مجلة وفاء wafaamagazine
يشهد لبنان اختباراً أمنياً وسياسياً، يتمثل بجلسة مناقشة الموازنة العامة، التي رافق انعقادها، جدل واسع حول دستوريّتها وإمكان غياب الحكومة أو كتل نيابية عن حضورها، ورافقت الدعوة إليها دعوات لقطع الطرقات وتنظيم التظاهرات لمنع انعقادها.
وفي حصيلة المواقف والاتصالات حُسِمت دستوريّة الجلسة بإجماع المعنيّين، وفقاً للموقف الذي تبنّاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجهة كون الأولوية للمجلس عندما يشرّع في مناقشة الموازنة هي لإنهائها، ولكون الدعوة للجلسة سبقت تشكيل الحكومة الجديدة، ولكون الحكومة لم تَنَل الثقة بعد ليكون ممكناً استرداد الموازنة، كما حسمت الحكومة المشاركة برئيسها في الجلسة، وحسمت أغلب الكتل النيابية حضورها، بما فيها الكتل التي شاب موقفَها ترددٌ ككتلة القوات اللبنانية، بحيث يتوقع أن يزيد الحضور عن المئة نائب، بينما بقي الهم الأمني حاضراً لجهة عدم تكرار ما جرى في الجلسة السابقة وتعطيلها.
وقالت مصادر أمنية إن كل الترتيبات اللازمة لتأمين وصول النواب إلى مبنى ساحة النجمة قد اتخذت، وإن قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني وحرس مجلس النواب وضعوا توزيعاً للمهام، وإن القيادات الأمنية بدأت منذ ليلة أمس ترتيبات تتصل بضمان الطرقات الرئيسية رغم دعوات قطع الطرقات التي صدرت عن الجماعات المنظمة.
ورجّحت مصادر نيابيّة أن تمتدّ الجلسة ليومين وربما لثلاثة، في ضوء الطلبات المرتقبة للمتكلّمين، والتي ستكون بمثابة «بروفا» لجلسة الثقة في تظهير مواقف الكتل النيابية من الحكومة الجديدة، في ظل غياب حزب الكتائب الذي رفض الأخذ باعتبار الجلسة دستورية، وقالت المصادر إنه في غياب مشاركة الحشود الشعبية التي رافقت بداية الحراك، رفضاً للمسار الذي اتخذته الاحتجاجات سواء عبر قطع الطرق أو تخريب الممتلكات العامة والخاصة، ووجود رغبة شعبية بمنح الحكومة الفرصة قبل الحكم عليها، برزت مواقف الكتل النيابية بصورة لا توحي بمناخ تصادميّ ولا بمعاملة الحكومة كفريق مواجهة لفريق نيابيّ معين غاب عن تشكيلة الحكومة طوعياً، وتوقعت أن تتسم الكلمات بتأكيد مواقف نيابية مختلفة من تحديد الأولويات وجعلها كمطالب ترفع بوجه الحكومة ليتمّ تحديد الموقف منها على أساس هذه التطلعات أو المطالب.
واعتبرت المصادر أن النجاح الأمني بتوفير فرص مناسبة لوصول النواب بسلاسة سيشكل تحولاً مفصلياً في فتح الطريق للعمل النيابي بعد الإشارة السلبيّة التي حملتها عمليّة تعطيل الجلسة السابقة.