الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / الحكومة تقلع نحو بيان وزاري يختبر تحدياتها… فرنسا تسعى لإقناع إسرائيل بإخلاء التلال الخمس

الحكومة تقلع نحو بيان وزاري يختبر تحدياتها… فرنسا تسعى لإقناع إسرائيل بإخلاء التلال الخمس

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “النهار”:

تقلع حكومة الرئيس نواف سلام اليوم في أولى جلسات مجلس الوزراء التي ستعقد في قصر بعبدا قبل الظهر بعد أن تُلتقط للحكومة الصورة التذكارية. وسيتم كالمعتاد تشكيل لجنة وزارية لصياغة البيان الوزراي يبدو أنها ستنجز مهمتها بسرعة وضمن مهلة قصيرة لأن عناوين الإجراءات والمهمات والتحديات المطروحة على الحكومة الجديدة معروفة ومدرجة بالكامل في خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون والبيانات التي أدلى بها الرئيس سلام منذ تكليفه حتى ولادة الحكومة. وسيكون البيان الوزراي بمضمونه وسرعته أول الاختبارات العملية للحكومة إذ يتضمن العناوين التفصيلية للاتجاهات والسياسات والمواقف الحكومية حيال رزمة واسعة من التحديات والاستحقاقات الملقاة على عاتق الحكومة الجديدة ولا سيما منها في التحديات الآنية الضاغطة مثل ملء الفراغات والشغور الكبير في وظائف ومواقع أساسية بدءاً من وظائف الفئة الأولى كحاكم مصرف لبنان وقائد الجيش مروراً بالوظائف الأخرى قاطبة، والتصدي للأزمات الخدماتية المتراكمة وفي مقدمها ملف الطاقة والكهرباء والمياه والطرق، وإيلاء الأولوية للأزمة المالية والاقتصادية التي يتقدمها ملف الودائع المصرفية، إلى مجموعة أولويات أخرى. أما الشق الآخر الأبرز من البيان، فسيتناول الملف السيادي من مختلف جوانبه أي ما يتصل بموقف واتجاهات الحكومة حيال استكمال تنفيذ القرار 1701 والقرارات الدولية ذات الصلة واستكمال تنفيذ اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل مع التشديد على الانسحاب الشامل لإسرائيل مما تبقى من بلدات وقرى جنوبية ونشر الجيش اللبناني على كامل التراب الجنوبي بالتنسيق مع القوة الدولية اليونيفيل. كما سيتطرق إلى واقع الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا لمعالجة البؤر الأمنية وكل مشاكل الحدود وتخصيص حيّز أساسي لملف النازحين السوريين في لبنان وإعادتهم إلى بلادهم بعد الوضع الجديد في سوريا.

بعد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء في قصر بعبدا ستجري عملية بدء رئيس الحكومة نواف سلام ممارسة مهماته في السرايا الحكومية إذ وضعت الترتيبات البروتوكولية لهذه الغاية. وبعد يوم مداومته الأول في السرايا، سيطل الرئيس سلام في أول مقابلة تلفزيونية له تجريها معه مجموعة من الكتاب الصحافيين في الثامنة والنصف مساء اليوم عبر “تلفزيون لبنان” وتنقلها شاشات المحطات المحلية الأخرى، وسيتحدث سلام عن حكومته الأولى وما رافق تشكيلها كما عن التحديات والملفات الكبيرة التي ستنصرف إلى معالجتها في ظل الخط الإصلاحي العريض الذي وضعه سلام شعاراً لها كحكومة “إصلاح وإنقاذ”.

وفي التحركات والمواقف المتصلة بانطلاقة الحكومة عُقد اجتماع أمس في معراب بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والوزراء يوسف رجي، جو صدي، جو عيسى الخوري وكمال شحادة، في حضور النواب ستريدا جعجع، غسان حاصباني ورازي الحاج. ووصف جعجع الحكومة الجديدة بأنها “حكومة الأمل لأنّها الحكومة الفعليّة الأولى منذ فترة طويلة والمطلوب منها نقلنا إلى الاستقرار”، واعتبر أن “الواجب الأول للحكومة هو إعادة تسليم القرار للدولة. يجب علينا كدولة أن نسيطر على حدودنا الشمالية والشرقية. أما فكرة أن الجيش لا يملك عديداً كافياً، فهي فكرة خاطئة”. وأضاف: “يجب البدء على بياض مع الحكومة الجديدة، وننتظر مشاريع الوزراء. نحن غير مستعدين للعودة إلى الوراء، ولا مجال لبقاء السلاح خارج نطاق الدولة”. وتوجّه جعجع إلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان قائلاً: “ارتياحك لوجود حزب القوات اللبنانية في الحكومة الجديدة هو في محلّه. فهدفنا الوحيد هو بناء دولة فعلية لكل لبنان، وليس لمنطقة أو لطائفة بعينها”.

وسط هذه الاجواء، تواصلت الاصداء الداعمة للحكومة فأعلن صندوق النقد الدولي أنّ “هناك مشاورات مكثّفة مع أصدقاء لبنان لتقديم المساعدة ومستعدون للتحرّك بشكل سريع”. أضاف أنّ “لبنان في حاجة إلى إصلاحات اقتصادية والوضع الآن يدعم القيام بذلك”.

وفي سياق اخر أشارت “رويترز” إلى أن سندات لبنان الدولية ارتفعت بأكثر من سنت ليجري تداولها عند أكثر من 18 سنتًا للدولار بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

الانسحاب الإسرائيلي

وسط هذه الاجواء أفادت مراسلة “النهار” في باريس أن فرنسا تبذل جهوداً من أجل انسحاب إسرائيل من لبنان في الموعد المتفق عليه في 18 شباط ( فبراير) لكنها تعترف بالصعوبات التي تواجهها باقناع الدولة العبرية بالانسحاب الكلي لأن إسرائيل تطالب بالمزيد من الضمانات من الجيش اللبناني للانتشار في الجنوب، وفرنسا تتفهم هذه الأسباب ولكنها تجهد للحصول على المزيد من القدرات للجيش اللبناني لكي ينتشر في الجنوب وينزع هذه المبررات والحجج الإسرائيلية. فإلدولة العبرية تريد ضمان أمن خمسة مواقع في الجنوب على أن تكون منزوعة من سلاح “حزب الله” قبل الانسحاب. وهذه المواقع الخمسة موجودة على تلال تطل على الجليل الأعلى.

وأمس هنّات اليونيفيل لبنان على تشكيل الحكومة الجديدة، معربة عن “دعم قوات حفظ السلام لحكومة سلام في جهودها لتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل، بما في ذلك من خلال الشراكة القوية مع الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى”. وأكدت اليونيفيل “دعمها الثابت للقوات المسلحة اللبنانية في إعادة انتشارها في جنوب لبنان، كما دعم المؤسسات الحكومية في سعيها لإرساء سلطة الدولة ومساعدة المواطنين على العودة إلى قراهم وبدء إعادة الاعمار. كما أكدت أنها ستظل ملتزمة بدعم استقرار المنطقة من أجل عودة الحياة الطبيعية للسكان على جانبي الخط الأزرق”. وشددت على أن “اليونيفيل ستبقى متمسكة بمسؤولياتها في ضمان الأمن والاستقرار، بما في ذلك من خلال المراقبة بحيادية لالتزامات جميع الأطراف وفقاً للقرار “1701. وقالت: “نحن نتطلع إلى مواصلة التعاون مع الحكومة اللبنانية الجديدة لتحقيق السلام الدائم والتعافي المستدام”.

وعلى الصعيد الميداني استكمل الجيش اللبناني أمس انتشاره في بلدات رب ثلاثين وطلوسة وبني حيان بعدما انسحب منها الجيش الإسرائيلي وقام الجيش اللبناني بتسيير دوريات مؤللة على الطرق وشرع بإزالة السواتر الترابية والردميات، وباشر التفتيش عن القنابل والذخائر غير المنفجرة بين البيوت وعلى الطرق. ودعت بلديات البلدات الثلاث المواطنين إلى الالتزام بتعاليم الجيش وعدم الدخول إليها إلا بعد أن تصبح آمنة وخالية من المتفجرات. وتوغل بعد ظهر أمس، عدد من دبابات الميركافا وجرافة عسكرية إلى الأطراف الجنوبية لبلدة عيتا الشعب وعملت الجرافة على رفع ساتر ترابي في المنطقة، من بعدها انسحبت القوة الإسرائيلية.

أما الوضع في شان التوتر الشديد على الحدود اللبنانية السورية، فاستكمل الجيش اللبناني أمس أيضاً انتشاره في المنطقة الحدودية الشمالية لمدينة الهرمل مع سوريا، بعد انسحاب مقاتلي أبناء العشائر خلف الحدود التي ينتشر فيها الجيش. وسادت حالة من الهدوء الحذر على الحدود اللبنانية- السورية الشمالية منذ مساء الأحد، ولم يسجل أي إطلاق نار وقذائف. في حين عزز الجيش اللبناني انتشاره على المعابر غير الشرعية، واعطى أوامره بالرد الفوري على مصادر إطلاق النار في حال حصل باتجاه الاراضي اللبنانية. كما أصدرت عشيرة آل جعفر بياناً حول آخر التطورات، شددت فيه على “العلاقات الاخوية بين الشعبين اللبناني والسوري”، وقال البيان: “لقد سحبنا شبابنا وهجرت عائلاتنا من منازلها تاركين للدولة والجيش معالجة الامور”.