
مجلة وفاء wafaamagazine
وصل رئيس جهاز «الموساد»، ديفيد برنيع، مساء أول أمس، إلى العاصمة القطرية الدوحة، في زيارة تهدف إلى بحث اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل الأسرى. وفي حين لم يُكشف عن نتائج هذه الزيارة، تعكس تطورات الميدان التصعيدية، ضيق فرص التوصل إلى اتفاق، واستمرار التعنّت الإسرائيلي في رفض إنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عام ونصف عام.
وفي ظل ذلك، تتزايد المؤشّرات إلى نية إسرائيل تصعيد حربها على قطاع غزة، إذ على الرغم من غياب القرارات الحاسمة عن جلسة «الكابينت» التي انعقدت مساء الخميس، إلا أن قناة «كان» العبرية أفادت بأن «قادة الجيش عرضوا على رئيس الأركان، إيال زامير، خططاً موسّعة للعملية العسكرية في القطاع، تتضمّن احتلال مناطق إضافية ومضاعفة الهجمات الجوية». وبحسب القناة، فإن قيادة الجيش ترى أن قرار التوسّع الميداني «قد اتُّخذ بالفعل»، على رغم أنه لم يُتّخذ رسمياً، في ظلّ ما تعتبره تل أبيب تشبّثاً من حركة «حماس» بمواقفها ورفضها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وكانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد رصدت في الأسابيع الأولى من استئناف القتال نوعاً من «الليونة» في مواقف الحركة، لكنها اليوم «ترى أن الخيارات تضيق، ولا بد من التصعيد العسكري لفرض المزيد من الضغط»، وفقاً لـ«كان». وفي هذا السياق، كشفت «القناة 13» العبرية أن الجيش الإسرائيلي يخطّط لـ«استدعاء مزيد من جنود الاحتياط خلال الأيام المقبلة»، في مؤشّر واضح إلى استمرار الاستعداد الميداني لتوسيع المواجهة، بينما أكّدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن «ملف الأسرى لا يزال على رأس الأولويات، إلى جانب التحضير الميداني لمرحلة قتال ممتدّ».
اعتبر كاتس أن الإنجازات العسكرية عظيمة، لكنّ المخاطر كبيرة
وعلى صعيد موازٍ، نقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن رئيس الأركان تأكيده، خلال جلسة «الكابينت» أمس، أن الجيش الإسرائيلي لن يتولّى مسؤولية توزيع الإغاثة داخل القطاع، بل سيكتفي بتأمين الظروف اللوجستية اللازمة لوصول المساعدات، في وقت قرّرت فيه الحكومة الإسرائيلية السماح بدخول المساعدات «بصورة مشروطة»، شريطة التأكد من أنها لن تقع في يد حركة «حماس». وفي هذا الإطار، أكّد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب أنه تحدّث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول الوضع في غزة، مشيراً إلى أنه طلب منه «تهدئة الأوضاع»، قائلاً: «من المهم بالنسبة إلينا توفير الغذاء والدواء لغزة».
وفي مواقف تعكس التوجه التصعيدي، وكذلك التأثّر بالخسائر التي يعانيها جيش العدو نتيجة عمليات المقاومة في قطاع غزة، وخصوصاً خلال الأيام الأخيرة، قال وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، إن «آلاف الجنود النظاميين والاحتياط يقاتلون بشجاعة في غزة لتحرير الرهائن والقضاء على مسلحي حماس»، مضيفاً أن الجيش «يوفّر غطاءً دفاعياً شاملاً لقواته براً وجواً وبحراً، ويرافق عملياته بأسلحة ثقيلة لتفكيك العبوات الناسفة وتدمير البنى التحتية المهدّدة». واعتبر كاتس أن «الإنجازات العسكرية عظيمة، لكنّ المخاطر كبيرة والأسعار باهظة»، داعياً الإسرائيليين إلى احتضان الجيش وتعزيز جنوده والصلاة من أجل سلامتهم ونجاحهم.
الاخبار