الشهيد.
هذا هو عنوان نعي حزب الله سماحته شهيدا جراء العدوان الهمجي الذي نفذه العدو الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية اول امس بالآلة والقنابل الاميركية.
وقبل وبعد اعلان استشهاد سماحة السيد يبقى السؤال الكبير حول مسار المرحلة المقبلة في الحرب التي توسعت ابوابها في المنطقة على كل الاحتمالات.
اما السؤال الثاني بعد هذه الخسارة الكبرى التي تلقاها حزب الله ولبنان ومحور المقاومة هو كيفية التعاطي مع حجم هذه الضربة الموجعة لتنفيذ وصية سماحة السيد الدائمة بمتابعة مسيرة المقاومة بكل زخم حتى النصر.
وفي البيت الداخلي للحزب، رغم حجم الخسارة الكبير وخصوصية شخصية الشهيد وحضوره وقوته، تؤكد المعطيات وفق مصدر مطلع وكما عكس بيان حزب الله امس ان الحزب كما حصل في محطات سابقة سيخرج من هذه المحنة محصنا بقيادة جديدة مسلحة بنهج سماحة السيد الشهيد.
ووفقا للمعطيات القائمة فان الحزب سيتعامل مع هذه الصدمة الكبيرة بكل اقتدار ومسؤولية لاختيار امينه العام الجديد وتعيين باقي اعضاء القيادة.
وحسب المعلومات فان الاعلان عن هذه العملية لن يتأخر، مع التأكيد ان حزب الله تنظيم مؤسساتي قوي ومتين ويملك من المنعة والطاقات ما يجعله اقوى من كل العواصف في اصعب وادق الظروف.
ورغم حجم ما جرى والضربات الموجعة التي تلقاها الحزب في الايام والاسابيع الماضية استمر امس يخوض الحرب المفتوحة ويمطر مدن ومستوطنات ومواقع العدو الاسرائيلي بحوالي مئة صاروخ من العيارات المتوسطة والثقيلة حتى تل ابيب مرورا بعكا وصفد وحيفا وسائر مناطق الشمال والوسط من فلسطين المحتلة.
وواصل طيران العدو بتنفيذ غاراته الهمجية مستهدفا الاماكن المدنية والسكنية في الضاحية والجنوب والبقاع، مخلفة المزيد من المجازر بحق شعبنا.
الحزب يعلن استشهاد سيد المقاومة
واكد حزب الله في بيان رسمي استشهاد السيد نصرالله وجاء فيه : «ان سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل الى جوار ربه ورضوانه شهيدا عظيما قائدا بطلا مقداما شجاعا حكيما مستبصرا مؤمنا، ملتحقا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الالهية الايمانية على خطى الانبياء والأئمة الشهداء».
واضاف «ان سماحة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله التحق برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذي قاد مسيرتهم نحوا من ثلاثين عاما، قادهم فيها من نصر الى نصر مستخلفا سيد شهداء المقاومة الاسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان عام 2000 والى النصر الالهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء وصولا الى معركة الاسناد والبطولة دعما لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم».
وبارك الحزب لسماحة السيد «نيله ارفع الاوسمة الالهية وسام الامام الحسين عليه السلام، محققا اغلى امانيه واسمى مراتب الايمان والعقيدة الخالصة شهيدا على طريق القدس وفلسطين».
وعاهدت قيادة حزب الله «الشهيد الاسمى والاقوى والاغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء ان تواصل جهادها في مواجهة العدو واسنادا لغزة ولفلسطين دفاعا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف».
ووفقا لمصادر مطلعة فان المرحلة المقبلة ستحمل الكثير من التطورات بعد سقوط كل الخطوط الحمر، ما يعزز الاعتقاد باننا اما منعطف جديد في الحرب المفتوحة مع العدو.
جيش العدو: ايام صعبة تنتظرنا
ورغم نشوة العدو الاسرائيلي بما قام به لم تخف قيادتة السياسية والعسكرية خشيتها مما ستحمله الايام المقبلة وقال الجيش الاسرائيلي «نحن في حالة تأهب قصوى على مدار الساعة، وهناك ايام صعبة تنتظرنا وهذا سيستغرق بعض الوقت».
ونقلت القناة 12 الاسرائيلية عن مصادر عسكرية ان الجبهة الداخلية اجرت تغييرات في توجيهاتها بما يشمل مدنا في وسط الكيان الاسرائيلي.
واذاعت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن اجراءات عديدة منه فتح الملاجىء في تل ابيب ومناطق عديدة على بعد اكثر من مئة كيلومتر من الحدود اللبنانية الجنوبية.
التورط الاميركي في اغتيال نصرالله
ووفقا للتقارير التي اوردتها الوكالات فان ما احدثه العدوان الاسرائيلي الهمجي واستشهاد السيد نصرالله وما يمثله فان ارتدادات هذا الزلزال ستكون كبيرة على مستوى المنطقة، لا سيما ان الحديث الذي كثر قبل العدوان الاخير عن حل دبلوماسي ووقف نار مؤقت انكشف زيفه بعد هذا الاستهداف الخطير بغطاء اميركي كامل.
ورغم محاولة الادارة الاميركية من الرئيس بايدن ووزيري الدفاع والخارجية التنصل من مسؤولية ما جرى ويجري، فان الوقائع والشواهد تؤكد التورط الاميركي الكبير في هذا العدوان من خلال تزويد العدو بمزيد من القنابل الفتاكة والسلاح والمعلومات الاستخبارية.
وفي هذا السياق ذكر موقع اكسيوس الاميركي نقلا عن مسؤول اميركي قوله «نحن لم نوقف تبادل المعلومات الاستخبارية مع اسرائيل».
ونقل الاعلام الرسمي الايراني عن الرئيس الايراني مسعود بزشكيان «ان اميركا لا يمكنها انكار التواطؤ في مقتل السيد نصرالله».
حزب الله يقصف المدن
الكبرى حتى تل ابيب
وعلى الصعيد الميداني ورغم شراسة العدوان والضربات الموجهة واصل حزب الله امس قصف المدن والمستوطنات والموقع العسكرية والحيوية الاسرائيلية بعشرات الصواريخ المتوسطة وعدد من الصواريخ الثقيلة، وطاولت ضرباته تل ابيب التي استهدفت بصاروخ باليستي وبصاروخين مماثلين استهدفت مستوطنات اسرائيلية عل بعد حوالي مئة كيلومتر من الحدود اللبنانية.
وتساقطت الصواريخ في عكا وحيفا وصفد وعلى مطارات ومواقع عسكرية في محيطها، كما تجاوزت صواريخ اخرى الدفاعات الجوية الاسرائيلية وسقطت في العديد من المستوطنات الشمالية. واشتعلت النيران في كثير من المناطق واصيبت مبان عديدة في مناطق مختلفة وافيد عن وقوع اصابات عديدة.
وبلغ عدد الصواريخ التي اطلقها حزب الله امس حتى المساء حوالي مئة صاروخ، وبقيت صفارات الانذار تدوي بشكل متواصل في اكثر من مئة مدينة ومستوطنة.
وعكس رد حزب الله الاولي قدرته على التحكم والسيطرة رغم الضربات المؤلمة التي تعرض لها.
ومساء دوت صفارات الانذار في تل ابيب الكبرى وفوق مطار بن غوريون، واعلن جيش العدو التصدي لصاروخ باليستي مصدره اليمن، وهرع الاسرائيليون في المطار والمدينة الى الملاجىء.
وذكرت وسائل الاعلام ان الصاروخ وصل الى سماء تل ابيب بعد وصول رئيس حكومة العدو نتنياهو من نيويورك الى المطار.
غارات عنيفة على الضاحية
والجنوب والبقاع
وواصل طيران العدو غاراته العنيفة مستهدفا عشرات المدن والبلدات في الجنوب والبقاع، ونفذ ايضا عددا من الغارات امس على الضاحية الجنوبية بعد ليلة مجنونة من الغارات الهمجية عليها اول امس والتي تجاوز عددها الثلاثين غارة.
وادت هذه الغارات الى مجازر في بلدات عديدة في الجنوب والبقاع منها في البيسارية وشمسطار والخضر وسقط شهيدان وعدد من الجرحى في استهداف بناية سكنية في الشياح.
وذكرت اذاعة جيش العدو انه جرى استهداف قياديين في حزب الله في الضاحية، وثالث من الصف الثاني لم يعرف مصيره.
وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان جيش العدو عزز قواته على الحدود الشمالية بلوائي احتياط، وصرح ضباط كبار بان العملية البرية غير مستبعدة وممكنة.
مجلس الوزراء لمعالجة حاجات النازحين
وحداد رسمي على الشهيد نصرالله
عقد مجلس الوزراء جلسة طارئة مساء امس واتخذ سلسلة من التدابير لتوفير المعالجات الصحية والاجتماعية والانسانية للنازحين جراء العدوان الاسرائيلي.
وفي مستهل الجلسة دعا الوزراء الى الوقوف وقفة صمت حدادا على روح الشهيد سماحة السيد حسن نصرالله، وشدد على التضامن بين اللبنانيين «لان اهداف العدو الاسرائيلي ضرب هذه الوحدة التي طالما شكلت السلاح الاقوى في مواجهة مخططاته الاجرامية». ودعا الى وضع الخلافات السياسية جانبا لكي نلتقي جميعا على ما يحمي لبنان».
وقال «ذهبنا الى الامم المتحدة للتوصل الى حل، لكن العدو ذهب بنية الغدر والتخطيط لمزيد من المجازر».
من جهة اخرى اصدر ميقاتي مذكرة باعلان الحداد الرسمي على الشهيد نصرالله ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء.
ردود محلية ودولية
وتوالت ردود الفعل على اغتيال سماحة السيد نصرالله.ونعت هيئة الرئاسة في حركة امل الشهيد واعتبرت «ان خسارة قامة فذة وشجاعة بحجم ساحة السيد خسارة لن تفت من عضد المقاومين في مواصلة الدرب انتصارا للحق ودفاعا عن لبنان».
وقال الرئيس سعد الحريري ان اغتيال نصرالله «ادخل لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة، انه عمل جبان مدان من قبلنا جملة وتفصيلا، وتبقى في هذه المرحلة البالغة الصعوبة وحدتنا وتضامننا الاساس».
وقال الاستاذ وليد جنبلاط «ان السيد نصرالله ورفاقه انضموا الى قافلة الشهداء الطويلة على طريق فلسطين».
وقال الرئيس ميشال عون انه باستشهاد سماحة السيد نصرالله يفقد لبنان قائدا مميزا وصادقا قاد المقاومة الوطنية على دروب النصر والتحرير.
وقال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية «رحل الرمز وولدت الاسطورة وتستمر المقاومة».
كما نعت حركة حماس وفصائل فلسطينية السيد الشهيد.
ودانت وزارة الخارجية الروسية بشدة اغتيال نصرالله، محملة اسرائيل المسؤولية الكاملة عن العواقب المأساوية التي يمكن ان يؤدي اليها اغتيال زعيم حزب الله في المنطقة.
واكدت الخارجية الايرانية في نعيها نصرالله «ان المسار المجيد للقائد سيستمر وسيتحقق هدفه بتحرير القدس».
خامنئي: حزب الله والمقاومة
ستحدد مصير المنطقة
وبرزت امس الرسالة الشديدة التي وجهها المرشد الايراني اية الله علي خامنئي حول العدوان الاسرائيلي اكد فيها «ان على المجرمين الصهاينة ان يعلموا انهم اصغر بكثير من ان يلحقوا اذى مهما بالبنية القوية لحزب الله اللبناني».
وقال «كل قوى المقاومة في المنطقة مع حزب الله وتدعمه. ان مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله المنتصر». وختم «سيجعل لبنان العدو المعتدي الشرير والجبان نادما ومن الواجب على جميع المسلمين ان يقفوا بامكاناتهم الى جانب شعب لبنان وحزب الله المنتصر».
ونقلت رويترز عن مصدر مطلع «ان ايران على اتصال دائم بحزب الله وحلفائها الاقليميين الاخرين لتحديد الخطوة التالية».
الامم المتحدة: التصعيد الاخير كارثي
وقال منسق الامم المتحدة في لبنان عمران رضا ان التصعيد الاخير في لبنان اقل ما يمكن وصفه هو انه كارثي.
واضاف «نشهد فترة هي الاكثر دموية في لبنان منذ جيل».
وأعتبر رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه ان الوضع في لبنان «في غاية الخطورة «، مبديا قلقه حيال سلامة الفرنسيين في هذا البلد.