مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية:
خرجت إسرائيل من غالبية المناطق السكنية في قطاع غزة، وبقي الفلسطينيون ولو على الأشلاء والدمار. فبعد 471 يوما من المجازر الإسرائيلية والأهوال التي خلّفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 11 ألف مفقود، ودمارا شبه كلي للمساكن والبنى التحتية، توقفت الحرب وبقي أبناء القطاع في أرضهم بعدما عجزت أقوى آلة إجرام في العالم عن اقتلاعهم أو دفعهم إلى التخلي عنها. إنها الصورة الأصدق تعبيرا عن شعب حي ما زال متمسكا بقضيته المحقة رغم ما تعرض له من مآسٍ منذ ثمانين عاما.
ومع سريان اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى والمعتقلين تحرك آلاف الفلسطينيين بطوابير نحو منازلهم المدمرة، وغصت الشوارع بالمحتفلين بتوقف الحرب، وسط ظهور مسلح لمقاتلي حماس بلباسهم العسكري. وانتشرت شرطة وزارة الداخلية في غزة داخل الأحياء، فيما دخلت مئات الشاحنات عبر معبر رفح محملة بالمواد الغذائية والإغاثية.
عملية التبادل بدأت في مرحلتها الأولى بإطلاق حماس سراح ثلاث أسيرات نقلهن الصليب الأحمر الدولي إلى الجانب الإسرائيلي الذي ماطل في إطلاق الأسيرات والأسرى الفلسطينيين والبالغ عددهم ٩٠ بعضهم دون الثامنة عشرة من العمر حتى وقت متأخر من ليل أمس.
هذا وأفاد قيادي في حركة “حماس” وكالة الصحافة الفرنسية أنّ الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى المحتجزين في قطاع غزة سيتم مساء السبت المقبل. وأوضح القيادي المشارك في المفاوضات، طالبا عدم الكشف عن هويته أنّ “إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى الإسرائيليين ستجري مساء يوم السبت القادم أي في اليوم السابع من بدء تنفيذ اتفاق وقف النار”.
وقف النار قبل وصول ترامب
وقد نجحت إدارة الرئيس جو بايدن في إنجاز الاتفاق وتنفيذه قبل ساعات من تنصيب الرئيس دونالد ترمب. حيث سيكون العالم بعد أدائه القسم أمام مرحلة جديدة من التحولات السياسية قد تختلف كثيراً عن السياسات التقليدية للإدارات الأميركية السابقة. وسيكون من أبرز معالمها وقف الحرب في أوكرانيا، والعلاقات مع الصين، وإعادة النظر بالنظام الاقتصادي العالمي للحد من الانكماش الحاصل كما وعد ترامب.
وبالنسبة لتعاطيه مع لبنان توقعت مصادر متابعة عبر “الأنباء” الإلكترونية أن ينتهج في ولايته الثانية سياسة مختلفة جداً عن ولايته الاولى، من خلال استمرار دعم المؤسسة العسكرية، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتنفيذ القرار 1701، وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، والمساعدة على حل الأزمة الاقتصادية.
تأليف الحكومة
في الأثناء يتابع الرئيس المكلف نواف سلام مشاوراته لتأليف الحكومة. وقد توقعت مصادر متابعة أن ينتهي من وضع تشكيلة حكومته قبل نهاية هذا الأسبوع. ولفتت المصادر الى التوافق على إبقاء وزارة المال من حصة رئيس مجلس النواب نبيه بري على ان يتولاها واحد من اثنين، إما الوزير السابق ياسين جابر او الدكتور محمد الحاج. ونفت المصادر بروز إشكاليات من قبل الكتل النيابية تعيق التشكيل.
سكاف
وفي المواقف أشار النائب غسان سكاف في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى اننا كلبنانيين دخلنا في مرحلة سياسية جديدة، متوقعا تشكيل الحكومة أواخر هذا الأسبوع بعد اكتمال الاتفاق على الخطوط العريضة. ولفت إلى أننا أصبحنا في مرحلة تنزيل الأسماء على الحقائب. مؤكداً مشاركة الثنائي أمل وحزب الله في الحكومة بأشخاص غير حزبيين. متحدثاً عن رغبة عربية ودولية، وبالأخص سعودية فرنسية كي تكون تركيبة العهد متوازنة وعدم إشراك أشخاص حزبيين، وان يرضي بيانها الوزاري كل القوى السياسية، وأن تضم كفاءات غير ملوثة بالفساد تمهد للقيام بورشة إدارية شاملة تبدأ بإعادة إحياء المؤسسات الرقابية.
وعن شكل الحكومة توقع سكاف ان تكون مزيجا بين السياسة والتكنوقراط، مرجحاً أن يكون وزراء التكنوقراط يملكون خلفية سياسية، متمنياً أن تعطي الحكومة المقبلة الثقة للشعب اللبناني والعالم العربي.
جنبلاط – أبي المنى – غوتيريش
وأمس برز خبر اللقاء الذي جمع مساء السبت في بيروت، الرئيس وليد جنبلاط وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بحضور المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت. وتخلل اللقاء استعراض الاوضاع العامة، ودعم الجهود الآيلة لتحقيق الاستقرار في لبنان والمنطقة.