الرئيسية / آخر الأخبار / عودة الحرب على غزة هل تفتح شهيّة إسرائيل نحو لبنان؟ – وفاء بيضون

عودة الحرب على غزة هل تفتح شهيّة إسرائيل نحو لبنان؟ – وفاء بيضون

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت الإعلامية وفاء بيضون في ” اللواء”

ثمة إشارة يمكن استخلاصها من عودة العدوان الإسرائيلي على غزة، وثمة سؤال يطرح حول التوقيت المرتبط بتطورات المنطقة على المستويين السياسي والعسكري، خاصة في سوريا، مروراً بترتيبات التسوية الأمنية بين روسيا وأوكرانيا المدفوعة إكراها من الجانب الأميركي على فولوديمير زيلينسكي، بعد واقعة التوبيخ الشهيرة التي حصلت مؤخرا لدى استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب له في البيت الأبيض.


أمام هذه المشهدية تتصدّر التطورات العسكرية في فلسطين المستندة لعودة العدوان على القطاع من جهة، وجولات العدوان الجوي واستمرار خرق سيادة لبنان من جهة ثانية. ففي الأولى وبعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ساد انطباع لدى كثيرين بأن الهدنة في القطاع لن تكون طويلة، وهي قابلة للانهيار، وهذا ما حصل باعتبار أنّ «الكيان الإسرائيلي» لم يحقق الأهداف التي أعلنها مع بدء العدوان بعد عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر عام 2023. وهو ما تعزز بالمشهدية التي أصرّت فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمها «حركة حماس»، على إرسالها من خلال عمليات تبادل الأسرى والرهائن، التي حوّلتها إلى مهرجانات واستعراضات لم تخلُ من المظاهر المسلحة، للقول: «إنّها لا تزال صامدة وقوية، بصورة أو بأخرى رغم قساوة ما تعرّضت له من تدمير للبنى التحتية واغتيال معظم قادتها».


من هنا ترى المصادر المطّلعة: «إن انقلاب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار بين ليلة وضحاها، وفي ذروة المفاوضات القائمة، ليختار موعدا مرتبطا بدماسة الليل واستغلال شهر الصيام لاستئناف الحرب من دون أي مقدمات، فيقتل في ليلة واحد، نحو أربعمائة فلسطيني كانوا يعتقدون أنّهم في أمان».
وتضيف المصادر: «ثمّة من يضع خطوة نتنياهو، والتي أكد المسؤولون الإسرائيليون أنها جاءت بالتنسيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بل بغطاء وضوء أخضر من إدارته، في خانة محاولة استعادة زمام المبادرة في الداخل الإسرائيلي، بعد تراجع أسهمه في الآونة الأخيرة، بدليل أنّ الخطوة نجحت في تظهير وحدة الموقف، مع استعادة حكومته لتوازنها، وعودة الوزير المتطرف المستقل إيتمار بن غفير إلى صفوفها مرّة أخرى بعد التهويل المستمر بقطع حبل وصال الحكومة اليمينية».


وفي الثانية تقول المصادر نفسها: «ما الذي يمنع إسقاط سيناريو غزة وفتح شهية نتنياهو نحو لبنان، علماً أنه يكرر باستمرار أن الاتفاق الذي أبرم كان على وقف إطلاق النار، وليس على إنهاء الحرب بين لبنان والكيان المحتل؛ وهذا ما تظهره الممارسات العدوانية المتكررة ضد لبنان والخرق اليومي لسيادته وبالتأكيد لم يكن آخرها موجة الغارات الجوية التي حصلت قبل أيام على الجنوب والبقاع حاصدة عشرات الضحايا بين شهيد وجريح».


وفي هذا الإطار، يرى المتابعون أن التخبط الذي يصيب عملية تطبيق القرار 1701 وآلية تنفيذه، يتناقض بين الرؤية اللبنانية والفخ الإسرائيلي الذي يحاول أن يجعل منه مقدمة لتطبيع لبنان وجرّه بقوة السلاح وتحت النار إلى مفاوضات تفضي الى تطبيع العلاقات، يكون الجانب الإسرائيلي الرابح فيها على حساب كل منجزات الدولة اللبنانية بعد عودة انتظام مؤسساتها من بوابة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. فهل من مخطط إسرائيلي لاستئناف الحرب على لبنان، وما يجري يأتي في إطار تحضير الأرضية واستجلاب الذرائع لذلك؟


من هنا تستبعد بعض المصادر المواكبة من «فتح الجبهة مجدداً بين لبنان والكيان الإسرائيلي»، مستندة إلى الوقائع المرتبطة بوضع «حزب الله» حيث لا يسمح له الآن بفتح جبهة إسناد، كما فعل في الثامن من تشرين الأول عام 2023. كما أنه أي الحزب قد لا يكون قادراً على ضبط إيقاع المواجهة هذه المرة. ومن هنا قد يكون الاحتلال يوظف اعتداءاته على وقائع النتائج للحرب الأولى ويبني على نقاط الضعف دون الالتفات إلى ما يمكن أن يكون لدى «حزب الله» من معطيات، قد تأتي حسابات غلّتها، على عكس ما يرى الإسرائيلي، على «بيدر المواجهة من عناصر قوة مخفية».