مجلة وفاء wafaamagazine
شدّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أن لا أحد سيتمكّن «من استثمار نتائج العدوان في السياسة الداخلية فالمسار السياسي مُنفصل عن وضع المقاومة»، وقال: «لا يستطيع أحد إقصاءنا من المشاركة السياسية الفاعلة والمؤثرة في لبنان، فنحن مُكوّن أساسي في تركيبة البلد ونهضته»، معتبراً أن «بعض البلهونيات في إبراز إبعادنا عن المسرح هي فُقّاعات ستظهر لاحقاً».
وأكد أنّ «مساهمتنا كحزب الله وحركة أمل هي التي أدّت إلى انتخاب الرئيس بالتوافق، الرئيس جوزاف عون».
وقال قاسم خلال المؤتمر الدولي الثالث عشر «غزة رمز المقاومة»، اليوم، «إننا صبرنا على الخروقات لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية المسؤولة عن هذا الاتفاق، ومعها الرعاة الدوليون، ولكن أدعوكم إلى ألاّ تختبروا صبرنا، وأدعو الدولة اللبنانية إلى الحزم في مواجهه الخروقات التي تجاوزت المئات».
وشدّد على أن «هذا الأمر لا يمكن أن يستمر، الاتفاق حصراً هو في جنوب نهر الليطاني، وخرجنا مرفوعي الرأس والسلاح بأيدي المقاومين والقرار 1701 إطار عام، أما خُطط الاستفادة من المقاومة وسلاحها فيناقش ضمن الاستراتيجية الدفاعية وبالحوار من ضمن الحفاظ على قوة وسيادة واستقلال لبنان».
وتوجّه قاسم «إلى الحالمين بعدائية» بالقول: «ستبقى المقاومة في لبنان عصية على المشروع الأميركي – الإسرائيلي، وهي مستمرة وقوية وجاهزة وأمينة على دماء الشهداء لتحرير الأرض، لتحرير فلسطين».
اتفاق غزة انتزاع لمصلحة الفلسطينيين
وبارك الشيخ نعيم قاسم «للشعب الفلسطيني، لأهل غزة، للمقاومين، اتفاق وقف إطلاق النار الذي لم يتغيّر عمّا كان مطروحاً في أيار سنة 2024، ممّا يدل على ثبات المقاومة، وأنّها أخذت ما تريد ولم يستطع الإسرائيلي أن يحصل على ما يريد».ورأى أن «هذا الاتفاق هو انتزاع لمصلحة الفلسطينيين رغم تكالب الإجرام الإسرائيلي – الأميركي على أهلنا في غزة».
وأضاف أن «المقاومين والشعب الفلسطيني أفشلوا مُخطّط إسرائيل الخطير، والتضحيات الكبيرة التي قدّموها والصمود الأسطوري هما مُؤشران على جدارة هذا الشعب ومقاومته لاستعادة أرضه وهو قادر على ذلك، الصمود الآن هو مدماك المستقبل. لقد كانت التضحيات كبيرة، ولكن هذه التضحيات هي التي أوقفت المشروع الآثم ومنعت إلغاء قضية فلسطين وستؤسّس للمستقبل».
التاريخ سيسجّل من ساند غزة
ورأى قاسم أن «التاريخ سيُسجّل كما سجّل الميدان من ساند غزة بالتضحيات والعطاءات وكانت لهم مساهماتهم في كسر مشروع العدو الإسرائيلي. وأبرز المساهمين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقياده الإمام الخامنئي الذي لم يترك مناسبة إلا وأكّد فيها على الوقوف مع الشعب الفلسطيني للتحرير من البحر إلى النهر وقدّم كل أنواع الدعم العسكري والمعنوي والمادي والسياسي ودماء الشهداء من أجل فلسطين».
وأضاف: «أمّا لبنان، فقد قدّم الغالي والنفيس من خلال حزب الله وحركة أمل والشعب اللبناني، لقد قدّم لبنان وقدّم حزب الله سيد شهداء الأمه السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) على رأس القائمة، وقدّم السيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليه)، وقدّم القادة الجهاديين والشهداء والجرحى والأسرى، كل ذلك مساندة لغزة وصدًّا للعدوان على لبنان».
وأكد أن «حزب الله في لبنان ساهم في نصرة غزة، والشباب المقاوم وقفوا سدّاً منيعاً أمام التقدّم على الجبهة بمواجهة أسطورية، وأهاليهم الشرفاء حموا وناصروا ودعموا. وكذلك عطّل حزب الله والمقاومون هدف إسرائيل بإنهاء المقاومة في لبنان التي خرجت عزيزة مرفوعة الرأس».