
مجلة وفاء wafaamagazine
رأى النائب شربل مسعد، انه “في كل موسم انتخابي أو عند كل منعطف سياسي، نسمع عن تحالفات جديدة، واصطفافات غير متوقعة، وتفاهمات كانت إلى الأمس القريب من المحرمات. نرى خصوماً بالأمس يتحولون إلى حلفاء اليوم، ونسمع شعارات كانت تُكفِّر الآخر، فإذا بها تُبرّر الاقتراب منه بدعوى “الوطنية” أو “المصلحة العليا”.
وتابع في بيان: “هذه التحالفات الموسمية لا تُبنى على برامج، ولا تُؤسس على مبادئ، بل على حسابات ضيقة، ومنافع آنية. تُعقد الصفقات في الغرف المغلقة، ثم تُقدَّم لنا على أنها “اتفاقات تاريخية”، بينما حقيقتها لا تتعدى كونها مصالح متبادلة بين أشخاص أو تيارات تبحث عن مكاسب آنية، لا عن مستقبل وطن. إن السياسة ليست لعبة فرص، بل مسؤولية أخلاقية تجاه الناس والتاريخ. وما نشهده اليوم من تبدّل في المواقع، وتلوّن في المواقف، إنما يكشف أزمة في الضمير السياسي قبل أن يكون خلافاً في الرأي أو البرنامج”.
واضاف: “لقد تعب الناس من الخطاب المزدوج، من السياسي الذي يقول شيئاً اليوم وينقضه غداً، من الزعيم الذي يهاجم خصمه على الملأ ثم يتحالف معه خلف الستار. هذه السلوكيات تُفقد المواطن ثقته بالسياسة، وتُفرّغ العمل العام من مضمونه القيمي. ليس من العيب أن تتغيّر المواقف عندما تتغير الوقائع، لكن العيب كل العيب أن نُبدل المبادئ من أجل المناصب. لا بأس بالتحالف عندما يكون على قاعدة وطنية واضحة، وبرنامج مشترك يخدم الناس، ويُصارحهم بالحقائق. أما التحالفات التي تقوم على الإنكار والنسيان، على التسويات الهشة والوعود الكاذبة، فهي لا تصمد، ولن تبني وطناً”.
وقال: “رسالتي لكم، أيها المواطنون الأحرار ،أن تُحسنوا التمييز بين السياسي الذي يثبت على موقفه حتى لو خسر، وبين الذي يبدّل وجهه كلما تبدلت الرياح. راقبوا، واحكموا، ولا تسمحوا لأحد أن يبيعكم الكلام المعسول ليشتري به السلطة. السياسة الحقيقية هي التي تُبنى على المبادئ، على الشفافية، وعلى الصدق مع الناس. أما من لا يعرف سوى المواسم، فسيبقى حاضراً في الصورة… وغائباً عن ضمير الأمة”.